مجلة أجسر – مجلة عربية محكمة في مجال العلوم – زورو موقعنا

المهم أن تتوفر الإرادة

نستطيع إذا أردنا

كلمة د. موزة بنت محمد الربان في حفل المنظمة السنوي 2024
الكاتب

منظمة المجتمع العلمي العربي

الوقت

01:41 مساءً

تاريخ النشر

03, مارس 2024

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه

وبعد:

أهلا وسهلا ومرحباً بضيوفنا الكرام.

ونشكر الضيوف الذين جاءوا من خارج قطر خصيصا لمشاركتنا هذا الاحتفال.

تحية إجلال وإكبار لغزة العزة والصمود.

إن ما يجري من ملاحم في غزة وعلى جميع الأصعدة يراه العالم أجمع، ولكنني اليوم سأتناوله من زاوية مختلفة بعض الشيء، لأضربه مثالا.

لقد رأينا صمود هذا الشعب الأعزل وهذه الإرادة الصلبة،

رأينا الطفل الغزّاوي، وسمعناه يتكلم بعزة وأنَفة وفصاحة وعقيدة وإيمان.

ومن منا لم يُعجب ويتعجّب من ذلك؟

فمن أين جاء هذا الطفل بكل هذا الثبات وهذه الفصاحة؟

من المؤكد أنه لم يتعلم ذلك في مدارس أجنبية، أو ذات منهاج أجنبي. فليست هذه الفصاحة ولا تلك القوة من ثمار تلك المدارس.

بل تعلّم في مدارس وطنية تضع القرآن الكريم وسنة وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم محوراً لمناهجها، وتعتمد اللغة العربية، وآدابها، أشعارها وبلاغتها في صلب تلك المناهج.

يشبّ هذا الطفل، ليصبح ذلك الطبيب الذي رأيناه، الثابت في موقعه والحاذق في مهنته أو ذلك المهندس البارع المبدع، أو المعلم، أو الصحفي، أو المقاوم المجاهد الشجاع، وكلهم كذلك، بذات القوة واليقين، وصدق التوكل على الله والثقة به سبحانه وما يترتب على ذلك من شموخ وصلابة وعزة.

إن تربية الأبناء في مدارس تعتمد اللغة العربية مع التشرب بالدين والقرآن والعقيدة السليمة والقيم العربية والإسلامية والتاريخ هو الأساس الذي يبني تلك النفوس العظام، وهو البداية.

غزة المحاصرة براً وبحراً وجواً منذ سنين، كيف استطاعت الصمود والمقاومة، بل والانتصار على الأعداء.

وليسوا أي أعداء، بل من هم أشدُ الناس عداوة، ومن هم اليوم أكثرُ نفيرا.

كيف استطاعت غزة تطوير أسلحتها وصناعتها وانتاجها؟

لقد رأينا وتعرفنا على أسماء تلك الأسلحة، أسماء عربية ذات عمق ودلالة في الثقافة والعمق الحضاري للأمة، مما يجعل اسمها بمفرده سلاح.

ولكن، تبقى أنفاق غزة، هي الإنجاز الإبداعي المبتكر والأكثر ابهاراً.

فمن هندس وخطط ونفذ؟

إن هذا العمل الهندسي الضخم والمتقن، لابد أن يقف خلفه علم وتخطيط وهندسة وحرفية.

فكم هو مقدار العلم وتطبيقاته والهندسة بأنواعها في هذه الأنفاق؟

هل ظنوا أنهم لا يملكون القدرة والعلم واستسلموا؟

هل فكروا أنهم لابد يحتاجون لشركات عالمية ومستشارين ومهندسين ومخططين دوليين لهندسة وتنفيذ هذه الأنفاق؟ وتطوير تلك الأسلحة؟

… بالطبع لا

إنها الثقة بالنفس والاعتماد على الذات والبناء على الموجود.

إنه الانعتاق من نير التبعية للآخرين.

