في ظل تسارع وتيرة ظهور سلالات بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية بشكل شبه كامل أو كامل، تتضافر الجهود وتنشط الجهات العاملة في الصحة المحلية والعالمية بشكل كبير في الآونة الأخيرة لوضع حلول من شأنها الحفاظ على المنجَز البشري الكبير المتمثل في المضادات الحيوية والتي استطاع الانسان من خلالها الحفاظ وانقاذ أرواح ملايين من البشر. وفي هذا السياق قامت منظمة الصحة العالمية في العام 2017 بنشر قائمة مكونة من 12 بكتيريا تمثل خطورة عالية عالمية بسبب قدرتها العالية على مقاومة المضادات الحيوية.
وضْع هذه القائمة يهدف بالدرجة الأولى إلى توجيه وتشجيع عملية البحث والتطوير لمضادات حيوية جديدة لهذه الميكروبات بشكل خاص، وهذا جزء من جهود المنظمة المبذولة للتصدي للمقاومة العالمية المتنامية للأدوية المضادة للميكروبات. لقد فقدت الكثير من شركات الأدوية الكبرى الاهتمام باكتشاف وتطوير المضادات الحيوية لصالح أدوية الأمراض غير المعدية والتي تشكل عائداً ماديا كبيراً في ظل انتشار الأمراض المزمنة مثل السكري، أمراض القلب والشرايين، السرطان، ارتفاع ضغط الدم. هذا القصور من ناحية ومن ناحية أخرى فإن البكتيريا وعلى مدار السبعين عاماً الماضية استطاعت وبجدارة وكفاءة عالية تحييد العديد من المضادات الحيوية الفعّالة بل أصبحت المقاومة المتعددة (لأكثر من ثلاثة مضادات من مجموعات دوائية مختلفة) سمة شائعة في معظم العزلات السريرية سواء من دور الرعاية الصحية أو حتى من المجتمع. القائمة التي نشرتها المنظمة صنفت إلى ثلاث فئات ذات أولوية قصوى، ومرتفعة ومتوسطة وذلك بحسب التقديرات العالمية للحاجة لمضادات حيوية جديدة
الإصدار الأول | الطبعة الأولى | 52 صفحة | الحجم 10.12*7..17 | سنة النشر 2019