يحدث عند بعض كبار السن (عادةً من هم فوق سن الخامسة والستين)، خللٌ في التذكّر والتصرفات الإجتماعية، والمنطق ندعوه بالـ"خَرفْ" (Dementia) وينتج عنه مرض ألزهايمر عند حوالي 70% من المصابين. وتزداد حدّة هذا المرض تدريجيًا إلي أن يضمر حجم المخ، وتبدأ خلايا الدماغ بالموت، ثم يفقد المُصاب السيطرة على وظائف الكثير من العضلات الإرادية. وليس هناك من علاجٍ ناجع وجذري لألزهايمر، وإنما ملطفات للأعراض الظاهرة.
منظمة المجتمع العلمي العربي
كانت الأدوية التقليدية ولا تزال عبارة عن محاولاتٍ لتحسين وضع المريض، وتعتمد على تعزيز أداء مواد كيماوية في الدماغ تحمل الرسائل من خليةٍ عصبية الى أخرى، إلّا أنها لا تعالِج الإنحدار الخفي المؤدّي لوفاة هذه الخلايا، والتي عند كثرة الميِّتة منها يزداد تعقيد المرض وتزداد حِدَّته. ومع تزايد الدراسات حول هذا الموضوع هناك أملٌ في معرفة واستكشاف أدوية يُرجى منها تثبيط أو تأخير تقدُّم هذا المرض والذي يصيب الكثير من المسنين حول العالم (1–2).
وفي دراسةٍ سريرية حديثة مزدوجة التعمية (Double-Blind Study) نُشرَت في مجلةٍ علمية مرموقة هي "نيو إنجلاند الطبية" (The New England Journal of Medicine) (3) أجْرِيَت على 1795 مريضًا، أعلنَت إحدى شركات الأدوية عن التوصّل لدواءٍ جديدٍ يسمي "ليكانيماب"، يعمل على تأخير التباطؤ المعرفي لدى حوالي 27% من مرضى ألزهايمر، الذين يكونون في بداية مرضهم مقارنةً بأولئك الذين تمّ إعطاؤهم دواءً وهميًا. ويقول المُصنِّعون إنّ لهذا الدواء قدرة جيدة على تقليل وتأخير التدهور المعرفي لدى هؤلاء المرضى. وقد تمّت إجازة هذا الدواء من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بشكلٍ مُستعجل (accelerated FDA approval) (4). وهذا الدواء الجديد ليس كالأدوية الكيماوية السابقة وإنّما دواء حيوي بروتيني عبارة عن أجسامٍ مضادة أحادية النسيلة (Monoclonal Antibodies) ومُؤنسَنَة ترتبط "بِكُتَلْ أميلويد-بيتا" والتي تتكوّن عند هؤلاء المرضى لتمنع التواصل المعرفي بين الخلايا في الدماغ. وهذا الإرتباط يحفِّز الجهاز المناعي على مهاجمتها والتخلّص منها. ويعتقد الباحثون أنّ التقليل أو التخلُّص من هذه الكُتل يساهم في تأخير تقدّم المرض، وهذا يساعد كثيرًا أولئك المرضى الذين هم في بدايات المرض، ويصبحون أكثر قدرة على التذكُّر والتفكير. وهناك عقار أدوكانيماب وهو أيضًا مُكوّن من أجسام مضادّه أحادية النسيلة وتمّت إجازته في عام 2021 من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية من خلال برنامج الموافقه المُعجَّلة، غير أنّ نسبة الإستجابة كانت أقلّ (5).
ويقول صانعو الدواء إنّ إيجابية هذه النتائج تجعل جسم المريض قادر على منع انهيار وظائف الدماغ المرتبطة بمرض ألزهايمر، وأهمّها التدهور المعرفي. وبالتالي، تسمح للمريض العيش باستقلالية، وتذكّر وتفسير ما يحدث حوله. ويُعطى الدواء بعد مزجه بالمحاليل الملحية الفسيولوجية عن طريق الوريد. وما لنا إلّا أن ننتظر دراسات تتبع تأثير الدواء لمعرفة أهمية هذا المُنتج.
المراجع
1- Breijyeh Z, Karaman R (2020) Comprehensive Review on Alzheimer's Disease: Causes and Treatment. Molecules 25(24):5789. > https://doi.org/10.3390/molecules25245789
2- Lei P, et al (2021) The essential elements of Alzheimer's disease. J Biol Chem 296:100105. > https://doi.org/10.1074/jbc.rev120.008207
3- van Dyck CH, et al (2023) Lecanemab in Early Alzheimer’s Disease. N Engl J Med 388:9-21. doi: 10.1056/NEJMoa2212948 > https://www.nejm.org/doi/full/10.1056/NEJMoa2212948
4- FDA (2023) https://www.fda.gov/news-events/press-announcements/fda-grants-accelerated-approval-alzheimers-disease-treatment
5- Tolar M, et al (2020) Aducanumab, gantenerumab, BAN2401, and ALZ-801-the first wave of amyloid-targeting drugs for Alzheimer's disease with potential for near term approval. Alzheimers Res Ther 12(1):95.
> https://doi.org/10.1186/s13195-020-00663-w
الاسم العلمي: Lecanemab
الاسم التجاري: Leqembi-irmb يُسوَّق من شركة Eisai-Biogen
تواصل مع الكتاب: profahdal@gmail.com
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء المؤلفين وليست، بالضرورة، آراء منظمة المجتمع العلمي العربي
يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة