السياحة المستدامة والسير على خطى النمر العربي
د/ أحمد بن حامد الغامدي
د. موزة بنت محمد الربان
رئيسة منظمة المجتمع العلمي العربي
12:28 مساءً
06, ديسمبر 2021
كما علمنا، أن التواصل العلمي بشكل عام، يتعلق بإيصال الموضوعات المعقدة والتقنية والعلمية إلى مجموعة متنوعة من الجماهير. يمكن أن يشمل هذا العلماء، وعامة الناس، والمشرعين، ومتخذي القرارات، وما إلى ذلك. ويتطلب العمل مع كل فئة أساليب مختلفة للتواصل. في هذا المقال سنركز على فئة مهمة، تستلزم كل الاهتمام والعناية، الأطفال واليافعين. إنهم فئة لها خصوصية، من المهم أن تثير حماسهم وتلفت انتباههم للعلم.
ماذا لو كان جمهورك الأساسي من الأطفال واليافعين؟ كيف يمكنك أن توصل لهم موضوعات علمية معقدة؟
الأمر قد يبدو صعبا أو سهلاً، لكن الحقيقة هي أن أي جهود تواصل علمي تستهدف الأطفال واليافعين – جيلنا القادم من العلماء والقادة – تستحق بالتأكيد هذا الجهد!
قبل كل شيء، يجب الأخذ بعين الاعتبار والحرص عندما تكون الفئة التي تريد التعامل معها ومشاركتها من الأطفال، فهم فئة تستلزم الكثير من الحرص والخصوصية، ويجب التعاون مع مدرسيهم ومدارسهم في ذلك.
قد يكون الأطفال هم أول الفئات الخارجية التي يتعامل معها كثير من العلميين. لذا فقد رأينا أنه من المفيد أن نفصّل بعض الشيء في تطوير وتنفيذ مبادرات التواصل العلمي لهذه الفئة من الجمهور. غالباً، هذه المبادرات ستأخذ نموذج النقل أحادي الاتجاه للمعلومات حول العلم من الخبراء إلى الجمهور، (نموذج النشر)، وقد تتخذ أساليب أخرى، وقد تكون جزء من مشروع للعلم التشاركي. ولكن غالباً سيكون التعامل مع الأطفال ضمن مشروع مشترك بين الجامعة أو المؤسسة التي يعمل فيها العلمي والمدرسة.
العمل مع الأطفال يمكن أن يكون خبرة وتجربة مفيدة وممتعة جداً، ويمكن أن يكون أيضاً، تجربة صعبة ومحبطة. لا تستهن بالأمر وتظن أنك ستتمكن ببساطة من العمل معهم في الفصل الدراسي أو في أي مكان آخر، والسيطرة على الجو والغرفة فورًا لأنك "عالم". بل، قبل تطوير وتقديم مبادرة تستهدف الأطفال، يُنصح أولاً بالحصول على بعض التدريب والخبرة في التعامل مع الأطفال.
وجود المعلم أو مشرف معك في غرفة الدرس طوال الوقت مهم جدا، للحماية من أي ادعاء بسوء التصرف، كما أن وجود المعلم يسهل تفاعلك من التلاميذ إلى حد بعيد، فهو سيساعد في تقديمك لهم ويدير الجو، بالإضافة إلى أنه يمكن أن يساعدك في توصيل مبادرتك من خلال مساعدتك في تصميمها.
من نافلة القول، أن عمر الأطفال الذين ستتعامل معهم يحدد نوع المبادرة وأسلوب التعامل، وهل هي من جانب واحد أم تشاركي. فمن هم دون العاشرة يختلفون عن من هم أكبر وعن المراهقين. كما أنه من الخطأ التعميم بأن كل المراهقين متقلبي المزاج، وأنه ليس لديهم اهتمام أو شغف بالعلوم. طبعاً، هناك البعض منهم لا يحب العلوم لأسباب متعددة، منها عدم المشاركة، أو ضعف في التدريس، أو حتى موقف سابق ليس جيدا مع العلوم. بالمقابل، العمل مع الأطفال الأصغر سناً يمكن أن يكون تجربة أكثر تحررا وبهجة.
التعامل مع الصغار بجميع أعمارهم، يخضع لنفس المبدأ الذي تكلمنا عليه عند التعامل مع الأقران، حاول أن تعرف جمهورك، احتياجاتهم وخبراتهم وقم بتطوير أو تقديم مبادرتك وفقاً لذلك. إن التواصل العلمي المُعدّ بعناية وبشكل جيد ومدروس يمكن أن يدفع الأطفال ويشجعهم للمشاركة في العلوم، ويزرع فيهم محبة العلم والشغف به في سن مبكرة.
الأطفال في بيئة نظامية
معظم مبادرات التواصل العلمي مع الأطفال في بيئة نظامية (أي في فصل دراسي مدرسي) تكون من نوع التواصل أحادي الاتجاه. والغرض من هذه المبادرات يكون عادة للتشارك مع مجموعة من أطفال المدارس في مجال معين من العلوم، لزيادة الطموح والشغف لديهم للعلم، وتعريفهم بما يقوم به العلماء، وزيادة معرفتهم بالعلم وتوسيع مداركهم. ومع ذلك، بدلاً من التركيز على افتقار الأطفال المُفترض إلى المعرفة، ينبغي النظر في نهج يعتمد على فهم التلميذ المتعلم وعملية التعلم، أي تركيز المشاركة حول خبرات ومعرفة الأطفال المتعلمين، البناء على الموجود.
