هل يكون هو الدواء الذي طال انتظاره؟
أكد باحثون من معهد باستور في مدينة ليل الفرنسية 27 سبتمبر 2020، أنهم وجدوا جزيئا حيويا فعالًا ضد كويفيد-19 بينت الاختبارات إمكانية استخدامه لعلاج المصابين بالفيروس. غير أنه يتعين إجراء تجارب سريرية للتحقق بشكل نهائي من النشاط المضاد للفيروسات لهذا الجزيء.
اعتمد مشروع البحث عن دواء لعلاج مرضى (كوفيد-19) في معهد باستور في ليل على اختبار أكثر من 2000 جزيء للعثور على واحد من بينها يمكن استخدامه لتصنيع دواء ضد الفيروس. وأكمل الباحثون جميع التجارب المخبرية على جزيئات تم تحديدها منذ نهاية شهر مايو الماضي (2020) لاختبارها على نماذج دقيقة بهدف معرفة مدى فعاليتها الحقيقية على البشر. وفق ما صرح به أحد الباحثين المشاركين في المشروع في تصريح لصحيفة "20 دقيقة" الفرنسية.
من بين مجموعة الجزيئات الحيوية التي تم اختبارها على عدة مراحل متتالية، أظهر واحد منها فقط فعاليته حتى النهاية. يقول بينوا ديبريز Benoit Déprez ، المدير العلمي لمعهد باستور "لقد اختبرنا (هذا الجزيء) على خلايا الرئة البشرية وكانت النتائج واعدة جدا ". ويضيف الباحث في تصريح لوسائل الإعلام أن: "الشيء المثير للاهتمام هو أنه يمكننا المضي قُدماً بسرعة كبيرة، لأن هذا الجزيء لديه بالفعل ترخيص تسويق". فالجزيء الذي اجتاز جميع الاختبارات بنجاح موجود بالفعل في أدوية موجودة في الصيدليات اليوم.
إلى حد اليوم، يحرص الباحثون عند الحديث عن الجزيء على عدم الكشف عن اسمه، لتجنب السوق الموازية والسيطرة على المخزونات كما يقولون، لكنهم يؤكدون أنه ليس الهيدروكسي كلوروكوين الذي نجح في تجاوز المراحل الأولى من الاختبار لكنه فشل في تجاوز بقية المراحل مما يظهر حدود فعاليته السريرية، كما يقولون.
هذا الاكتشاف هو نتيجة شراكة بدأت في شهر مارس بين معهد باستور في ليل وشركة ناشئة تسمى ابتيوس Apteeus متخصصة في إعادة توضيع الدواء (أو إعادة استخدام الدواء) في الأمراض الوراثية النادرة. وهو إجراء يتضمن دراسة أدوية موجودة لإعادة استخدامها في أغراضٍ علاجية أُخرى. وتملك الشركة لهذا الغرض، مكتبة تضم أكثر من 2600 دواء معروض بالفعل في السوق لأمراض معينة، لكنها تحاول معرفة ما إذا كان هناك دواء معين يمكن أن يعالج أيضا أمراضاً أخرى.
وطوّرت الشركة تقنية تتيح اختبار أكثر من 2000 دواء مباشرة على الفيروس الذي ينمو في الخلايا، وهو ما مكّن من تحديد المكون النشط لدواء موجود بالفعل في السوق أظهر نشاطاً مضادا للفيروسات وبالتالي يمكنه علاج كوفيد -19.
يؤكد البروفسور ديبريز أن الجزيء الحيوي المكتشف هو لتصنيع دواء وليس لتطوير لقاح ضد فيروس "كوفيد-19" . هذا الجزيء سيجعل من الممكن علاج المرضى حاملي الفيروس وللمرضى الذين أصيبوا به حديثاً ، بمنع الفيروس من التكاثر في الرئتين وفي الشعب الهوائية، وحمايتهم بالتالي من الوقوع في أحد أشد مراحل المرض خطورة. أما بالنسبة لأولئك الذين لم تظهر عليهم سوى علامات بسيطة مثل تلك التي تظهر عند الإصابة بنزلات البرد ، فإن الدواء سيساعد أيضا في الحد من هذا الأمر وهو مهم للغاية للحد من شدة الوباء .
يأمل الباحثون في معهد باستور في ليل أن يتم توفير الدواء في أوائل عام 2021 إذا سارت الأمور على ما يرام، ويرون أنه الدواء الوحيد المحدد حاليًّا والقادر على مكافحة فيروس كورونا بشكل فعّال دون التسبب في آثار جانبية خطيرة للمرضى.
وستكون الخطوة التالية هي إجراء تجارب سريرية على المرضى قبل نهاية العام الجاري. ويتطلب ذلك، حسب الباحثين، الحصول على التراخيص اللازمة وتمويلات تقدر بخمسة ملايين يورو للقيام بهذه الخطوة الأساسية قبل طرح الدواء في الأسواق.
المصادر
البريد الإلكتروني للكاتب: gharbis@gmail.com