طرق حديثة للكشف عن بكتريا القولون في مياه الشرب ومعالجتها
الكاتب : د. رضا محمد طه
الكاتب : د. سعد جاسم
باحث رئيسي/ معهد قطر لبحوث البيئة و الطاقة
10:32 مساءً
10, فبراير 2016
لوحِظَ في السنوات الأخيرة أن هناك الكثير من المواد الطبية مثل المضادات الحيوية، مسكنات الألم، الهرمونات و مبيدات الحشرات في موارد المياه الطبيعية والتي تعتبر من المصادر الرئيسية لمياه الشرب، كما لوحِظَ أن اعلى تركيز لهذه المواد يكون قرب نقاط التفريغ لمياه الصرف في المدن. إن اكتشاف هذه المواد لا يعني بحداثه وجودها بل بسبب التطور العلمي و التقني للأجهزة المختصة بتحليل المياه، فقد تطورت هذه الأجهزة في السنوات الأخيرة حيث ان إمكانياتها في تحديد التركيز للمواد الكيمياوية المتواجدة في العينات المستخدمة للتحليل، تقدمت من جزء في المليون إلى جزء في التريليون.
إن وجود هذه المواد التي تسمى أيضاً المواد الكيميائية ذات الاهتمامات الناشئة، يدعو إلى القلق بسبب احتمال تأثيرها السلبي على صحة الانسان وعلى النظام البيئي. إن تراكم هذه المواد يزيد من احتمالية التأثير على النظام البيئي و على صحة الانسان بسبب ازدياد النشاط الحَضَري و ازدياد الفعاليات الناجمة عن زيادة عدد سكان المدن مما يؤدي إلى زيادة الفضلات في تصريف المجاري والذي سيحتوي على الكثير من هذه المواد و خاصة المواد الطبية مثل المضادات الحيوية و مسكنات الألم … الخ، لأن الجسم البشري يأخذ نسبه محددة من الدواء من الوصفات الطبية و الجزء الكبير منها يذهب مع الفضلات التي يخرجها الانسان.
بدأت في السنوات الماضية بعض الدراسات لاستكشاف تأثير بعض التقنيات المتقدمة مثل الأوزون لإزاله هذه المواد الكيميائية. حيث إن الأوزون يعتبر من أقوى العوامل المؤكسِدة و يُستَعمَل بنجاح منذ سنوات عديده في أوروبا و أمريكا الشمالية (كندا و الولايات المتحدة الامريكية) في عدة تطبيقات وأهمها تعقيم مياه الشرب. إن الأوزون له فوائد كثيرة إضافة إلى تعقيم مياه الشرب، و تعتبر إزالة الرائحة و الطعم غير المستساغ من مياه الشرب إحدى التطبيقات الناجحة للأوزون.
إضافة إلى هذه الفوائد المعروفة فقد أشارت الأبحاث الحديثة أن الأوزون له قابلية كبيرة لإزالة المواد الطبية و المواد الأخرى الناتجة عن الفعاليات الحَضَرية، إضافة إلى ذلك فإن إضافة مادة (ماء الاوكسجين) إلى الأوزون والذي يعرف بعمليات الأكسدة المتقدمة أثبتت وبجدارة أنها تزيل تلك المواد بنسب عالية، مما حدى بكثير من الباحثين والجهات الرسمية عالمياً بالنظر بشكل هام إلى هذه النتائج و إلى إجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة إمكانية تطبيقه في مختلف أنحاء العالم بسبب اختلاف نوعية النظام البيئي و اختلاف كثافة السكان و نوعية النشاطات الحَضَرية.
المرجع:
بريد الكاتب الالكتروني: sjasim@qf.org.qa
الكلمات المفتاحية