أصدر رشدي راشد، مؤرخ العلوم العربية المعروف، كتابا جديدا قبل أسابيع حول توازن السوائل (هيدروستاتيكا، hydrostatics) عند مانالاوس، حقق فيه الترجمة العربية القديمة لكتاب مانالاوس وأضاف إليه ما أورده من هذا الكتاب عبد الرحمن الخازني في "كتاب ميزان الحكمة"، إضافة إلى شرح كتاب مانالاوس الذي وضعه محمد بن الهيثم.
وهذه الإحالة المرجعية الكاملة للكتاب:
- Roshdi Rashed, L'hydrostatique de Ménélaüs: Introduction, édition et traduction (Berlin: De Gruyter, Series: Scientia Graeco-Arabica, 27, 2020.
DOI: https://doi.org/10.1515/9783110698985.
Language: French, Arabic. Format: 24.0 x 17.0 cm. Pages: VII+ Pages Arabic: 166, Illustrations BW: 16. Hardcover, ISBN: 978-3-11-069815-2.
صدر الكتاب في صيغتين، ورقية وإليكترونية، من دار النشر العريقة دو غرويتر ببرلين، التي نشرت على مدار السنوات الماضية، سلسلة معتبرة من تحقيقات ودراسات رشدي راشد في العلوم العربية.
يمكن الاطلاع على محتويات الكتاب عبر الرابط الموالي:
وتقدم الصورة التالية قائمة محتويات الكتاب:
مانالاوس الإسكندراني (Menelaus of Alexandria) عالِم إغريقي معروف عاش في القرن الأول الميلادي وألف كتابا في الأشكال الكروية تُرجم إلى العربية عدة مرات، وكتاباً في توازن السوائل، وصلا إلينا في صيغتهما العربية فقط، بعد ضياع أصلهما الإغريقي. يندرج الكتاب الثاني في تقليد كتاب أرخميدس الشهير حول طفو الأجسام، حيث نجد مبدأ أرخميدس المعروف. وقد عرف كتاب مانالاوس انتشارا في التقليد العربي للحيل والأثقال منذ القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي، ونشر عبد الرحمن الخازني صيغة مختصرة منه في كتابه المعروف "كتاب ميزان الحكمة": (المقالة الأولى، الباب الرابع: "مسائل مانالاوس في الثقل والخفة"، حيدراباد: دائرة المعارف العثمانية، 1358 [1940]، ، صص. 22- 23).
حقق رشدي راشد كتاب مانالاوس لأول مرة انطلاقا من نسخة مخطوطة واحدة هي كل ما وصلنا من نسخه الخطية، وأرفقه بشرح وضعه فيلسوف وعالِم عربي يسمى محمد بن الحسين بن الهيثم (عاش في نهاية القرن العاشر وبداية الحادي عشر بعد الميلاد)، وهو سَمِيُّ عالم الرياضيات والفلك والمناظر المعروف الحسن بن الهيثم. لكن رشدي راشد يؤكّد في دراسات عدّة أنه غير ابن الهيثم المعروف. يمكن العودة بهذا الصدد إلى التحليل المفصل الذي خصصه رشدي راشد للموضوع في كتابه: "الرياضيات التحليلية بين القرن الثالث والقرن الخامس للهجرة" (الجزء الثاني: "ابن الهيثم"، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2011، صص. 36-55).
ويتألف كتاب رشدي راشد الجديد حول التقليد العربي لهيدروستاتيكا مانالاوس من مقدمة (صص. 1-24) ومن فصلين. تقدّم المقدمة معلومات تاريخية مفيدة لمعرفة السياق التاريخي والعلمي لتأليف كتاب مانالاوس وظروف انتقاله إلى التقليد العلمي العربي، وتفيد القارئ بتحليل رياضي مفصّل لمحتويات الكتاب عبر ترجمتها إلى لغة رمزية حديثة.
وفي الفصل الأول (صص. 25-91) نجد معلومات بيو-بيبليوغرافية مفصلة لمانالاوس وأعماله في الرياضيات والهيدروستاتيكا، وتحقيقا للترجمة العربية لكتابه: "كتاب مانالاوس إلى طِ…رطاس الملِك في الحيلة التي يُعرَف بها كل واحد من عدة أجسام مختلِطة". ويصاحب التحقيق ترجمة فرنسية وتتبعهما صفحات تعرض ما أورده الخازني من كتاب مانالاوس.
ويقدّم الفصل الثاني (صص. 93-142) شرح محمد بن الهيثم لكتاب مانالاوس مرفوقا بترجمة فرنسية، وترافقه فقرات تبيّن أن هذا العالم والفيلسوف ليس هو الحسن بن الهيثم، وأنه هو مؤلف كتاب "في هيئة العالم" المنسوب للحسن بن الهيثم.
وفي الأخير، يُختتم الكتاب بسلسلة من الصور الفوتوغرافية لمخطوط الترجمة العربية القديمة لكتاب مانالاوس في توازن السوائل (صص. 144-159)، وبقائمة مرجعية وفهرس عام للأسماء.
يقدم هذا الإنتاج الأكاديمي الهام للبروفيسور راشد نصوصا عربية، بعضها لم يسبق نشره من قبل، حول أحد أوجه التقليد العربي لعلم الأثقال الذي لا يزال الكثير من مؤلفاته الكبرى مطوية في المخطوطات. ونأمل أن تتاح الفرصة لنشرها ودراستها، لكي يطّلع العالَم الأكاديمي على وجه هام من أوجه الفيزياء المكتوبة بالعربية في العصر الكلاسيكي.
البريد الإلكتروني للكاتب: mohamed.abattouy@dohainstitute.org