مجلة أجسر – مجلة عربية محكمة في مجال العلوم – زورو موقعنا

” وهو مشروع بحث ممول من قِبل منظمة المجتمع العلمي العربي، اسهاما منها وتشجيعا للبحث العربي المشترك و التعاون العلمي والبحثي بين الباحثين العرب وتبادل الخبرات وخلق الروابط وتأسيس الشبكات العلمية في وطننا العربي.”

  • مدير المشروع
    أ. د. الهادي بن منصور، مستشار علمي للمنظمة، ومدير وحدة مناهج البحث والتحليل التطبيقي للبيئة “UR17ES32”.

لقد أصبح البحث العلمي سمة بارزة للتقدم والتطور والازدهار على مستوى أي دولة من دول العالم وهذه حقيقة أصبحت ملموسة، فبقدر ما يزداد عدد الباحثين المؤهلين والناجحين وبقدر ما يعنى بمراكز البحوث وما يقدم لها من إسناد مادي ومعنوي بقدر ما ينعكس ذلك على تقدم الدول وتطور المجتمعات ونمو إمكاناتها في جميع المجالات التي يشملها البحث والتطوير خاصة في الميادين التي لها علاقة مباشرة بالحياة اليومية للمواطن. وإن كان الاهتمام بمجال البحث العلمي والتجديد يشكل العمود الفقري لتطور الدول وتقدمها فإن التعاون بين الدول وتبادل الخبرات في هذا المجال لا يقل أهمية عما توليه الدول من أولوية لهذا القطاع.

وهو ما جعل الدول المتقدمة تجعل من قطاع البحث العلمي وتبادل الخبرات في هذا المجال من المسائل ذات الأولوية المطلقة بخلاف الدول العربية التي ظل التعاون فيما بينها في هذا المجال دون المستوى المطلوب بل هو ضعيف إن لم نقل غير موجود. وهو ما جعل بعض المنظمات العربية  على رأسها منظمة المجتمع العلمي العربي  التي تعد منارة في هذا المجال تولي أهمية قصوى لهذا الموضوع على مستوى  تقريب الباحثين ومؤسسات البحث العربية من بعضها البعض و تشجع الأعمال البحثية العربية المشتركة في مجالات عدة أهمها موضوع المياه.

وفي هذا الاطار مولّت المنظمة جمع عينات من المياه (محطات التطهير، أودية، البحر) من بعض البلدان العربية والأوروبية ضمن مشروع بحث علمي تشارك فيه العديد من وحدات و مخابر البحث أهمها:

  • وحدة البحث تحاليل و أساليب مطبقة في البيئة – المهدية – تونس
  • مدينة البحث العلمي وتطبيقات التكنولوجيا – الإسكندرية – مصر
  • مخبر هندسة الأساليب والبيئة – الدار البيضاء – المغرب
  • قسم كيمياء الأغذية – ميسينا – إيطاليا
  • مخبر المواد الغذائية والأدوية وسلامة المستهلك – بروكسيل – بلجيكيا

يهدف هذا المشروع البحثي إلى تشخيص جودة المياه في البلدان العربية الواقعة في حوض البحر الأبيض المتوسط و مقارنتها بدول أوروبية من الجهة المقابلة للمتوسط.
حيث يعتمد على عدة مقاربات منها:

  •      تحديد الخصائص الفيزيو- كيميائية،
  •      تحديد نسبة المضادات الحيوية و البكتيريا المقاومة لها،
  •      تحديد تركيز المعادن الثقيلة،
  •      دراسة تأثير تلوث هذه المياه على عمل الغدد الصماء.

تقدمت الأبحاث في هذا المشروع اشواطا كبيرة فاقت نسبة 90% و قد أظهرت النتائج التي تحصلنا عليها على فعالية محطة التطهير بمدينة مسينا الإيطالية التي قللت من المواد العضوية بنسبة كبيرة مقارنة بمحطات التطهير في البلدان العربية  وهذا ما يفسر تلوث المياه البحرية المجاورة لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي في هذه المناطق.

من جهة أخرى، اثبتت التحاليل الكروماتوجرافية عدم وجود المضادات الحيوية حتى خيل لنا أنها غير موجودة غير أن دراسة علم الأحياء الدقيقة عن طريق التكنولوجيا الجزيئية أثبت وجود أنواع مختلفة من البكتيريا المقاومة لمجموعة واسعة من المضادات الحيوية.

استخلصنا من ذلك أن هذه المضادات الحيوية غير مستقرة وتتحول تلقائيا في الماء، إلا أنها و قبل اختفاءها  تنتج مفعولها من خلال إنتاج بكتيريا مقاومة لها و التي تمكّنا من تحديدها. ضمن نفس المشروع قمنا بتحديد نسبة المعادن الثقيلة في كل عينة من المياه و أظهرت النتائج وجود كميات تفوق المعايير المعتمدة من مادة الكبريت في عينات المياه التي جمعناها من الجزائر و مصر. ولا يخفى أن وجود كل هذه الملوثات وغيرها تؤثر سلبا على المحيط وعلى صحة الانسان.

كما قمنا بدراسة تأثير عينات المياه على عمل الغدد الصماء باستعمال خلايا سرطانية تحمل ملتقي هرمون الاستروجين. النتائج كانت مفاجئةحيث أظهرت تاثير كبير للمياه التي وقع جمعهاعند دخول وخروج محطة التطهير بمدن المهدية،الإسكندرية وواد الصوف. وقد لاحظنا نفس ملامح النتائج على عينات مياه البحر في المهدية والإسكندرية. سيقع في القريب العاجل بإذن الله، نشر كل النتائج بالتفصيل على موقع المنظمة.

من المهم أن تستمر هذه الأبحاث على عينات أخرى من نفس المواقع و لكن في أوقات مختلفة من السنة، لذا نتمنى أن تقوم المنظمة بتمويل جمع هذه العينات.

شبكاتنا الاجتماعية

  • facebok
  • twitter
  • Instagram
  • Telegram
  • Youtube
  • Sound Cloud

يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة

icons