وربما تمّ اعتماد هذا المؤشر في بعض المؤسسات ضمن متطلبات التوظيف والترقية والحوافز وما شابه. ودون التقليل من أهمية هذا المؤشر، فإنه يجدر النظر بجد إلى بعض الأمور التالية:
1. هناك العديد من الطلاب أو الباحثين من صغار السن الذين قدِّرَ لهم العمل في فِرَقٍ بحثية رائدة لفترات وجيزة لكن مؤشر البعض منهم يرتفع يومياً رغم أنهم لم يساهموا منذ سنوات في أبحاثٍ جديدة وأصيلة، وليس من الغريب أنَّ هذا المؤشر لديهم يزيد بكثير عنه لأساتذة راسخين في العلم لكنهم يعتمدون في الأساس على نتاج بحوثهم الأصلية.
2. البعض ممن وصل المؤشر لديهم لرقم ما، يقنعون بهذا المستوى ويفقدون الهمَّة للمزيد من العطاء والنشر متذرعين بما وصلوا إليه منذ سنين، دون إضافة علمية بحثية واضحة سواء في أماكن عملهم أو لدى مؤسسات جديدة ينتقلون للعمل بها.
3. يجب عدم إغفال التفاوت بين التخصصات العلمية المختلفة، والمجلات العلمية في كل تخصص، ومعامل التأثير (Impact Factor) لكل مجلة، إذ يجب اتّباع منهج علمي شفاف يراعي هذه الفوارق ويأخذ بها.
4. ليس من المستغرب أن ترى ارتفاعاً في هذا المؤشر التراكمي لدى أسماء كثيرة رغم غيابها عن المجال البحثي تماماً إمّا بداعي الوفاة أو المرض أو التقاعد، وهذا الرقم لا يعكس بالمطلق نشاطاً علمياً قائماً، والتفسير الوحيد هو أن الاستشهادات لا تزال تحدث من أبحاث قديمة قام أو شارك بها هؤلاء الغائبون.
5. يُشَكّل h – index عقبة كبيرة أمام العاملين في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية، ليس فقط لقلة عدد المجلات العلمية المصنفة والمحكمة في مجالاتهم المختلفة، بل لإشكالات اللغة الجامعة لهذه الإصدارات، كما أن نتاجهم البحثي يصدر غالباً في شكل كتب وتقارير باللغة الأم والتي تحدُّ من الاستشهادات بها لدي الباحثين بلغات أخرى.
وفي ظل ما سبق، على المؤسسات العلمية المختلفة إضافة معايير أخرى لتقييم الباحث وتعزيز دوره، مثل: مهارة كتابة المشاريع البحثية، والحصول على تمويل من جهاتٍ محلية وعالمية، والقدرة على الإشراف على طلاب الدراسات العليا، والمهارات الإدارية اللازمة، وبراءات الاختراع والحلول العلمية والتأثير الاجتماعي. ومع ذلك، يظل المؤشر (h – Index) أداة هامة يمكن أن يضعها الباحث لنفسه أولاً كأحد معالم الطريق في سبيل المزيد من التميز في مسيرته المهنية والوظيفية. ومع ذلك، يظل المؤشر h – index أداة هامة يمكن أن يضعها الباحث لنفسه أولاً كأحد معالم الطريق (Milestones) في سبيل المزيد من التميز في مسيرته المهنية والوظيفية.
تواصل مع الكاتب: bshomar@qu.edu.qa
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء المؤلفين وليست، بالضرورة، آراء منظمة المجتمع العلمي العربي
يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة