شاركت منظمة المجتمع العلمي العربي ممثلة في الدكتور منيف الزعبي نائب رئيس المنظمة لشؤون التعاون الدولي، في الدورة العاشرة للمنتدى العربي للبحث العلمي والتنمية المستدامة الذي نظمته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) يومي 11 و12 سبتمبر الجاري في تونس.
وانعقدت هذه الدورة من منتدى الألكسو رفيع المستوى لرؤساء هيئات ومؤسسات ومجالس البحث العلمي، التي أشرف عليها الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة، تحت عنوان “الريادة والابتكار في المجتمعات العلمية والجامعية العربية: نحو تبادل التجارب وتعزيزها”.
ويهدف المنتدى، الذي حضره إلى جانب رؤساء هياكل البحث العربية مجموعة من ممثلي المؤسسات الداعمة للابتكار ومن الخبراء المتخصصين من الدول العربية والأجنبية وعقول عربية مهاجرة، إلى تعزيز الشراكة بين الجامعات ومراكز البحث وقطاع الإنتاج والخدمات وتفعيل نتائجها عبر تنظم عدد من الفعاليات والأنشطة ذات العلاقة بالتنمية وبأولويات البحث العلمي في الدول العربية كالصحة والأمن الغذائي والطاقات المتجددة والمياه والمناخ وغيرها.
وكان للدكتور منيف الزعبي نائب رئيس المنظمة مشاركة بارزة في فعاليات المنتدى، حيث رأس الجلسة الخامسة التي خصصت لتقديم رؤى وتطلعات العقول العربية المهاجرة لتحفيز التميز في الريادة والابتكار في المجتمعات العلمية والجامعية العربية. وتضمنت الجلسة التي أدارها الدكتور الزعبي باقتدار مداخلات متميزة قدمها علماء وخبراء عرب مغتربون مثل الدكتورة رنا الدجاني من كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة هارفارد والدكتور زيد أيوب رائد الأعمال وخبير الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا في السيليكون فالي في كاليفورنيا والدكتور صلاح خليل مؤسسة وقف الإسكندرية بالمملكة المتحدة وخبير التعليم وتطوير المهارات الجديدة
إضافة إلى ذلك، قدم الدكتور الزعبي ضمن فعاليات المنتدى مداخلة استعرض فيها السمات العامة لمنظومات العلوم والتكنولوجيا والابتكار في الدول العربية وحدد فيها مكامن الضعف والقوة بهدف التأسيس لانطلاقة جديدة في الجامعات والمجتمعات العلمية العربية تواكب فحر الثورة الصناعية الرابعة.
وبحسب الدكتور الزعبي فإن الابتكار لا يُعدّ مكوّناً أساسيّاً من الثقافة الجمعيّة في الدول العربيّة في الوقت الحاضر، وذلك لأسباب كثيرة منها غياب مفهوم العلم النفعي (Utilitarian Science) في المجتمعات العربيّة، وانعدام الثقافة العلمية بشكل عام، وثقافة الدقّة والاتقان على وجه الخصوص، وثقافة ادارة الوقت، والتي تمثل ركائز الثقافة العلميّة الإبداعية الناهضة.
ولاحظ أن دوائر صنع القرار في الأنظمة البيئيّة للعلوم والتكنولوجيا والابتكار في الدول العربية تركز على المدخلات (inputs) وبدرجة أقل على المخرجات، وقد حان الوقت لعكس هذا التوجّه، والتركيز على النتائج أو المخرجات.
ولاحظ أن العلاقة بين الابتكار وريادة الأعمال هي علاقة تكاملية بامتياز، فالابتكار وما ينتج عنه من سلع وخدمات يتم تمويله وتسويقه من خلال ريادة الأعمال، وبدون ظهور الابتكارات التكنولوجية الجديدة، تبقى ريادة الأعمال في فضائها التقليدي. وبدون ريادة الأعمال، تبقى الابتكارات مجرد أفكار في عقول أصحابها.
وشدد الزعبي على أهمية الدور الذي تضطلع به الجامعات في بناء رأس المال البشري من المختصين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وعلى أهمية دور صانع القرار “التربوي ” في تطوير المهارات الريادية بدءاً من مستوى المدرسة وحتى المرحلة الجامعية.
وخلص إلى أن تحقيق نهضة حقيقية ومستدامة من خلال أدوات العلوم والتكنولوجيا والابتكار في الدول العربية، يتطلب من القيادات السياسية إعطاء القطاع أولوية قصوى، بحيث تُسخّر له الموارد المادية والتشريعية للنهوض مع اعتماد نموذج اعمال جديد للقطاع مدعوما بسياسات ناظمة وأهداف محددة ترسم سياسات العلوم والتكنولوجيا الوطنية، وتقيّم أداءها وتقيسه.
كما قدم نائب رئيس منظمة المجتمع العلمي العربي نبذة مفصلة عن المنظمة كتجربة علمية رائدة تساهم بالنهوض بقطاع العلوم والتكنولوجيا والابتكار في الدول العربية. واستعرض الدكتور الزعبي أهداف المنظمة وتطور أنشطتها واشعاعها منذ تأسيسها تحت رئاسة الدكتورة موزة بنت محمد الربان.
صور من المنتدى
البريد الإلكتروني: info@arsco.org