يتضمن تركيز المشاركة حول خبرات ومعرفة أطفال المدارس فهمًا تفصيليًا للمناهج الدراسية ووعيًا عميقًا باحتياجات وقدرات كل طفل في الفصل الدراسي. وهذه عملية تتطلب تأني ولا تؤخذ باستعجال، ولا يمكن القيام بها حتى يوفر لك مدرس الفصل كل هذه المعلومات. ومن هنا، ينبغي إشراك المدرس في تطوير عملية التواصل منذ البداية. فمعرفة المدرسين بالمنهج الدراسي وأساليب التعليم في المدرسة وقدرات تلاميذهم كلها معلومات حيوية لإنجاح مبادرتك في التواصل مع أولئك التلاميذ. بالإضافة إلى أنهم قادرين على توفير النصائح والنقد البناء لما يجب وما لا يجب عمله في بيئاتهم التعليمية. كما أن المعلمين يمكنهم المساعدة في تهيئة الأمور اللوجستية الأساسية مثل إعداد الفصل الدراسي وتهيئته، ماديا ومعنويا. وعلى هذا، فإن تعاملك مع المدرس وإعطاءه حقه ومكانته وعدم النظر إليه بأنه أقل منك أيها (العلمي)، لها أبلغ الأثر في نجاحك ونجاح مهمتك، فانتبه لذلك.
نجاحك في مبادرة تواصل علمي معينة في بيئة فصل دراسي رسمية، لا يعني أنك لن تحتاج للتواصل مع المدرسين لتنظيم مبادرة تواصل جديدة. فمن الخطأ افتراض أن ما يصلح لمجموعة من تلاميذ المدارس يصلح لغيرها، فلا بد لك من التعاون مع المدرسين في كل مرة.
وهنا بعض النصائح الإضافية للتعامل مع الأطفال في البيئات النظامية:
وهنا بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها عند إعدادك لمبادرة تواصل مع تلاميذ في فصل دراسي، ابدأ بالتفكير العميق ومحاورة نفسك ، أو أحد أصدقائك، وسجل..
الأطفال في بيئة غير نظامية
التعلم ليس محصوراً في الفصل الدراسي. هناك بيئات كثيرة ومتنوعة خارج أسوار المدرسة حيث يمكن للأطفال الاستمرار في تعلم العلوم، ومن أمثلتها: المتاحف، مراكز العلوم، حدائق الحيوانات، وغيرها. التعليم غير النظامي للعلم ليس المقصود به فقط التعليم خارج الفصل الدراسي، بل هو تعلم له دوافع ذاتية وموجهة باحتياجات المتعلم واهتماماته.
مبادرات كبيرة وكثيرة لتعليم الأطفال في بيئات غير نظامية، وتتضمن المهرجانات العلمية والمعارض العلمية والمحاضرات العامة. وزيارات للمتاحف وحدائق الحيوان وحدائق الأسماك، وما إلى ذلك. لقد أثبتت مثل هذه المبادرات للتواصل العلمي أنها تعزز التزامًا قويًا بالعلم وبتعلم العلوم، ولها تأثير قوي على الخيارات المهنية المستقبلية للأطفال.
عندما تقوم بمبادرة للتواصل مع تلاميذ خارج البيئة المدرسية، خذ باعتبارك أنه قد لا يكون المدرس موجود معكم، وسيتصرف الأطفال بشكل مختلف خارج بيئة المدرسة. قد يشعرون بأنهم أقل حرجًا، وقد تكون هناك مشكلات سلوكية تحتاج إلى المراقبة دون حضور المعلم. في مثل هذه البيئات غير النظامية، من الضروري أن لا تبقى لوحدك مع الأطفال. ويجب أن يكون معك مرشد من المدرسة.
بإذن الله، قد نزيد تفصيلاً في هذا الموضوع حين نتكلم عن العلم التشاركي، كنوع من التواصل العلمي مع الجمهور، في مقالات لاحقة.
البريد الإلكتروني: mmr@arsco.org
التواصل العلمي – المقدمة
التواصل الداخلي
– النشر في المجلات الأكاديمية
– تقديم العروض العلمية الشفوية – الجزء الأول "المقدمة"
– تقديم العروض العلمية الشفوية – الجزء الثاني "كُن بليغاً"
– تقديم العروض العلمية الشفوية – الجزء الثالث "تصميم الشرائح"
– تقديم العروض العلمية الشفوية – الجزء الرابع "البداية والنهاية
– الملصقات العلمية
التواصل الخارجي
– التواصل مع المجتمع – المقدمة
– أهداف وأنواع التواصل العلمي مع المجتمع
– التواصل العلمي مع الأطفال (أنت هنا)
– أشكال متعددة من التواصل العلمي
يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة
الكلمات المفتاحية