أ.د. عبد الرؤوف علي المناعمة
الجامعة الإسلامية – فلسطين/غزة
بداية معرفتي بالمنظمة كانت قبل عدة سنوات عندما عملت مدرباً برفقة نخبة من الزملاء في مشروع الإعلام العلمي المدعوم من المنظمة، وبقيادة المخضرم أ. د. محمد عيد شبير. تجربة التدريب هذه كان لها أثر عميق على جميع من شارك فيها من مدربين ومتدربين، فقد فتحت آفاقاً جديدة لم نكن نلتفت لها كثيراً، ولم ندرك حجم أهميتها. وبدأت العلاقة من خلال نشر مقالات تترجم أبحاثاً علمية منشورة وحديثة ومُصاغة بطريقة سهلة يفهمها عامة القرّاء ولا يملّ منها المختصون. ثم بدأت التجربة تتعمق وتتجذر بحيث أصبحت معه الكتابة والنشر في موقع المنظمة جزءً مهماً من المهام الأكاديمية التي أقوم بها.
وبعد عام من النشر والتعاون حصلت على صفة تمثيل المنظمة بصفة رسمية في فلسطين وقمنا بعقد ورشة عمل تعريفية بالمنظمة في الجامعة الإسلامية بالشراكة مع مستشار المنظمة أ. د. محمود سرداح، وتم عمل عرض تقديمي توضيحي وأُرسل عبر البريد الالكتروني للجامعات الأخرى في فلسطين. وتم عرض ملصقات للمنظمة في حدث ضخم في الجامعة الإسلامية أيضاً وهو الأسبوع العلمي الأول للجامعة.
خلال فترة ارتباطي بالمنظمة لمست مجموعة كبيرة من الإيجابيات التي تُسجّل لها، فبالإضافة إلى ريادة الفكرة، فقد استطاعت التعريف والربط بين باحثين وعلماء من الوطن العربي ومن المهجر وأنا شخصياً استفدت من هذا الربط من خلال التعرف على زميل من تونس الحبيبة يعمل في مجال الأبحاث التي أعمل بها.
معلوم أن المحتوى العلمي باللغة العربية في شبكة الانترنت ضعيف للغاية ولا يكاد يُرى بين هذا الكم المعرفي الهائل باللّغات الأخرى التي لا يمكن لبعض الباحثين أو القرّاء الاستفادة منها بسبب حاجز اللّغة، ويمكن لأي متصفح لموقع المنظمة أن يرى كم هي المساهمة العظيمة لها في إثراء محتوى علمي رصين من خلال نشر مئات المقالات المترجمة أو المستحدثة. لم يقتصر الأمر على مجرد الترجمة بل ساهمت في تبسيط العلوم المعقدة فتجد مقالات في شتى العلوم من النانوية إلى الذرية إلى الكيمائية مروراً بالصحيّة والزراعية والصناعية (تقريباّ معظم المجالات المعرفية). وقد لا يدرك البعض أهمية هذا الدور الذي يساهم بشكل إيجابي في إتاحة المعرفة الرصينة للقراء العرب التي بدورها ترسّخ مفهوم العلم والبعد عن الخزعبلات وتنشر ثقافة البحث العلمي.
المنظّمة وفرّت منصة نشر للباحثين باللغة العربية سواء المقالات المترجمة والمختصرة أو الأبحاث المحكّمة المنشورة باللغة العربية وهذا يساهم أيضاً في إثراء المحتوى العربي ويشجع الباحثين الذين لا يجيدون لغة أخرى على إجراء ونشر بحوثهم. بالإضافة إلى ذلك ومنذ نشأتها خصصت المنظمة صفحة على موقعها للإعلان والترويج للمؤتمرات العربية بشكلٍ مجاني، الأمر الذي يسهّل على الباحثين انتقاء مؤتمراتهم الملائمة لعرض أبحاثهم العلمية.
أيضاً، المنظمة ساهمت في إحياء مناسبات عالمية في شتى المجالات، وقد ساهمت في أكثر من مناسبة في نشر مقالات متعلقة بهذه المناسبات وملصقات ومنشورات حول تلك المناسبات (الأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية، اليوم العالمي للإيدز والسّل والعشرات من المناسبات العالمية).
الجدير بالذكر أن شبكات إعلامية ذات تأثير في القارئ العربي تقتبس من موقع المنظمة لما له من مصداقية.
تقوم المنظمة أيضاً بجمع المقالات التي تخدم موضوعات محددة وتقوم بنشرها في إصدارات "إضاءات" ونشرتُ خلال مسيرتي مع المنظمة كتابين باللغة العربية وقمت بتحرير كتاب آخر. وفي إطار دعمها للبحث العلمي أعلنت المنظمة في عدة مناسبات عن دعمها لبحوث أو مراكز بحثية الأمر الذي سيساهم أيضاً في تدعيم البحث العلمي بشكل مباشر في البلدان أو الجهات المستفيدة.
وأدركت المنظمة أيضاً دور التشجيع وأطلقت جائزة لأفضل بحث بيئي العام المنصرم وأعتقد أن الإعلان عن الجائزة سيتم خلال احتفال المنظمة بمرور 10 سنوات على انطلاقتها.
إنجازات المنظمة متعددة وكبيرة لكن طموحها أعظم وغاياتها الأسمى لم تتحقق بعد، لكنها تسير على الدرب بثقة وثبات وتحتاج إلى دعم جميع المخلصين من هذه الأمة العظيمة، باحثين وعلماء وكتاب ومن الجميع بلا استثناء. النهضة الشاملة تتطلب تعاون وتنسيق وبذل الجهود، وأظن أن المنظمة أصبحت في مكانة وتمتلك خبرة تؤهلها للسير قدماً في تحقيق طموح الشباب العربي الواعد.
أختم بالقول بأن النجاح هو في الاستمرار والتطور والاستفادة من أخطاء الماضي والتقييم المستمر للتجربة من وجهة نظر أصحاب المصلحة قد يكون وسيلة جيدة للبدء بالتقييم. ولا بد من العمل بشكل أكثر جدية في التعريف بالمنظمة في كل الجامعات والمراكز البحثية في الوطن العربي.
نبارك لكم احتفالكم بالانطلاقة العاشرة
تمنياتي لكم ولوطننا العربي الكبير ولأمتنا الإسلامية بالتمكين والازدهار.
البريد الإلكتروني: elmanama_144@yahoo.com
