طرق العبث
شُرّفتُ بتواجدي ضمن اللجنة الطبية بمهرجان "الملك عبدالعزيز للإبل" خلال الخمس نسخ الأخيرة من المهرجان (2018-2023). حيث كُشِف عن العديد من طرق العبث بالإبل. وقد نُشِرَت بعض البحوث العلمية في هذا الخصوص (المراجع 1-5). ومن طرق العبث على سبيل المثال لا الحصر، نذكر:
1- حقن المواد التجميلية كالـ"بوتوكس" و"الفيلر": يُحقن "البوتوكس" بالوجه لتقليل مؤشرات العصب. وبالتالي، إحداث ارتخاء للشفاه، وإضفاء مظهر جذاب عليها. ولهذا، يُعدّ "البوتوكس" أحد أكثر المواد التي تُحقَن في الإبل في محاولة لجعل شفاهها تبدو أكثر جاذبية. كما يستخدَم للشفاه، والأنف، وحتى الفك لجعل الرأس تبدو أكبر مما هي عليه.
وتُحقَن المواد التجميلية مثل "الفيلر" في منطقتي الشفاه والأنف، ممّا يؤدي إلى مضاعفاتٍ مختلفة غير مرغوب بها. ومن هذه المضاعفات: الاحمرار، والاستسقاء (تجمّع السوائل)، والكدمات في موقع الحقن، وتكوّن العُقد، والتحسّس، والعدوى الموضعية.
2- الحقن الهرموني: عن طريق حقن هرمون "التستوستيرون" أو هرمون النمو مما يؤدي الى نموّ الحيوان بشكلٍ كبيرٍ وخاصةً طول العظام التي يزيد طولها عن نموها الطبيعي. وصحيحٌ أنه يتمّ اكتساب هذه التغييرات، ولكنها لا تنتقل إلى المواليد الجدد. وبصفةٍ عامة، تؤدي الحُقن الهرمونية إلى تأثيراتٍ خارج الجسم وأخرى داخله. ومن هذه التغيرات، كِبر حجم الضرع (Udder) حتى لدى فئات الأعمار الصغيرة، وبروز وزيادة نمو البظر بشكلٍ واضح. وتشمل التأثيرات الأخرى لحقن الهرمونات: احتباس السوائل، زيادة أو نقصان الرغبة الجنسية، العزلة الحيوانية، تورم الوجه، تغيّر الصوت، تأخّر النمو في الحالات الصغيرة، الطفح الجلدي والآفات الجلدية المختلفة. ومن الناحية الإكلينيكية، فإنّ سلوك النياق يتغير عادةً لتصبح أشبه بالذكور، كما أنّ الخصائص الذكورية تكون بارزة وواضحة جداً، خاصة إذا ما استُخدِمَت مبكراً في مراحل النمو.
3- التربيط: ربط الشفتين بحزامٍ مطاطي، ومن ثم سحبهما للخارج، أو عصر الشفاه باستخدام قطعة من مادة بلاستيكية لتحفيز تضخّم الشفاه.
4- التمطيط: وهي شدّ الشفتين العلوية والسفلية، وتدليكهما يوميًا ببعض الزيوت مثل زيت الزيتون، مما يؤدي إلى تدلّي الشفتين.
5- الصبغ: بغية تغيير فئة اللون.
6- قص الآذان: لجعلها أقصر.
7- التخدير الموضعي: من أجل ارتخاء الشفاه، حيث يؤدي إلى تدلّي الشفاه وخاصة السفلية.
8- وهناك طرق أخرى متعددة مثل استخدام مواد مختلفة كالمراهم، والزيوت والسكر والنشاء.
كشف العبث
عادةً، لا يستطيع كشف العبث في الإبل إلّا من قبل أصحاب الخبرة. وهناك العديد من الطرق التي يمكن للخبير من خلالها كشف العبث في الإبل. ولأنّ هناك طرقاً جديدة يتمً اكتشافها للعبث بالإبل، فإنّ اكتشافها يشكّل تحدياً كبيراً حتى للممارسين من ذوي الخبرة في هذا المجال. ويُعتبَر الفحص البصري من أهم طرق كشف العبث في الإبل، والذي يتمّ تأكيده لاحقاً عن طريق الفحص بالموجات فوق الصوتية، والتصوير الحراري، والأشعة السينية، أو عن طريق الفحوصات المخبرية مثل تقدير مستوى الهرمونات في الدم.
في الختام، ينبغي الحفاظ على الإبل العربية، هذا التراث العظيم، بكل الوسائل المتاحة، ومعاقبة كل من يحاول إلحاق الضرر، والعبث به بأيّ شكلٍ من الأشكال. ولأنّ طرق العبث الشائعة وخاصة التربيط، والتمطيط، والحقن، تمثل تعذيباً للإبل، فقد قامت إدارة مهرجان "الملك عبدالعزيز للإبل" في السعودية، بفرض عقوبات وغرامات مالية رادعة تجاه العابثين قد تصل قيمتها إلى 100 ألف ريال (حوالي 27 ألف دولار أميركي). كما أنشأت إدارة المهرجان لجنةً طبية من ذوي الخبرة في هذا المجال لكشف العبث في الإبل، والمشاركة بالطرق السريرية والمخبرية، واستبعاد الحالات التي يثبُت العبث فيها.
المراجع
1- Tharwat M, Al-Hawas A, 2021. Ultrasound detection of cosmic filler injection of lips in camel beauty pageants: first report in veterinary medicine. Tropical Animal Health and Production 53: 53.
2- Tharwat M Al-Hawas A, Albotti Y, 2021a. Infrared thermography in healthy dromedary camels and its feasibility in injected and stretched lips in camel beauty pageants. Journal of Camel Practice and Research 28: 355-359.
3- Tharwat M, Al-Hawas A, Aldhubayi A, 2021b. Testosterone and growth hormone levels in female dromedary camels. Journal of Camel Practice and Research 28: 373-376.
4- Tharwat M and Al-Hawas A, 2023. Infrared thermography in healthy Arabian camels (Camelus dromedarius). International Journal of Veterinary Science 12: 762-767.
5- Tharwat M and Al-Hawas A, 2024. The emerging topic of cosmetic medicine in dromedary camels. International Journal of Veterinary Science. In press. https://doi.org/10.47278/journal.ijvs/2023.059
قسم الطب البيطري، كلية الزراعة والطب البيطري، جامعة القصيم، المملكة العربية السعودية.
قسم طب الحيوان، كلية الطب البيطري، جامعة الزقازيق، جمهورية مصر العربية.
تواصل مع الكاتب: mohamedtharwat129@gmail.com
مواضيع ذات صلة
– السنة الدولية للإبليات 2024
– دراسة الجمل العربي
– الإبل في المختبرات البحثية لشعوب العالم
– خلايا الجمل العربي ومقاومة الحرارة المميتة
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء المؤلفين وليست، بالضرورة، آراء منظمة المجتمع العلمي العربي
يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة