الدوحة / قطر
15 ديسمبر 2024
في حفل انتظم بفندق شيراتون الدوحة حضره عدد من المسؤولين والخبراء والمختصين في مجال إدارة الكوارث من دول عربية ومنظمات دولية، أعلنت منظمة المجتمع العلمي العربي بمناسبة احتفالها بيومها السنوي عن فوز الباحث المغربي الدكتور عادل الصالحي بجائزة المنظمة لهذا العام. هذه الجائزة خصصت لمجال “مجابهة الكوارث والحد من آثارها في الوطن العربي” بهدف تكريم الباحثين والعلماء الذين يُسهمون في تطوير حلول مبتكرة لمواجهة هذه التحديات.
وشهد الحفل مشاركة عدد من الشخصيات العربية والدولية مثل الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التربية والتعليم العالي في قطر، والدكتور صلاح خالد ممثل اليونسكو في الدوحة ودول الخليج واليمن، وسعادة الأستاذ محمد ستري سفير المغرب في قطر، والدكتور محمد سيف الكواري مستشار وزير البيئة القطري. كما حضر اليوم السنوي لأرسكو الأستاذ الدكتور محمد سند أبو درويش مدير إدارة العلوم في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)..
افتتحت الحفل الدكتورة موزة بنت محمد الربان رئيسة منظمة المجتمع العلمي العربي ومؤسسة الربان للدراسات والبحوث التي رحبت في كلمتها بالحاضرين وذكّرت بالمهمة الأساسية للمنظمة وهي المساهمة في تطوير مجتمع علمي عربي رائد قادر على تعزيز الانتاج العلمي وتوطين العلوم وامتلاكها وتعزيز تراكم المعرفة في المجتمع العربي.
وأكدت الدكتورة الربان أن الوطن العربي يعاني من جملة من التحديات مثل الأمن الغذائي وتأثيرات تغير المناخ وتزايد الكوارث والأزمات، ولا يمكن مجابهتها إلا بالعلم والمعرفة ودعم المجتمع العلمي العربي بمؤسساته وأفراده الذي يمثل الثروة الوطنية الحقيقية لبلداننا، وهو ما تسعى إليه المنظمة من خلال مختلف الأنشطة التي تقوم بها.
إعلان الفائز بالجائزة لهذا العام
بحسب الدكتور عصام شحرور رئيس لجنة تحكيم الجائزة، فقد اختارت اللجنة بحث الدكتور عادل الصالحي الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة عبد المالك السعدي في المملكة المغربية، “لعلاقته بالفيضانات التي تشكل أحد أكبر الأخطار في العالم العربي بسبب تغير المناخ” وكذلك لطريقته المميزة في معالجة الموضوع من خلال تسليط الضوء على انجراف التربة في دول المغرب العربي نتيجة الفيضانات باستخدام تقنيات جديدة وحديثة”.
وأشار شحرور إلى أن 46 باحثا من 15 دولة عربية شاركوا في المسابقة، التي كان من بين شروطها أن يكون الباحث ينتمي إلى أحد مؤسسات البحث في الوطن العربي وله أوراق بحثية منشورة في دوريات علمية مرموقة. وعكست هذه الشروط التي توفرت في 32 باحثا من بين المشاركين، حرص المنظمة على توطين العلم بالعالم العربي وتشجيع البحث العلمي التطبيقي وتحفيز الابتكار في هذا المجال.
كما وضعت اللجنة المتركبة من 15 من الخبراء والمختصين في موضوع الكوارث، معايير تفاضلية لاختيار الفائز مثل، التميز في نشاط البحث من خلال المشاركة في المؤتمرات العلمي، بالإضافة إلى أهمية البحث الذي قدمه المشارك في المسابقة من الناحية العلمية والأهم من ذلك ما تأثير هذا البحث على العالم العربي. على هذا الأساس وجدت اللجنة أن خمسة مشاركين تتوفر فيهم جميع هذه المعايير، كما يقول نائب رئيس منظمة المجتمع العلمي العربي.
وتم اختيار بحث الدكتور الصالحي ليكون الفائز بجائزة المنظمة لهذا العام لكونه الأكثر استجابة لهذه المعايير.
والدكتور عادل الصالحي، هو أستاذ جامعي مغربي وخبير ومستشار لدى مؤسسات علمية ومنظمات دولية كبرى. يقود عادل الصالحي شبكة الجامعات المتوسطية للتغير البيئي والمناخي ويمتلك خبرة واسعة في قيادة وتنسيق المشاريع العلمية الدولية التي تتناول قضايا جوهرية كالتغير المناخي وإدارة الموارد المائية واستباق الكوارث وتأثيرها على الأبعاد الاجتماعية والبيئية.
وقد حصل الصالحي على 16 تتويجا علميا ومنح تميز من جهات دولية مرموقة، أبرزها تتويجه كأفضل باحث من طرف الوكالة الجامعية الفرنكوفونية. ونشر أكثر من 50 مقالاً علميًا محكمًا ومفهرسًا في كبريات المجلات العلمية، إضافة إلى عشرات التقارير التطبيقية المقدمة لمؤسسات ووزارات في عدة دول. يتميز إنتاجه العلمي بدمج تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة للأقمار الصناعية لدراسة النظم البيئية والمناخية المعقدة، جنبًا إلى جنب مع التحليل الإحصائي الميداني المتقدم للمجتمعات المختلفة في دول البحر الأبيض المتوسط والمنطقة العربية، مما يجعل أبحاثه مرجعًا علميًا موثوقًا للباحثين والهيئات الدولية على حد سواء.
يذكر أن المنظمة خصصت جائزة هذا العام بهدف دعم الأبحاث العلمية التطبيقية التي تركز على إدارة الكوارث والتخفيف من آثارها وتسليط الضوء على أهمية البحث العلمي كأداة فعالة لمعالجة الأضرار الناجمة عن الكوارث المتزايدة في الوطن العربي.
بالإضافة إلى الإعلان عن الفائز بالجائزة السنوية، شهد الاحتفال تنظيم ورشة علمية بعنوان “دور العلم في إدارة الكوارث وتخفيف آثارها في الوطن العربي”، قدم خلالها باحثون من دول عربية أحدث الاكتشافات في هذا المجال، مما أتاح الفرصة للباحثين للتعرف على أفضل الممارسات العالمية والعربية في إدارة الكوارث.
إطلاق مشروع “إسهامات الحضارة الإسلامية في المعارف الإنسانية”
في كلمتها الافتتاحية، أعلنت الدكتورة موزة بنت محمد الربان، رئيسة المنظمة، عن إطلاق مشروع علمي طموح بعنوان “إسهامات الحضارة الإسلامية في المعارف الإنسانية”. يهدف المشروع إلى تسليط الضوء على دور الحضارة العربية الإسلامية في تطور العلم والفكر الإنساني، وإبراز مكانة العلم المكتوب باللغة العربية كجزء أساسي من تاريخ العلم العالمي.
وأوضحت الدكتورة الربان أن المشروع يأتي في وقت تحتاج فيه الأمة إلى تصحيح المفاهيم واستعادة الثقة بالنفس وتعزيز الاعتزاز بالهوية الحضارية. وأكدت أن الحضارة العربية الإسلامية كانت ركيزة أساسية في مسيرة الحضارة الإنسانية، وأسهمت في تطوير العلوم بفضل طبيعتها الشمولية التي احتضنت العلماء والمفكرين من مختلف الأعراق والديانات.
سينطلق المشروع في مسارين رئيسيين: الأول يركز على إنتاج وترجمة الموسوعات والكتب العلمية، حيث حصلت المنظمة على حقوق ترجمة ونشر أعمال بارزة مثل المجلد الخاص بالحضارة العربية الإسلامية من الموسوعة الإيطالية لتاريخ العلوم. أما المسار الثاني، فيشمل تنظيم مؤتمرات وندوات دولية لمناقشة إسهامات الحضارة الإسلامية في حفظ وتطوير العلوم.
وأكدت الدكتورة الربان أن المشروع يحتاج إلى جهود جماعية وتعاون من المؤسسات والأفراد لتحقيق أهدافه، مشيرة إلى أنه قد يتطور مستقبلاً ليأخذ شكل مركز علمي عالمي.