تعتبر اللشمانيا مرضاً طفيلي المنشأ ينتقل عن طريق قرصة ذبابة الرمل. وهي حشرة صغيرة جدا لا يتجاوز حجمها ثلث حجم البعوضة العادية لونها أصفر وتتنتقل قفزاً ويزداد نشاطها ليلاً ولا تصدر صوتاً لذا قد تلسع الشخص دون أن يشعر بها. وتنقل ذبابة الرمل طفيلي اللشمانيا عن طريق مصه من دم المصاب (إنسان أو حيوان كالكلاب و القوارض) ثم تنقله إلى دم الشخص التالي فينتقل له المرض ويزداد انتشارها في المناطق الزراعية و الريفية. تظهر اللشمانيا الجلدية بعد عدة أسابيع من لسعة ذبابة الرمل على شكل حبوب حمراء صغيرة أو كبيرة ثم تظهر عليها تقرحات ويلتصق على سطحها إفرازات متيبسة ولا تلتئم هذه القروح بسرعة، تكبر القرحة بالتدريج وخاصة في حالة ضعف جهاز المناعة عند الإنسان وتظهر عادة هذه االآفات في المناطق المكشوفة من الجسم. تتراوح مدة الشفاء من ستة أشهر لسنة.
اللشمانيا مرض بيئي مزمن يصيب الإنسان في كافة الأعمار، ويعرف بأسماء متعددة في المنطقة العربية منها، حبة حلب وحبة بغداد وحبة الشرق ودمل الشرق وحبة السنة والقرحة المدارية يسببه "طفيلي اللشمانيا" والعامل الناقل لهذا الطفيل هو حشرة تسمى "ذبابة الرمل" قطرها ما بين (1.5 – 3 مم) تتواجد في كل فصول السنة عدا الشتاء، وتنشط ليلاً، و تستقر نهارا في الشقوق الداخلية لجدران المنازل وفي جحور الحيوانات كالقوارض والثعالب وفي جذوع الأشجار للراحة.ذبابة الرمل لا تطير عن مناطق توالدها سوى مسافات قليله تقدر بحوالي 100 متر فقط وان أسباب ارتفاع كثافة الحشرة الناقلة واتساع قاعدة مصدر العدوى وتقارب حلقات الانتقال هو وجودها بالقرب من الإنسان وهذا يؤثر بصورة ايجابية على انتشار المرض. وتصيب الأجزاء المكشوفة من الجسم. وخازن المرض الإنسان المصاب، القارض المصاب، الكلاب والثعالب المصابة. الحضانة تبدأ من دخول الطفيل للجسم بعد اللدغ وتنتهي بظهور علامات المرض. ومدتها تتراوح بين بضعة أسابيع وعدة أشهر، وهي وسطياً لفترة شهرين. وتتميز بظهور نقاط حمراء كرأس الدبوس في مكان اللدغ.
الأعراض
أعراض ومظاهر المرض: «تظهر نقاط حمراء، تتطور إلى "حبه حمراء" ثم إلى "عقيدة صغيرة" غير مؤلمة، غير حاكة، تعلوها قشرة قد تتقرح وتلتهب وتشفى بعد سنة إذا لم تعالج تاركة ندبة مشوهة.
وهي عبارة عن ثلاثة أنواع:
- اللشمانيا الجلدية (حبة السنة) التي تصيب الجلد في الأماكن المكشوفة.
- اللشمانيا الجلدية المخاطية: وهي تصيب الجلد والأغشية المخاطية في الفم والأنف والبلعوم.
- اللشمانيا الحشوية: التي تصيب الأحشاء. من هو المعرض لخطر الليشمانيا الحشوية
هذا المرض يصيب الأطفال ويسبب الوفاة إذا لم يتم علاجه في مراحله الأولى. يشعر الطفل المصاب بالمرض بالحمى و القشعريرة و الضعف و الهزال و يصاب بتضخم الكبد و الطحال.
الطرق الوقائية لمرض اللشمانيا:
لا يوجد حتى الآن لقاح يعطى ليمنع حدوث اللشمانيا. ولكن يمكن تخفيف نسبة الإصابة باللشمانيا، بشكل كبير إذا تم اتباع الإرشادات التالية:
- مراعاة النظافة العامة والشخصية.
- عليك بتوخي الحذر في المناطق الموبوءة خصوصاً وقت نشاط ذبابة الرمل وهو من الغروب إلى الشروق لذلك ينبغي ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة واستخدام الناموسة عند النوم.
- استخدام الناموسية و يمكن أيضا رشها بمادة بيرمثرين وهي مبيد حشري فعال متواجد في المراكز الزراعية و هو قليل السمية للإنسان.
- تركيب (شباك معدني) ناعم على النوافذ.
- صيانة حظائر الحيوانات ومنع انتشار القوارض والبعوض فيها، مراقبة الحيوانات ومعالجتها والتخلص منها وبشكل خاص "الكلاب الشاردة".
- تمديد شبكات صرف صحي آمن، التعامل الفني الجيد مع المخلفات الحيوانية.
- وعدم تربية الحيوانات في المناطق السكنية و وابعاد مخلفاتها عن الأماكن السكنية ورشها بمادة الكلس ثم البيرمثرين للقضاء على الحشرات .
- معالجة البرك والمستنقعات والبحيرات الصغيرة بيئياً
- يمكن وضع بعض الثلج الفحمي أو الآزوت السائل على مكان اللدغة .
- إن وجد في العائلة شخص مصاب بلدغة هذه الحشرة يجب عليه وضع غطاء رقيق على مكان اللدغة لانها تجذب الحشرات الأخرى ثم تنتقل العدوى منها إلى شخص آخر.
الطرق العلاجية
ينبغي التوجه بسرعة إلى طبيب الأمراض الجلدية أو المستوصف عند ظهور أية إصابة إذا استمرت لأكثر من ثلاث أسابيع دون شفاء, حيث تكون هي بداية اللشمانيا، وإذا عولجت باكرا لا تترك أثراً كبيراً، وعدم العلاج يساهم بنقل العدوى للآخرين.
تعتمد المكافحة على ثلاثة محاور رئيسية:
- معالجة الإنسان المصاب وتغطية مكان الإصابة ومتابعته حتى الشفاء الكامل و يكون العلاج عبر "الحقن" الموضعي كل أسبوع حتى الشفاء الكامل. والكي البارد بالنتروجين كل عشرة أيام حتى الشفاء الكامل.
- القضاء على الوسيط الناقل "ذبابة الرمل" بمكافحتها في أماكن تواجدها المختلفة.
- مكافحة الحيوان الخازن "الكلاب- الثعالب- القوارض".
الخلاصة
إن نشر الوعي الصحي بين المواطنين وخاصة من سكان الأرياف للتبليغ عن أية إصابة خاصة الأطفال ومعالجتها قبل تقدم الإصابة. وغيرها من التجمعات السكانية هي الطريق الأول في رصد ومتابعة هذا المرض بما يعطي الجهات العامة الصحية تصورا عملياً حول المرض المذكور ويمكنها من تحديد الأماكن التي ينتشر فيها المرض بالإضافة إلى التنسيق مع الجهات المعنية في سبيل تفعيل عامل المكافحة ومعالجة الأسباب الخاصة المباشرة التي تقف خلف انتشاره، ويؤكد الأطباء المختصون أن الوقاية الأولية تبدأ من النظافة الشخصية والحرص عليها يعد عاملاً رئيسياً في الوقاية كما أسلفنا فدرهم وقاية خير من قنطار علاج.
بريد الكاتب الإلكتروني: abdelalem2011@yahoo.com