يُعدّ الضعف الجنسي أو ضعف الانتصاب من أكثر الأمراض سرية لدى الرجال، ولا يحب الرجل الذي يعاني منه التحدث عنه. وهناك أسباب كثيرة ومتعددة لهذا الخلل، تتراوح بين الحالة النفسية ونمط الحياة والسمنة و الأسباب الوراثية وبين الإصابة بأمراض القلب والجهاز الوعائي وضغط الدم ومرض السكري وغيرها من الأمراض والاختلالات الصحية. بل إنه قد يكون نتيجة لتعاطي بعض الأدوية أو الأعشاب والأغذية. وعلى ذلك، تعددت العلاجات واختلفت نجاعتها حسب المسبب أو المسببات. ضعف الانتصاب قد يعاني منه رجال في مختلف الأعمار ولكنه يزداد لدى الأكبر سناً. كما أنه اختلال يعاني منه رجال في مختلف البلدان والأزمان.

لقد سبق أن وصف الأطباء والعطارون وصفات علاجية له، بعضها نفع وبعضها لا. وإذا علمنا أن الأسباب مختلفة وأن تقبّل وتفاعل كل جسم مع الدواء مختلف، سنجد أن وصفة بعينها قد تفيد شخصاً ولا تفيد آخر، بل قد تضر ثالث. وتختلف الوصفات العشبية لهذا المرض أو غيره من منطقة إلى أخرى حسب ما يتوفر في تلك المنطقة من النباتات الطبية وحسب الإرث الحضاري والمعرفي لسكانها. ونجد اليوم لدى الكثير من الناس الميل إلى التداوي بالوصفات العشبية والتراثية، ويستغل البعض هذا ولأغراض تجارية وربحية، في الترويج لبعض هذه الوصفات والأعشاب، بذكر خصائص ومواصفات لم تخضع للتقييم العلمي التجريبي، مما قد يغرر بالمستخدم ويضر بصحته. لذا وجب التأكد وإجراء دراسات علمية موثّقة حول هذه الوصفات والأعشاب وتأثيراتها المختلفة الإيجابية منها والسلبية. وقد أُجريت العديد من الدراسات في هذا الشأن، ولكن مع الأسف، معظم هذه الدراسات صُممت لمعرفة أثر المداخلة بنبات واحد وعبر مسلك واحد فقط (مثل تثبيط الانزيم PDE5)، مع أن ضعف الانتصاب ناتج عن التفاعل بين شبكة معقدة تشمل مسالك غددية عصبية متعددة، إضافة إلى أن كل نبات يمكنه التأثير عبر أكثر من مسلك وأكثر من نظام بيولوجي في آن واحد، ولهذا تبرز أهمية التقييم الدوري للدراسات المنشورة وتقديم أولويات البحث العلمي حولها، و لهذا كانت هذه الدراسة.

لقد كان للأطباء والعطارين العرب اسهام ووصف للعديد من الوصفات الطبية العشبية لمعالجة مشكلة ضعف الانتصاب، ودُونت في كتبهم الطبية. في هذه الدراسة، تم استخراج النباتات المؤثرة على الضعف الجنسي (ضعف الباه) من مصادر الدواء في الطب العربي، وقد تم تعداد ـ210 نبات في المصادر السريرية للطب العربي، و قد تبين أن الأطباء الممارسين استخدموا 65 نبات منها (31%) للمرضى؛ (يمكن أن يكون شيوع استخدام النبات بين الأطباء العرب أحد أساليب تحديد أولويات البحث العلمي، و هو ما تم تقديمه في هذا الجزء من الدراسة).

إضافة لما سبق، تم البحث عن كل النباتات الموصوفة كعلاج لضعف الانتصاب في قاعدة بيانات Pubmed لحصر البراهين المتوفرة حول أثرها على هذا المرض، و قد تبين من 106 دراسة منشورة بهذا الصدد، أنه لم يُدرس غير 22 نبات (10%) مما ذكره الطب العربي، وهو أقل من اللازم لتقديم أي قرار سريري، ولكنه يُبرز ضرورة البحث العلمي لاسيّما وأن الكثير من النباتات الموصوفة في الطب العربي لعلاج الضعف الجنسي حازت على بعض البراهين على احتمال تأثيرها الإيجابي عليه.

• الدراسة الكاملة تجدونها في ملف الـ PDF أعلى الصفحة

البريد الإلكتروني للكاتب: msa190@gmail.com