فلا أمن ولا سيادة ولا نهضة ولا إرادة مع التبعية، ولا حدود للتدمير والفشل مع التبعية

 فإما سيداً يملك إرادته وإما تابعا. السيادة والتبعية ضدان لا يجتمعان

ولكن، ما كان هذا ليكون لولا وجود أولئك الأشخاص المتميزين علمياً وعملياً… والمؤمنين بقدرتهم على تحقيق الهدف،

أشخاص أقوياء في علمهم وأمناء في عملهم، إن خيرَ من استأجرتَ القويُ الأمين.

إذن هو التميز في العلم والصرامة العلمية … الدقة والاتقان.

إن هذه المبادئ التي ذكرناها آنفا.. هي هي أهداف وقيم منظمة المجتمع العلمي العربي.

– توطين العلم بمعنى امتلاكه وليس استيراده، التأصيل ونبذ التبعية العلمية.
– توطين العلم بمعنى تميزه وقوته وصرامته
– توطين العلم بمعنى تجذره في عمق ثقافته وحضارته ولغته، كشجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
– توطين العلم بمعنى توجيهه وتوظيفه لخدمة ومنفعة الوطن والمواطن.
– الثقة بالنفس والاعتماد على الذات والبناء على الموجود.
– التواصل والتنافع والتكامل بين المجتمع العلمي والمجتمع الكبير بمختلف فئاته

هذا هو المشروع الذي تأسست من أجله المنظمة، وسعت وتسعى لنشره وتأكيده في كل ما تقوم به من أنشطة منذ انطلاقتها في عام 2011، وقد أراد الله أن تكون غزة اليوم هي المثال الواضح والنموذج البيّن لصدق وصلاحية هذا المشروع.

إن هذه المبادئ، كما نراها، صالحة وأساسية لأي مشروع نهضوي حقيقي قائم على العلم، بها يمكننا حل الكثير والكثير من مشاكلنا في بلداننا العربية، نستطيع بحول الله، رفع مستوى الاقتصاد، ومعالجة مشاكل الفقر والبطالة، وتحقيق الأمن الغذائي والمائي، والتصدي لأزمات التلوث وكوارث البيئة والمناخ، والمشاكل الصحية والاجتماعية… وغير ذلك.

المهم أن تتوفر الإرادة

إن هدف المنظمة الشامل هو تسخير قوة العلم لتحفيز النهضة الشاملة في جميع المجالات من خلال دعم التميز العلمي وتوطين العلم ونشر الوعي.

والمنظمة تحاول جهدها أن تنشر هذه القيم في أوساط المجتمع العلمي خاصة والمجتمع بصورة عامة. كما أنها تسعى لتجسير الفجوة بين المجتمع العلمي وإمكانياته الهائلة باعتباره ثروة بشرية لا تقدر بثمن، وبين متخذي القرار وواضعي السياسات، وأصحاب المصلحة ورؤوس الأموال في بلداننا العربية، وتوصيل هذه المبادئ لهم لتكون أساساً وإطاراً لأي مشروع وطني يسعى للنهوض وتحقيق الأمن والسيادة.

فالقيادات السياسية هي الأساس في كل ذلك. فهي التي عندما تريد، تضع الأهداف وتخطط وتحشد الكفاءات وتنظم العمل.

نأمل بتحول سياسات الاقتصاد إلى اقتصاد الإنتاج والتصنيع القائم على العلم، بدلا من الاستهلاك وهدر الموارد.

إن ما يجري في غزة اليوم حجة على كل من يظن أننا لا نستطيع، بل
نحن بحول الله  نستطيع  إذا  أردنا

ونريد عندما نعتمد بعد الله على ذواتنا ونحرر عقولنا من التبعية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فيديو الكلمة كاملة

الزوار الكرام: يسعدنا مشاركتكم وتواصلكم حول هذا المقال

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

license
0 التعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Anonymous
Anonymous
03/04/2024 10:20 صباحًا
عنوان التعليق
المدينة الفاضلة
guest

شبكاتنا الاجتماعية

  • facebok
  • twitter
  • Instagram
  • Telegram
  • Youtube
  • Sound Cloud

يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة

icons
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x