.
الأمن الوطني والقومي، الأمن الغذائي والمائي، الأمن الصحي والبيئي، الأمن السيبراني والطاقة، الرفاه والعيش الكريم ومكافحة الفقر والتنمية بكافة أشكالها. التنبؤ والتصدي والتخفيف من آثار الكوارث، الجائحات الصحية وإعادة الإعمار. كلها هموم تعاني منها دولنا العربية كغيرها من دول العالم، وهي كلها أهداف تسعى الحكومات الوطنية والقطاع الخاص والمشترك لتحقيقها، ومعلوم أن جزءاً كبيراً منها لا يمكن تحقيقه إلا بالعلم والمعرفة والوعي المجتمعي.
العلم والمعرفة مكانها عقول العلماء والباحثين والأطباء والمهندسين، وخبرات يمتلكها المجتمع العلمي يكيفها لخدمة الدولة والمجتمع حسب ما تقتضيه الحاجة.
ثروة لا تقدر بثمن، تلك هي ثروتنا العلمية المتمثلة في المجتمع العلمي بأفراده ومؤسساته، ولن تتم الاستفادة منها بالشكل المطلوب إلا من خلال وجود مجتمع علمي قوي في علمه وتكوينه، يوجد بينه وبين المجتمع الكبير تواصل وتنافع وثقة متبادلة.
عندما تحتاج الدولة أو أحد مكوناتها للمشورة العلمية والتقنية لحل مشكلة ما، غالباً يكون حلّها موجود لدى المجتمع العلمي، ولكن لا مسؤولي الدولة يعرفون إمكانيات العلماء، خاصة في عدم وجود جمعيات علمية ذات معايير عالمية يمكنها إبداء رأيها أو أخذ المشورة منها. وتحظى بثقة متخذ القرار والناس. ولا العلماء يعرفون المشكلة وكيف يراد حلها حسب سياسة الدولة.
أي لابد من وجود مجتمع علمي قوي ووسائل لتمكينه من خدمة بلده ونشر الوعي العلمي في مجتمعه.
منظمة المجتمع العلمي العربي تسعى للمساهمة في تكوين مجتمع علمي عربي رفيع المستوى، يكون قادراً على تأصيل الإنتاج العلمي، وتوطين العلم وامتلاكه، وتنمية التراكم المعرفي، وتعظيم الاستفادة منه ليثمر نهضة شاملة في كافة المجالات مما سيسهم في التنمية واقتصاد المعرفة ويحقق الأمن بكافة أشكاله للدولة والمجتمع. كما أنها تشجع تكوين الشبكات والجمعيات العلمية والتشبيك بين الباحثين.
وفي نفس الوقت، تسعى إلى إيجاد قنوات تواصل بين هذا المجتمع العلمي وأصحاب المصلحة من حكومات وقطاعات الصناعة والاقتصاد المختلفة والمجتمع بشكل عام.
وهي تشجع إقامة حوار بنّاء بين جميع الأطراف لوضع قواعد ووسائل وطنية مبتكرة للمشورة والسياسة العلمية المناسبة للمجتمع والدولة، فمثل هذه الوسائل لا تستورد، لأنها تبنى داخل المجتمع اعتماداً على ثقافته وتاريخه وخبراته والأزمات التي واجهها، وتتطور بتطوره.
أي أن المنظمة تسعى لتكوين مجتمع علمي قوي في علمه وتماسكه وأصيل في تقاليده وانتمائه وثقافته، وتمهد الطريق لتمكينه من خدمه دولته ومجتمعه. وهي بذلك تخدم الطرفين.
هذا هو الدور الذي تلعبه منظمة المجتمع العلمي العربي في المشهد العلمي العربي.
إن منظمة المجتمع العلمي العربي، مؤسسة علمية فريدة من نوعها في المنطقة، حسب علمي، رؤيتها متميزة، ليست مقلدة ولا ارتجالية، إنما بُنيت أسسها على دراسة الواقع واستشراف المستقبل وتشخيصٍ للحالة العربية، وعلى فلسفة وتجارب وعصارة فكر قامات علمية معروفة من داخل المجتمع العلمي العربي، يجمعها حرصها على بناء مستقبل أكثر اشراقاً لهذه الأمة العظيمة، مبنياً على العلم والمعرفة، يساهم فيه المجتمع العلمي العربي بشكل أساسي وفاعل.
أساسها ثابت ووسائلها متطورة حسب الحاجة والظروف، وهي تسير بعون الله نحو ريادة المستقبل.
تواصل مع الكاتب: mmr@arsco.org