مجلة أجسر – مجلة عربية محكمة في مجال العلوم – زورو موقعنا
حقوق الطبع محفوظة 2024 لدى منظمة المجتمع العلمي العربي
لقد أصبحَ تطبيقُ المعرفة العلمية والتكنولوجية والرقمية اليوم، أكثرَ مِن أيِّ وقتٍ مضى، عاملا حاسما في التنمية البشرية.
وبالرغم من أهمية المباني وتصاميمها بما يخدم العملية العلمية، وأهمية الأجهزة التي تستخدم داخل المؤسسات العلمية، إلا أن من أولويات المنظمة هو إيجاد جو علمي دائم في أروقة هذه المؤسسات وغرفها ومختبراتها ومكتباتها. وهذا الجو هو الكفيل بالإبقاء على التحفيز والتنافس في البحث وبالتالي الابتكار والابداع.
وبما أن المجتمع العلمي هو شبكة العلماء والباحثين والطلاب ومؤسساتهم البحثية والتطبيقية والروابط بينهم والتقاليد التي تحكمهم، فلا بد للجو العلمي أن يكون متغلغاً بهذه الشبكة واضح المعالم، وبذا تسود روح التفكّر والجدية وتصبح هذه الروح سمة يحس بها كل وافد جديد لهذه الشبكة. وهذا المجتمع بهذا الجو العلمي سيكون متميّزاً عن باقي المجتمعات العلمية العالمية، متميّزاً بلغته العربية الفريدة، نعم الفريدة، وكذلك بالثقافة العربية الإسلامية وما فيها من تاريخ علمي عريق.
ولكي لا يبقى المجتمع العربي قائماً فقط على استيراد العلم وتطبيقاته، تصبو المنظمة خالصةً إلى توطين العلم وامتلاكه، وهذا يعني القدرة على خلق التقاليد العلمية من بحث نظري وتقني لتحقيق التراكم المعرفي الذي بدوره سيؤهل لتأصيل الإنتاج العلمي المنشود. ولكن لتوطين العلم بهذا الشكل لا بد من تظافر كل الجهود لأجله، من إرادة صادقة وقرار وتشجيع من السلطة السياسية داخل كل قُطر، وكذلك الالتزام الإرادي للنخب.
إن الإنسان العربي أو غير العربي المتأمل في تاريخ العلوم، والمتأمل فيما أنتجته الحضارة العربية-الإسلامية من علوم بكافة المجالات، ورأى ما قدمته تلك الحضارة للإنسانية، وما ساهمت به في تطوير العلوم وتغيير مسار بعضها إلى الأبد، فقد ابتكرت آنذاك علوماً جديدة وابتكرت نقاط تحوّل في معظم العلوم القديمة حيث أعادت تشكيلها من جديد، إن الإنسان المتأمل في ذلك الإنتاج العلمي المرموق والضخم ينتابه حزن شديد لما آل إليه حال العلم في العالم العربي. من هذا الشعور بالمسؤولية، لعودة العرب للمساهمة في إنتاج العلم لخدمة الإنسانية كما كانوا، ستعمل المنظمة جاهدةً لاستنهاض العقل العربي لتحقيق ذاك الهدف الثمين.
د. موزه بنت محمد الربان رئيس منظمة المجتمع العلمي العربي
يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة
اشترك في نشرات أرسكو ليصلك كل جديد