هي عدوى بكتيرية تجعل الأهل يشعرون بالقلق الشديد نتيجة انتشارها السريع في الوجه بشكلٍ عام. إنها القوباء أو الحصف التي تصيب الجلد، وهي أكثر شيوعًا عند الأطفال الصغار.
منظمة المجتمع العلمي العربي
ويمكن أن يسبّب القوباء أو الحصف نوعَين مختلفَين من البكتيريا:
– المكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus)
– البكتيريا العقدية المقيحة (Streptococcuspyogenes)
وهما نوعان من البكتيريا قد يسبّبان أمراضاً عديدة للإنسان من مختلف الفئات العمرية.
كيف تصاب بالقوباء؟
إنّ البكتيريا العقدية المقيحة تعدّ معدية للغاية. وعندما تصيب الجلد، فإنها تسبّب تقرّحات. ويمكن أن تنتقل للآخرين في حال لمس شخص ما تلك القروح، أو لامس سوائل من القرح بطريقةٍ مباشرة أو غير مباشرة. وعادةً ما يستغرق ظهور القروح 10 أيام بعد تعرّض الشخص لبكتيريا العقدية المقيحة. وتشتمل الأعراض على تقرحات حمراء مثيرة للحكة مع قشور صفراء.
ما هي العوامل التي تزيد من خطر إصابة الشخص بهذه العدوى؟
– العمر: تعتبر القوباء أكثر شيوعًا عند الأطفال من عمر 2 إلى 5 سنوات.
– الالتهابات أو الإصابات التي تجرح الجلد: يتعرّض الأشخاص المصابون بعدوى الجرب لخطرٍ متزايد للإصابة بالقوباء. كما يمكن أن تؤدي الجروح، أو الخدوش إلى زيادة خطر إصابة الشخص. ولابدّ من التنويه إلى أنّ من لديهم حساسية، أو جفاف في الجِلد قد يُصابون بالمرض بسبب الخدوش الناجمة عن الحكة.
– التجمعات: يُعدّ الاتصال الوثيق مع شخصٍ آخر مصاب بالقوباء أكثر عوامل الخطر شيوعًا للإصابة بالمرض. فعلى سبيل المثال، إذا كان الشخص مصابًا، فغالبًا ما تنتقل البكتيريا لأشخاص آخرين في المنزل مثلًا. وتميل الأمراض المعدية أيضًا إلى الانتشار أينما تتجمّع مجموعات كبيرة من الناس، حيث يمكن أن تزيد الظروف المزدحمة من خطر انتشار القوباء. وتتضمن هذه التجمعات: المدارس، مراكز الرعاية النهارية، مرافق التدريب العسكري وغيرها.
– المناخ: يمكن للقوباء أن تحدث في أيّ مكان، إلا أنّها أكثر شيوعًا في المناطق ذات الصيف الحار والرطب والشتاء المعتدل (المناطق شبه الاستوائية)، أو المواسم الرطبة والجافة (المناطق الاستوائية).
– النظافة الشخصية الضعيفة: يمكن أن يؤدّي عدم أو ضعف إجراءات غسل اليدين والجسم ونظافة الوجه بشكلٍ صحيح إلى زيادة خطر إصابة الشخص بالقوباء.
تشخيص القوباء/الحصف
يشخّص الأطباء عادةً القوباء من خلال النظر إلى القروح أثناء الفحص السريري. ليست هناك حاجة لاختبارات المعمل. ويمكن عمل مزرعة بكتيرية لتحديد العامل المسبّب، ومدى استجابته للمضادات الحيوية، خاصةً في ظلّ تصاعد وتيرة ظهور وانتشار سلالات بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية.
علاج القوباء
يعالج الأطباء القوباء بالمضادات الحيوية:
– المضادات الحيوية الموضعية (دواء يفرَك على القروح).
– المضادات الحيوية عن طريق الفم.
وقد يوصي الطبيب بمرهمٍ موضعي عندما يكون هناك عدد قليل من القروح. بينما يتمّ استخدام المضادات الحيوية عن طريق الفم عندما يكون هناك الكثير من القروح وربما يستخدم الاثنين معاً بحسب الحالة. لذلك، ينبغي الالتزام بالتعليمات بشكلٍ صارم. وبمجرد أن تلتئم القروح، يتوقّف الشخص المصاب بالقوباء عادةً عن نقل البكتيريا للآخرين.
مضاعفات القوباء
هي مضاعفات تنتج في الغالب بسبب ترسّبات الأجسام المضادة التي ينتجها جسم المصاب في الكلية، أو مهاجمة هذه الاجسام المضادة لأجزاء محددة في جسم الانسان مثل عضلة القلب، والتي قد تسبّب:
1- مشاكل في الكلى (التهاب كبيبات الكلى بعد العقديات) Post-Streptococcal .glomerulonephritis
2- الحمى الروماتيزمية (مرض يمكن أن يؤثر على القلب والمفصل والدماغ والجلد) Rheumatic .fever
إنّ الإصابة بالتهاب كبيبات الكلى التالي للمكورات العقدية، عادةً ما يبدأ بعد أسبوع إلى أسبوعين من اختفاء تقرّحات الجلد، وهذا ينسجم مع التفسير القائل بأنّ المرض مرتبط بظهور الاجسام المضادة للبكتيريا.
الوقاية من القوباء
يمكن أن يصاب الناس بالقوباء أكثر من مرة. وقد ثبت أنّ الإصابة بها مرة أو أكثر، لا تحمي الشخص من الإصابة بها مرة أخرى في المستقبل. لا توجد لقاحات للوقاية من عدوى بكتيريا العقدية المقيحة، ولكن هناك أشياء يمكن القيام بها للمساعدة في حماية النفس والآخرين. وللمساعدة في منع الإصابة بعدوى بكتيريا العقدية المقيحة لابد من:
– تنظيف الجروح والعناية بها.
– غسل اليدين وغسل الملابس بشكلٍ متكرر، وعند ملامسة الأشياء المشتركة.
– تناول المضادات الحيوية، إذا تم وصفها من قبل الطبيب.
– إذا كنتَ أو أحد اطفالك مصاباً، فينبغي عدم مشاركة أيّ من المناشف أو الأدوات الأخرى.
– الامتناع عن ذهاب المصاب إلى العمل، أو المدرسة، أو روضة الأطفال وغيرها.
المراجع
– https://www.cdc.gov/groupastrep/diseases-public/impetigo.html
– https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK430974/
– https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0149291821002083
تواصل مع الكاتب: elmanama_144@yahoo.com
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء المؤلفين وليست، بالضرورة، آراء منظمة المجتمع العلمي العربي
يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة