مجلة أجسر – مجلة عربية محكمة في مجال العلوم – زورو موقعنا

أهداف وأنواع التواصل العلمي مع المجتمع

التواصل الخارجي
الكاتب

د. موزة بنت محمد الربان

رئيسة منظمة المجتمع العلمي العربي

الوقت

09:16 مساءً

تاريخ النشر

22, نوفمبر 2021

تزداد أهمية التواصل العلمي مع العامة، بجميع أنواعهم، كل يوم. وأصبحت الجامعات في الدول المتقدمة توليه اهتماما كبيرا في برامجها العملية والأكاديمية، بل أصبح تخصصاً وموضوعاً لكثير من الدراسات والبحوث.

والحقيقة أن التواصل مع جماهير متنوعة ومختلفة يثري العلم والبحث العلمي من جهة ويزيد من خبرة وسعة أفق الباحث العلمي أيضاً. فعندما يكون الجمهور الذي تريد التشارك معه من خارج مجالك، فإنك تفكر وتتواصل بطريقة مختلفة ومهمة. وذلك لسببين:

الأول: حتى لا تبقى رهين فضاء معزول تدور فيه في نفس الفلك، حيث تواجه فقط تلك الآراء التي لها صدى مع آرائك ومع جمهور من نفس مجالك، وبالتالي، يتم تعزيز الآراء الحالية ولا يتم النظر في الأفكار البديلة. وكعلميين يجب علينا الخروج من هذه الغرف المغلقة، والتحرك بعيداً عن الجماهير التي اعتدنا التعامل معها. بالمقابل، يجب أن نوفر تواصل فعّال مع جماهير ذات تنوع اجتماعي وسكاني ونوعي وطبقي، إن العمل مع المجتمعات المختلفة يمثل حواجز وتحديات، لكنه يخلق أيضًا العديد من الفرص للنهوض بالبحث العلمي وإعادة النظر في المقصود بالتأثير الهادف. [1]     

والثاني: أن هناك العديد من المستمعين لك ليس لديهم خلفية علمية أو لم يجدوا فرصة للتواصل العلمي، وكعلميين أخلاقيين، نتحمل مسؤولية إشراكهم. والحقيقة، أن هؤلاء هم الأكثرية في المجتمع والذين يجب علينا كعلميين التعلم منهم وتعليمهم والتشارك معهم في قضايانا المشتركة.

ومن الأهداف التي يمكن أن تكون لأنواع التواصل المختلفة ما يلي [2]:

  1. مشاركة النتائج الحديثة والإثارة للعلم؛
  2. زيادة التقدير والقبول الاجتماعي العام للعلوم، وخلق ثقة معرفية وأخلاقية عامة؛
  3. زيادة ونشر المعرفة وفهم العلم وتحسين معتقدات الناس حوله؛
  4. ضمان مراعاة مجموعة متنوعة من وجهات النظر حول العلوم التي تتبناها مجموعات مختلفة عند البحث عن حلول للمشاكل المجتمعية؛
  5. جمع مدخلات المواطنين حول أهداف البحث وتطبيقات العلم المقبولة والجديرة بالاهتمام؛
  6. جمع والاستفادة من المعرفة المحلية الموزعة أو الموارد المعرفية التي يمكن العثور عليها لدى المواطنين؛
  7. تحفيز الأجيال القادمة للانخراط في مجال العلوم.

 

أنواع التواصل العلمي

إن التواصل العلمي بين العلميين والجمهور من غير العلميين ليس ظاهرة حديثة، فقد بذل فيه ومارسه العديد من العلماء الكبار منذ زمن بعيد، ولكن اعتباره كفرع وتخصص أكاديمي يعتبر حديثا نسبيا، وهو يغطي طيفاً واسعاً من الموضوعات.

وقد مر في المملكة المتحدة على سبيل المثال بثلاث مراحل: الكتابة العلمية، فهم العامة للعلم، مشاركة العامة في العلم والتكنولوجيا. وخلال هذه المراحل تطورت أيدولوجية التواصل من محاولة العلميين سد الثغرات والفجوات في معرفة الجمهور (العامة)، إلى تشجيع حوار مشترك بينهم وبين غير العلميين.

كما أن نوع الجمهور يختلف في كثير من الأحيان، فتعريف غير علمي أو من لا ينتمي للوسط والمجتمع العلمي تعريف يضم أطيافاً كثيرة من الناس لكل منهم خصائص تتطلب مراعاتها عند القيام بمبادرتك في التواصل، بالإضافة إلى أهدافك من هذا التواصل، والتي غالباً ما تكون أهدافاً قريبة وأخرى بعيدة. تلك الأهداف يجب أن تكون واضحة ومحددة وقابلة للتحقيق.

 أي يجب مراعاة نوع الجمهور وأهدافك من التواصل معه عند إعدادك لمبادرتك في التواصل.

وبصورة عامة، يمكن تقسيم نماذج الاتصال إلى نموذجين يختلفان عن بعضهما في الأهداف والوسائل:

  • النقل أحادي الاتجاه للمعلومات حول العلم من الخبراء إلى الجمهور، (نموذج النشر).
  • الحوار والتداول بين الجمهور والخبراء وصناع القرار، يرى البعض أنه الطريقة الصحيحة للانخراط في التواصل العلمي، (نموذج المشاركة العامة).

أولاً: نموذج النشر

هذا النموذج، يعتبر أن الاتصال العلمي وسيلة لنقل المعلومات العلمية من الخبراء العلميين إلى غير الخبراء وتزويدهم بمعلومات أكثر عن موضوع معين. وغالباً ما يكون هذا النقل من خلال التعليم في بيئة مدرسية رسمية أو (إعادة) التعليم من خلال وسائل الإعلام.

تتضمن الآثار المترتبة على التركيز على التعليم الرسمي شروع العديد من البلدان في إجراء مراجعات واسعة النطاق لمناهج العلوم الوطنية، بالإضافة إلى دعوة الجامعات إلى اتخاذ خطوات لتشجيع الخريجين على مواصلة تعليمهم حول العلوم بعد تخرجهم.

بينما تشمل الآثار المترتبة على التركيز على النشر من خلال وسائل الإعلام على إنتاج كتب علمية شهيرة، وأفلام وثائقية تلفزيونية، ومجلات علمية، ومؤخراً، التواصل من خلال المدونات والمواقع الالكترونية.

وإذا كان الهدف هو إحداث تغيير في سلوك الأفراد، مثل أن تطلب الحكومة مشاركة الجمهور في التصدي لآثار تغير المناخ، فإن هذا النوع من التواصل أحادي الاتجاه، غالباً لا يفيد كثيراً، لأنه يفشل في النظر في سلسلة من العوامل التي تعتبر محددات رئيسية للطريقة التي ينظر بها الناس إلى المعلومات ويتفاعلون معها. كما أنه لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع قادر على إشراك المجتمع ككل فيما يتعلق بتغير المناخبالإضافة إلى نوع المعلومات التي يحتاجها الأفراد، فإن الطريقة التي يتم بها تقديم هذه المعلومات سيكون لها أيضًا تأثير على كيفية فهمها والتعامل معها.

ثانياً: نموذج المشاركة العامة

ينصب التركيز في معظم نماذج الاتصال العلمي في نموذج المشاركة العامة على تسهيل الاتصال ثنائي الاتجاه، أي الحوار والمداولات بين الجمهور والخبراء وصانعي السياسات.  من أجل تقديم صورة أوضح لكيفية هيكلة بعض النماذج التي تنتمي إلى هذا النموذج ومدى تنوعها، سنعرض بإيجاز بعض الأمثلة في مقالات لاحقة بإذن الله.

من المفيد أن نذكر أن تواصل العلميين مع الجمهور لا يعني التفرغ له أو أن يأخذ جلّ وقتك وجهدك، ولكن يجب أن يكون جزء ولو صغير، من نشاطك العلمي والأكاديمي. فكتابة مقال واحد أو اثنين في السنة في تبسيط العلوم، أو عندما تشارك في برنامج أو ندوة واحدة في السنة، أو تغطي دوراً معيناً ضمن برنامج جامعتك أو مؤسستك في خدمة المجتمع، لن يكون كثيراً، في مقابل الفوائد التي تجنيها علمياً ونفسياً وأخلاقياً. ولو أن كل واحد منا قام بدور صغير فإن المحصلة ستكون كبيرة بإذن الله وتوفيقه، خاصة إذا كان ضمن برنامج وخطة مدروسة. فالعطاء خلق كريم والشح ذميم، وقد أمرنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بالتعوذ من الشح والبخل، ومن خُلُق "منعٍ وهات".

 

التواصل يعتمد على نوع الفئة المستهدفة والهدف من التواصل والظروف المتاحة، كما يمكنه أن يأخذ أشكالاً متنوعة.

 

انتظرونا …

 

مصادر

[1] Representing the majority and not the minority: the importance of the individual in communicating climate change.
[2] https://www.nap.edu/catalog/23674/communicating-science-effectively-a-research-agenda

 

 

 

البريد الإلكتروني: mmr@arsco.org​

 


التواصل العلمي – المقدمة

التواصل الداخلي

– النشر في المجلات الأكاديمية
– تقديم العروض العلمية الشفوية – الجزء الأول "المقدمة"
– تقديم العروض العلمية الشفوية – الجزء الثاني "كُن بليغاً"
– تقديم العروض العلمية الشفوية – الجزء الثالث "تصميم الشرائح"
– تقديم العروض العلمية الشفوية – الجزء الرابع "البداية والنهاية
– الملصقات العلمية

التواصل الخارجي

– التواصل مع المجتمع – المقدمة
 أهداف وأنواع التواصل العلمي مع المجتمع (أنت هنا)
  التواصل العلمي مع الأطفال
 أشكال متعددة من التواصل العلمي

 


يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة

     

الزوار الكرام: يسعدنا مشاركتكم وتواصلكم حول هذا المقال

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

license
0 التعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
ضيف
ضيف
01/04/2022 2:25 مساءً
عنوان التعليق
المهارات وسبل تنميتها وتطويرها
guest

شبكاتنا الاجتماعية

  • facebok
  • twitter
  • Instagram
  • Telegram
  • Youtube
  • Sound Cloud

يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة

icons
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x