الأسر العلمية ظاهرة فريدة في الحضارة الإسلامية

هل شهد تاريخ علوم الحضارة الإسلامية وجود أسر علمية تربطها علاقات دم أو قرابة؟

سؤال هام يحاول أن يجيب عليه الدكتور خالد حربي في كتابه " الأسر العلمية ظاهرة فريدة في الحضارة الإسلامية"، ليؤكد أن عصر ازدهار الحضارة العربية الإسلامية، الذي عاشه العالم الإسلامي قد شهد نبوغ أسر أو عائلات اشتغلت بالعلم، و كانت تربطها علاقات دم أو قرابة عملت وفق أطر معينة و منهج محدد من أجل ازدهار وتقدم العلوم التي احتوتها حركة النهضة العلمية.

يؤكد المؤلف من خلال مؤلفه هذا على أن تاريخ علوم الحضارة الإسلامية قد شهد العديد من الأسر العلمية التي يربط أفرادها قبل الاشتغال بالعلم علاقات دم أو قرابة، وربما كانت هذه العلاقات أحد الأسباب الرئيسية التي ساعدت على نبوغ تلك الأسر في المجال العلمي، وتعد مثل هذه الأسر ظاهرة فريدة تنفرد بها الحضارة العربية الإسلامية عن سائر الحضارات.

يخلص الباحث في النهاية إلى أن النهضة العلمية التي عاشها العالم الإسلامي كان من أبرز سماتها وجود أسر علمية نشطة تعمل وفق منهج محدد من أجل ازدهار العلوم، ولعبت دوراً بارزاً في حركة تقدم العلوم. ومن تحليله لهذه الأسر العلمية و تتبعها اتضح مدى التواصل العلمي بين أفراد الأسر والجماعات العلمية المختلفة رغبة في العلم الذي خلع على أهله في ذلك العصر إجلالاً وتوقيراً من العامة والخاصة. وقد سادت بين هذه الأسر نظم من العلاقات قائمة على التعاون و المحبة تربط بعضهم بالبعض من أجل تحقيق أهداف الأسرة ككل.

وفي نهاية الكتاب خلص "د. خالد حربي" إلى نتيجة نهائية هامّة تدعو الباحثين إلى الاهتمام بدراسة الأسر العلمية في تاريخ الحضارة الإسلامية، بالبحث والتنقيب عن مؤلفاتهم التي لا تزال تهجع بسلام على أرفف المكتبات المخطوطة، و ذلك بتحقيقها و نشرها لتفيد منها الإنسانية في مختلف فروع العلوم، و تؤرخ لدور العرب والمسلمين في تاريخ العلم العالمي لنتعرف على الأوجه المشرقة في التاريخ العربي والإسلامي.
 

• القراءة كاملة تجدونها في ملف PDF أعلى الصفحة

البريد الإلكتروني للكاتب: afifyhistory@hotmail.com