تعتبر السرقة الأدبية أو الانتحال مشكلة كبيرة في الأوساط الأكاديمية المهنية، وقد تشكّل مصدر قلقٍ كبير للكثيرين. فهي تعدّ ممارسة غير أخلاقية لأنها ترتكز على سرقة محتوى ومجهود أشخاص وتقدمه على أنه ملك لأشخاصٍ آخرين. لذلك، فرضت الشركات والمؤسسات الأكاديمية وحتى محرّكات البحث سياسات صارمة ضد الانتحال. ويمكن تفادي السرقة الأدبية في مختلف أنواع الكتابات من خلال إعادة كتابة المحتوى، التي تساعد على استبدال الكلمات الأساسية بمرادفاتٍ مناسبة وتغيير هيكلية الجمل حيثما أمكن ذلك، لا سيما وأنّ صياغة المحتوى يدويًا قد تتطلّب الكثير من الوقت والجهد. من خلال هذه المقالة، سنعرض عددًا من أدوات إعادة الصياغة للنصوص (Paraphrasing) القائمة على الذكاء الاصطناعي والتي تساعد في إعادة كتابة المحتوى المكتوب بالفعل لتجنّب الانتحال.
Rewrite Guru
هي أولى الأدوات التي نذكرها، وتعدّ واحدة من أفضل الأدوات لإعادة الصياغة التي تعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي. حيث أن الاستعانة بها في كتابة مقالة يجعل النص بأكمله خاليًا من الانتحال. وتوفّر Rewrite Guru أنواعًا متعددة من طرق إعادة الكتابة لمستخدميها، الذين يمكنهم اختيار نوع إعادة الصياغة بحسب متطلباتهم. ويتوفر كذلك إمكانية الاستخدام بشكلٍ مجاني غير أن هناك العديد من الميزات لن تكون متاحة إلا مع النسخة المدفوعة. وتستطيعRewrite Guru إعادة صياغة الجملة بطرقٍ مختلفة، بما في ذلك الاستبدال الذكي وكذلك تعيين مرادفات بديلة بحسب رغبة المستخدم بشكلٍ يدوي. وهي تساعد في إعادة كتابة المحتوى بعدّة لغات بينها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية غير أنها لا تدعم اللغة العربية.
QuillBot
تكتسب QuillBot شعبيةً بين الطلاب الجامعيين والعاملين لا سيّما في مجال التسويق الرقمي. ويجري الاستعانة بها للمساعدة في إعادة كتابة الجمل والمقالات والفقرات وتحسينها. وتعدّ مناسبة التكلفة لإعادة صياغة المحتوى ومنحه جودة أفضل. توفّر هذه الأداة عدة مزايا مما يجعلها تكون أداة كتابة شاملة، حيث تستطيع QuillBot تلخيص المحتوى وتحديد نقاطه الأساسية، كما بالإمكان التوصية بالمرادفات وفقًا لمتطلبات المستخدمين لجعل كتابتهم أكثر احترافية. أمّا على مستوى واجهة الاستخدام فهي سهلة، وتسمح للمبتدئين باستعمالها دون الحاجة إلى معرفة تقنية مسبقة. أمّا في حال الرغبة بالاشتراك فيها، يمكن صياغة المحتوى بشكلٍ طبيعي، ولن تكون هناك احتمالية أو فرص لتتبّع الانتحال في المحتوى لأنه سيكون غير موجود.
Plagiarismchecker.co
يوفّر هذا الموقع أداة عالية الكفاءة للتحقّق من السرقة الأدبية في أيّ نوعٍ من المحتوى. وتستخدم هذه الأداة خوارزميات ذكية لإجراء تحليلٍ معمق للمحتوى. وتساعد الطلاب والمدرسين والكتّاب على ضمان عدم احتواء المستتدات على محتوى منتحَل. ويمكن للمستخدمين إدخال نص من باب الاستعلام، لتقوم الأداة بمقارنته بمليارات المصادر، بما فيها الكتب والمجلات الأكاديمية والمقالات الصحفية وغيرها. وبمجرد تحديدها، تسلط الأداة الضوء على التطابق داخل النص وحتى توفير روابط المصدر ذات الصلة. كما تتيح تحميل الملفات من الجهاز مباشرةً لإجراءة المقارنات المتعمقة وغيرها.
يمكن أن يؤدي الكشف عن النَسخ الحرفي في المحتوى إلى تداعياتٍ قد تؤثر على المصداقية والسجل الأكايمي وحتى الحياة المهنية بشكلٍ كبير. لذلك، من الضروري دائمًا التأكد من خلّو المحتوى من السرقة الأدبية، وأن لا يكون المضمون مشابه لأيّ محتوى آخر. مع الإدراك أنّ فكرة وجود الكثير من المحتوى حول الموضوعات قد يجعل من الصعوبة الحفاظ على محتوى فريد نسبيًا.
وبينما تسمح أدوات التحقّق من السرقة الأدبية بمعرفة نسبة الانتحال في المحتوى. يمكن لأدوات إعادة الصياغة المستندة على الذكاء الاصطناعي في تفادي السرقة الأدبية، وذلك من خلال تغيير بنية الجمل وهيكليتها، بل وتم تطوير هذه الأدوات لاستبدال الكلمات بمرادفاتٍ مناسبة لجعل المحتوى يبدو طبيعيًا.
إنّ تضمين الذكاء الاصطناعي في هذا المجال يعدّ ضروريًا جدًا ويصب في خانة حماية الجهود الفكرية للآخرين. ونأمل أن تكون معلومات هذه المقالة مفيدة، ويجري الاستفادة من هذه الأدوات في سبيل كتابة محتوى فريد وبعيد عن الانتحال.
تواصل مع الكاتب: m.maaz@arsco.org
يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة