إدراج “اجسر” في فهارس سكوبس
المحرر
الطب والصحة
10:32 مساءً
12, يناير 2021
أ.د. عبد الرؤوف علي المناعمة
الجامعة الإسلامية – غزة/دولة فلسطين
البريد الإلكتروني: elmanama_144@yahoo.com
وباء جائحة كورونا المستمر استطاع أن يشلّ الأنظمة الصحية ويتعداها ليؤثر سلبا على جميع مناحي الحياة. واختلفت استجابة الدول ومدى نجاعة الاستجابة في التخفيف من آثار الجائحة، ولكن المؤكد أن النسب المتصاعدة للإصابات بفيروس كورونا جعلت الأنظار والجهود والأموال تنصب في كيفية الوقاية وعلاج المرضى.
المستفيدون من هذه الجهود فئات متنوعة وبشكل متفاوت. هناك بعض الدول ممن لديها خطط استجابة مبكرة وتخطيط استراتيجي لمكافحة الأوبئة وضعت الفئات السكانية الهشة موضع اهتمام منذ بداية الجائحة مثل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وأصحاب الإعاقات المختلفة سواء الجسدية أو الذهنية. في هذا المقال سنركز على الأسباب التي تدعونا للقلق على أصحاب الإعاقات المختلفة وما الذي يتوجب علينا فعله لحماية هذه الفئة الهامة.
على الصعيد العالمي، أكثر من مليار شخص يعانون من إعاقات متنوعة وبدرجات مختلفة، أي حوالي 15 % من سكان العالم. ويجب أن ننوه إلى نوع الإعاقة وهل لها ارتباط مباشر أو غير مباشر على صحتهم. مثال على ذلك، بعض الإعاقات الناتجة عن عيوب خلقية قد يصاحبها ظروف صحية تجعل من الشخص أكثر عرضة للأمراض المعدية مما يسبب مشاكل في بعض أجهزة الجسم أو في جهاز المناعة.
وهناك إعاقات قد لا ترتبط بها مشكلة صحية مباشرة لكن قد تؤدي إلى أضرار صحية مثل الإعاقات الذهنية التي قد تُفقد الشخص القدرة على التميز وبالتالي إضرار النفس. وهناك إعاقات مثل تلك التي تنجم عن حوادث تؤدي إلى فقدان بعض الوظائف لكن لا تؤثر بشكل عام على صحة الأفراد. باختصار يجب أن يُنظر إلى نوع الإعاقة بعين الاعتبار، ودراسة الاحتياجات المختلفة وربما نأخذ أيضاً سن المرضى وسجلهم المرضي بالإضافة إلى الإعاقة.
أصحاب الإعاقات قد يكون لديهم عوامل خطورة للإصابة بالكورونا مثل أقرانهم ممن ليس لديهم إعاقات. مثل أن يكونوا مصابين بالسكري أو الضغط أو القلب أو أمراض الجهاز الدوري أو التنفسي. يحتاج صاحب الإعاقة إلى نفس الموارد والمساعدة التي يحتاجها الجميع بداية من المعلومات والتعليمات الكافية، والخدمات الاجتماعية والطبية، والحماية من العدوى وقد يستلزم تقديم نفس الخدمات ولكن بتقنيات وآليات مختلفة. فذوي الإعاقة السمعية أو البصرية يحتاجون وسائل مساعدة لنقل المعلومات لهم بطريقة سليمة.
وكوننا نتشارك هذه البقعة الجغرافية من العالم ولنا حقوق متساوية فعلينا أن نقدم لهم ما يعينهم على الاندماج في المجتمع ويزيد من إنتاجيتهم، فلابد من العمل معهم عن قرب. وقد تأثرتُ جداً في أحد اللقاءات حول فيروس كورونا مع مجموعة من ذوي الإعاقة وشعرت بالتقصير الشديد تجاه هذه الفئة التي أظهرت تمسكاً بحقها وقامت بعدة مبادرات لتثقيف أقرانهم بطرق الوقاية من مرض كوفيد 19.
بالإضافة إلى مطالبتهم الواضحة للجهات الحكومية بتوجيه جهودها لحماية هذه الفئة من المجتمع. والأصل أن يكونوا ضمن الخطط الرسمية الروتينية وأيضاً في خطط الطوارئ. واحدة من أهم البنود التي يجب أن نؤكد عليها هي ضمان استمرارية عمليات الخدمات والإمدادات والدعم الذي يعتمد عليه الأشخاص ذوي الإعاقة للحفاظ على صحتهم وسلامتهم وكرامتهم واستقلاليتهم في المجتمع. بالإضافة إلى ذلك يجب أن يتلقى الأشخاص ذوو الإعاقة معلومات حول طرق التخفيف من انتشار العدوى، وخطط الانضباط والالتزام بالإرشادات العامة، والخدمات المقدمة، وذلك بأشكال متعددة ومتنوعة تتاح لهم من خلال آليات تضمن وصولها بشكل واضح.
ونسرد هنا بعض التدابير الهامة التي يجب أخذها بعين الاعتبار:
نتمنى السلامة للجميع
يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل
أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة
الكلمات المفتاحية