د. مصطفى هاشم شريف
مهندس متقاعد من شركة الإتصالات الأمريكية (AT&T)
من خريجي جامعتىٌ القاهرة وكاليفورنيا فرع لوس أنچلوس
معهد ستيڤنس للتقنية بنيو چرسي
رئيس تحرير مشارك في مجلات هندسية وإدارية أمريكية و أوروبي
رئيس اللجنة الفنية لمؤتمر كالايدسكوپ الذي ينظمه الإتحاد الدولي للإتصالات
له مؤلفات ومقالات باللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية.
البريد الإلكتروني: hsherif@comcast.net
تأتي الذكرى العاشرة لتأسيس منظمة المجتمع العلمي العربي في ظروف تؤكد الحاجة إليها وأهمية تدعيمها والإكثار من مثيلاتها. فنحن نشهد تقلص المدّ العلمي في العالم العربي، لا مقارنة بالولايات المتحدة والصين فحسب، وإنما بدول الجوار كإيران وإسرائيل وتركيا. ويصحب هذا التقهقر إنحسار اللغة العربية في رقعة تنكمش نتيجة الإهمال المتعمّد لها. وصدق من قال "بالعلم يبني الناس مُلكهم" فإقتران الجهل بالمال يتبعه السفه، وأسوأ منه إقترانه بالعوز، فيقودان إلى المهانة والمذلة. واللغة أداة للإستقلال أو السيطرة. ثم أن المشرق العربي محل صراع من إسرائيل كرأس حربة أنجلو أمريكية، ومشروعين قوميين إسلاميين أحدهما تركي والآخر إيراني، خمدت فيه فكرة العروبة حتى حسبها البعض معادية للرابطة الإسلامية.
فالمنظمة إذن بارقة أمل، قامت مشكورة بمساعدة الجامعات المنسية في جزر القُمُر، وحضرموت وغيرهما وتولت إصدار كُتب وتنظيم مؤتمرات ورعاية مجلة علمية، لكنها كبادرة فردية لا تستطيع وحدها ضد فيضان الغث وجهود تفتيت الشعوب العربية.
فما الذي يمكن أن تقدمه جمعية أهلية في ظروف كهذه حتى تمتد جذورها في عشريتها الثانية ترقباً لفرج من الله وإنه لآت؟ هذه بعض المقترحات، مطروحة للنقاش:
١- كتابة بيان مقتضب من صفحة أو صفحتين لتأطير العمل في خطة عشرية تحدد الأهداف المرحلية وخطوات تحقيقها ومعايير دقيقة لسبر مقدار هذا التحقيق فالنجاح لا يأت من فراغ، وإظهار المسلمات الفكرية المضمرة ضروري لمناقشتها قبل الإجماع عليها.
٢- من ضمن هذا التأطير أن يُقسّم مجال عمل المنظمة إلى شطرين، الأول مختص بمساعدة الجامعات المنسية والمهملة والثاني متعلق بالنشر العلمي بالعربية. ويمكن الإستعانة في المجال الأول بجهد أهل الخير وهم كُثُر ولله الحمد.
٣- وحيث أن السيادة العلمية الآن خارج العالم العربي، فأقترح أن يقتصر النشر في العشرية التالية على متابعة البحوث في الخارج بالشرح والتفسير والتعليق ويدل تاريخ الحضارات على أن هذه المرحلة ضرورية ولا مفر منها.
٤- تخصيص جزء من الميزانية على تأليف قلوب المُدرسين والأساتذة في المدارس الثانوية والمعاهد والجامعات لتشجيع تلاميذهم وطلابهم على تقديم أبحاثهم باللغة العربية لنشرها في مجلة المنظمة. والمجال واسع فهو يشمل مشاريع التخرج ، وأنشطة النوادي العلمية ورسائل الماجستير والدكتوراه.
٥- دعوة الخبراء والعلماء من ذوي الأصول العربية في الجامعات الأجنبية غرباً وشرقاً وشمالاً وجنوباً بالمشاركة بملخصات عن الحالة الراهنة في مجالاتهم وتخصصاتهم أو حصيلة ما أكتسبوه من علم و قد ييسر عليهم الأمر أن تتولى المنظمة الترجمة نيابة عنهم على أن تراجع هذه الترجمات ليصححوها إن شاءوا.
٦-فتح مجال النشر أمام تجارب التعريب الناجحة في مجال الحاسوب مثل ما قامت به المجموعة العاملة في جامعة ليدز الإنجليزية من أبحاث عن اللغة العربية، وما قامت به لفترة المجلة الدولية لعلوم هندسة الحاسوب التي كانت تنشرها دار لولو دُت كُم lulu.com.
٧- يلاحظ أن بعض المنظمات الدولية كالإتحاد الدولي للإتصالات تنشر كُتباً مُتخصصة باللغة العربية، فيمكن التفاوض معها لنشر بعضها كاملاً أو مختصراً أو مُحدثاً ضمن منشورات المنظمة.
٨- في كل ما سبق، يجب أن تكون اللغة عربية قلباً وقالباً ومنطقاً وأسلوباً، لذا يستحسن أن تتعاقد المنظمة مع بعض المترجمين المتخصصين وأساتذة اللغة العربية وخريجي المعاهد الدينية على مراجعة النصوص وصقلها وتهذيبها لضمان سلاستها وسلامتها.
وبعد، فهذه عجالة أطرحها للنقاش والنقد، والله المُستعان على كل خير.
فيديو تعريفي بمنظمة المجتمع العلمي العربي
عن المنظمة:
– وحدة الدراسات والبحوث
– المجلة العربية للبحث العلمي
– المشاريع