.
تشهد تقنيات التجفيف الشمسي تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة مع ازدياد الحاجة إلى حلول صديقة للبيئة وموفرة للطاقة. ويُعد مشروع المجفف الشمسي باستخدام الأنابيب المفرغة من الابتكارات الواعدة في هذا المجال، حيث يعتمد على تسخين الهواء الساخن عبر أنابيب مفرغة عالية الكفاءة بدلاً من الطرق التقليدية التي تُهدر جزءًا كبيرًا من الطاقة.
يقف وراء مشروع المجفف الشمسي باستخدام الأنابيب المفرغة فريق علمي جمع بين الخبرة الأكاديمية والتطبيقية، حيث ضمّ كلًا من الأستاذ الدكتور عبده بكري أحمد فقيرة، والمهندس عبده حسن زوبر عمر أبكر. وقد عمل الفريق بتكامل لافت، إذ ساهمت الخلفية الأكاديمية للأستاذ الدكتور في تأصيل الجانب البحثي والعلمي للمشروع، بينما ركّز المهندس على الجوانب التطبيقية والتقنية والتصميمية. هذا التعاون يعكس انسجاماً بين النظرية والتطبيق، ما أفرز مشروعًا مبتكرًا قادرًا على تقديم حلول عملية ومستدامة في مجال الطاقة والتجفيف الزراعي.
مبدأ العمل
يعتمد النظام على امتصاص الطاقة الشمسية عبر الأنابيب المفرغة وتحويلها إلى حرارة، ثم نقل هذه الحرارة إلى الهواء. يوجّه الهواء الساخن بعد ذلك إلى غرفة التجفيف، مما يخلق بيئة مناسبة لخفض الرطوبة وتقليص زمن التجفيف مع الحفاظ على القيمة الغذائية للمنتجات. هذه التقنية تشابه مبدأ عمل سخانات المياه الشمسية، لكن مع تكييف خاص لتسخين الهواء بدلًا من الماء.
الميزات التقنية
المجفف يتمتع بعدة مزايا مقارنة بطرق التجفيف التقليدية:
1- كفاءة حرارية مرتفعة: بفضل تقليل الفاقد الحراري في عملية نقل الطاقة.
2- زمن تجفيف أقصر: نتيجة ارتفاع درجات الحرارة الداخلية، مما ينعكس على إنتاجية أعلى.
3- جودة المنتج: من خلال التحكم في درجة الحرارة والرطوبة وتقليل مخاطر التلوث والعفن.
4- صداقة للبيئة: حيث يعتمد على الطاقة الشمسية المتجددة بدلًا من الوقود الأحفوري.
5- مرونة في التصميم: تسمح باستخدام المجفف لأحجام واحتياجات مختلفة.

المقارنة مع طرق التجفيف الأخرى
في الجدول المرفق، يظهر أن التجفيف المكشوف يتسم بضعف الكفاءة وتعرض المنتج للتلوث، بينما يوفر التجفيف التقليدي حماية أفضل لكن مع فقدان نسبي في الجودة. أما المجفف باستخدام الأنابيب المفرغة فقد تفوق بوضوح في جميع الجوانب: كفاءة حرارية عالية جدًا، زمن تجفيف قصير، جودة ممتازة، وحماية شبه كاملة للمنتجات.

الجدوى الاقتصادية للمشروع
كما توضح البيانات في الجدول أدناه، أن اعتماد هذه التقنية يقلل من استهلاك الكهرباء والوقود بنسبة تصل إلى 80%، ويرفع جودة المنتجات بنسبة تتراوح بين 15–30%. أما فترة استرداد الاستثمار فتتراوح بين سنتين إلى ثلاث سنوات بفضل توفير الطاقة وزيادة العائد الاقتصادي.
أبعاد الاستدامة
يحمل المشروع ثلاثة أبعاد محورية:
1- البعد البيئي: تقليل التلوث، ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية، وتعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة.
2- البعد الاقتصادي: خفض التكاليف التشغيلية، رفع الكفاءة، وتحقيق عائد مالي مستدام.
3- البعد الاجتماعي: توفير منتجات غذائية آمنة وصحية، ونشر الوعي بأهمية حماية الموارد للأجيال القادمة.
الخاتمة
يمثل مشروع المجفف الشمسي باستخدام الأنابيب المفرغة خطوة رائدة نحو مستقبل يعتمد على الطاقة النظيفة والتقنيات المستدامة. فهو ليس مجرد ابتكار تقني، بل رؤية متكاملة تضمن غذاءً آمنًا، طاقة نظيفة، ومستقبلًا مستدامًا، كما لخصها الفريق القائم على المشروع في عبارتهم: “كل كيلو واط نوفره اليوم.. هو حياة أفضل للأجيال القادمة”.

.
تواصل مع فريق المشروع: ab.fakirah@yahoo.co | abduzaubr@gmail.com