المدينة في العالم الإسلامي
الكاتب : المحرر
د. عبدالله نعمان - د. محمد القدسي
كلية الهندسة - جامعة صنعاء
11:01 مساءً
14, أكتوبر 2014
المتأمل في خارطة حضارات العالم القديمة هو أن معظمها إن لم تقل جميعها، نشأت ونمت وازدهرت في ظل تمركزها حول مصادر مائية و أنهار دائمة الجريان. حول هذه المصادر المائية الدائمة نشأت حضارات وادي النيل وبلاد الرافدين واليونان وغيرها من الحضارات القديمة. غير أن المتأمل في تلك الخارطة كذلك يلاحظ استثناء شبه وحيد على ما سبق قوله من نشوء الحضارات القديمة حول الأنهار ومصادر المياه دائمة الجريان، هذا الاستثناء تمثله الحضارة اليمنية القديمة التي نشأت في الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، حيث لا أنهار ولا مياه دائمة الجريان، إلا قطرات مطر تجود بها السماء، تتجمع في وديانها على شكل سيول، حسن اليمنيون القدماء استغلالها، ولم يتركوها كسالف عهدها تذهب هدراً نحو البحر، أو تبتلعها الصحراء.
لقد ترقب اليمنيون القدماء ما تهبه السماء من أمطار ثم ما تشكله من سيول تمر بأوديتهم، فكانوا لها بالمرصاد فهي والحياة بالنسبة إليهم سواء، تلقفوها بمنشآت ونظم ريّ مبتكرة لم يسبقهم بمثلها في ما نعلم أحد، فكانت السدود والقنوات على أوديتهم وكانت الصهاريج والخزانات على جبالهم، تحكموا في مسارات السيول، وثقبوا الجبال لتذهب السيول و مساقط الأمطار نحوها يريدون للسقية، فصنعوا بها ومن خلالها حضارتهم فكانت مساكنهم كما وصفها القرآن الكريم (لقد كان لسبأ في مسكنهم آية، جنتان عن يمين و شمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور) (سورة سبأ الآية 15).
هذه الدراسة معنية ببيان العلاقة المتلازمة بين الماء والحضارة من خلال نموذج الحضارة اليمنية القديمة، و كيف تمكنت من النشوء والازدهار في ظل بيئة شحيحة المياه لا أنهار بها، وما هي الوسائل التي ابتكرتها الحضارة اليمنية لحفظ مياه الأمطار والتحكم في مسارات السيول، نحو هدف واحد هو إنشاء حضارتهم التي خلدها القرآن الكريم وبقيت معظم شواهدها قائمة وفاعلة حتى اليوم، وما العمل الدؤوب الذي تشكله اليمن اليوم نحو إنشاء عشرات الحواجز والسدود إلا تلمساً لخطى الآباء والأقدمون، علنا نحقق بعض ما حققوا من الحضارة.
الدراسة كاملة تجدونها في ملف الـ PDF أعلى الصفحة
للتواصل مع الكاتب: malkadasi@hotmail.com
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء المؤلفين وليست، بالضرورة، آراء منظمة المجتمع العلمي العربي
يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة
الكلمات المفتاحية