مجلة أجسر – مجلة عربية محكمة في مجال العلوم – زورو موقعنا

إدارة خطر الكوارث على مواقع التراث الثقافي في الإقليم الساحلي السوري

الكاتب

الكاتب : الأستاذ الدكتور المهندس حسين عزيز صالح

المعهد العالي للدراسات والبحوث الزلزالية، جامعة دمشق - سورية

الوقت

07:24 مساءً

تاريخ النشر

14, أكتوبر 2020

يُعد التراث الثقافي بمثابة ثروة ثمينة ومصدر للهوية الحقيقة التي تسهم في الحفاظ على البيئة المحلية لكل مجتمع. ولقد أنتجت التسعة آلاف سنة من الحضارات المتعاقبة في سورية مواقعاً للتراث الثقافي تعتبر من الأكثر إثارةً وروعةً في العالم وبعضها مسجل على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. لقد تأثرت معظم هذه المواقع بالكوارث الطبيعية وخاصة الزلازل بسبب وقوع سورية في منطقة من الأكثر نشاطاً في الزلازل بين الصفائح التكتونية العربية والأورسيوية والأفريقية. ولسوء الحظ، بالإضافة إلى تأثيرات هذه الكوارث الطبيعية، فإن كارثة الحرب المستمرة على سورية منذ آذار 2011 كان لها تأثيراً مدمراً على العديد من هذه المواقع التراثية.

من هنا، فإن رسم خطة عملية متكاملة لتخطيط وإدارة خطر الكوارث على مواقع التراث الثقافي السوري وخاصة تلك التي تضررت نتيجة هذه الحرب الظالمة تعد في غاية الأهمية. ضمن هذا السياق، يتم فهم  التراث الثقافي في نطاقه الأوسع، بحيث يتضمن تطور العلاقات الإنسانية مع البيئة الطبيعية التي تشمل الجوانب المادية وغير المادية لهذا التراث.

في ورقة بحثية نشرت في العدد الأول من "المجلة العربية للبحث العلمي" عرضت حالة دراسية أُجُريت على الأقليم الساحلي السوري تشمل سلسلة من مواقع التراث الثقافي المتواجدة في محيط قلعة الحصن التي تضررت بشكل بالغ نتيجة هذه الأزمة، وأوضح الباحث كيف يمكن تأهيل هذه القلعة وإعادة إحيائها من خلال ربطها وتكاملها مع الفعاليات الحيوية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لمواقع هذه السلسلة المحيطة بالقلعة، مع إمكانية تطبيق هذه الخطة العملية وتطويرها على إعادة بناء وتأهيل جميع مواقع التراث الثقافي الأخرى المتضررة في كافة الأقاليم السورية.

من المعروف أن سورية تقع في جنوب غرب آسيا وعلى شرق البحر الأبيض المتوسط​​، وتبلغ مساحتها 185180 كيلومتراً مربعاً، وتحتل موقعا جيو-سياسياً حساساً ذا بعداً مكانياً فريداً من نوعه بين القارات الثلاث أوروبا وآسيا وأفريقيا. وهذا الموقع والطبيعة المناخية وخصوبة التربة مع توفر المياه جعل من سورية مهداً للحضارات ولديها تراثاً ثقافياً استثنائياً (مثلا، المدن التاريخية والمواقع الأثرية ومجموعات المتاحف، إلخ) كما هو مبين في الشكل  أدناه.

ومع ذلك، فقد تعرضت سوريا للكثير من الكوارث الطبيعية وخاصة الزلازل وهي معرضة دائما لها بفعل وقوعها في منطقة زلزالية نشطة بين الصفائح التكتونية العربية والأروسيوية والأفريقية، مما يؤثر بشكل مباشر وسلبي على هذا التراث. بالإضافة إلى ذلك، فالتأثير البشري مثل الحروب في الماضي والحرب الكارثية المدمرة الحالية التي لم يسلم منها بشر ولا شجر ولا حجر على هذه الأرض الطيبة، الحرب المستمرة في سورية منذ آذار 2011 ، لها تأثير مدمر على العديد من المعالم التاريخية والثقافية مما تسبب في الإضرار بها أو تدميرها بشكل كامل، حيث تم نهب وتدمير تلك المواقع الأثرية بشكل ممنهج وبدون رحمة ومنها قلعة الحصن الشهيرة  التي كانت قبل أن تبدأ هذه الأزمة الحالية واحدة من جواهر تاج السياحة السورية ودرة الأوابد الأثرية المسجلة على لائحة التراث العالمي. أضف إلى ذلك، الإهمال المتعمد أوالناشئ عن الجهل بقيمة هذا التراث، كل هذه العوامل أدّت إلى تردي وضع التراث الثقافي السوري بمعناه الواسع المادي والمعنوي.

تعرض هذه الورقة الوضع الحالي للتراث الثقافي المتضرر في سورية مع التطلع لإعادة بناءه وتأهيله من خلال تطبيق خطة متكاملة مبنية على أنشطة تخطيط وإدارة خطر الكوارث على قلعة الحصن المتضررة من خلال ربطها وتكاملها مع الفعاليات الحيوية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لسلسلة من مواقع التراث الثقافي الأخرى المحيطة بالقلعة. تتكون الحالات الدراسية المختارة التي سيتم تطبيق هذه الخطة المتكاملة عليها من مجموعة من مواقع التراث الثقافي الواقعة في الأقليم الساحلي السوري. تقع الحالة الدراسية الأولى المراد تطويرها في هذه الورقة في محافظة طرطوس وتتكون من المواقع التراثية التالية: قلعة الحصن، دير مار جرجس الحميري، برج صافيتا، مدينة عمريت، جزيرة أرواد، قلعة المرقب، برج الصبي. أما الحالة الدراسية الثانية التي سيتم تطويرها في المستقبل، فتقع في محافظة اللاذقية وتتألف من مدينة أوغاريت، والمسرح الروماني والأوبرا في وسط مدينة جبلة، القوس الروماني المنتصر في وسط مدينة اللاذقية، وقلعة صلاح الدين. توضح الورقة أيضا المفاهيم الرئيسية التي تدور حول الكوارث وتقييم الخطر وقابلية التضرر، وتحديد المخاطر الرئيسة والثانوية وتحليلها وإدارتها من خلال تأثيراتها ذات البعد المكاني على قلعة الحصن. وتصف مكونات تقييم الخطر بأدواته الاستراتيجية والتخطيطية، وتعرض عملية اختيار المخاطر ذات الصلة بالبعد المكاني لاستخدامها في تصميم النموذج المتكامل لإدارة خطر الكوارث، وتحدد الإطار الاستراتيجي المعتمد للاستجابة لجميع أنواع المخاطر المؤثرة على مواقع التراث الثقافي في الأقليم الساحلي السوري. تنتهي هذه الورقة ببعض التوصيات والاستنتاجات والعمل في المستقبل.
 

  • الورقة كاملة تجدونها مجانية على رابط المرجع.

> المرجع: خطة عملية متكاملة لإدارة خطر الكوارث على مواقع التراث الثقافي: حالة دراسية في الإقليم الساحلي السوري

> المؤلفون: حسين عزيز صالح

 

البريد الإلكتروني للكاتب: hussainazizsaleh@gmail.com

الزوار الكرام: يسعدنا مشاركتكم وتواصلكم حول هذا المقال

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

license
1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
Shazadrr619@gmail.com
Shazadrr619@gmail.com
10/14/2024 5:41 مساءً

يعطيك العافية

عنوان التعليق
بالتوفيق دكتورناا 🌸🌸 يعطيك العافية يارب
guest

شبكاتنا الاجتماعية

  • facebok
  • twitter
  • Instagram
  • Telegram
  • Youtube
  • Sound Cloud

يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة

icons
1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x