الأجسام المضادة “مونوكلونال”
الكاتب : د. رضا محمد طه
الكاتب : بن داوود رقية
باحثة في سلك الماستر بكلية الآداب و العلوم الإنسانية - المغرب
04:13 صباحًا
18, مايو 2020
تنوعت موارد التنمية العمرانية داخل النسيج العتيق، وتنوعت معها تجارب المدن المصنفة في قائمة التراث الإنساني العالمي، حيث تتم في هذا الإطار صياغة رؤية شمولية لإنقاذ التراث المعماري داخل النسيج العتيق باعتبار هذا الأخير مجالا للفقر الذي يعتبر جزءا من حزام البؤس والإقصاء الاجتماعي لأن العلاقة تكمن بين السياحة والصناعة التقليدية من خلال دور المدينة القديمة في الجذب السياحي.
يضم التراث المعماري في ثناياه محاكاة لهوية المجتمع الثقافية والرمزية، و قد حظي البعض من هذا التراث بتصنيف من قبل اليونسكو، حيث أضحى يشكل مورداً ثمينا يجمع ما بين الهندسة ومهارة البناء التي تعكس تاريخ وثقافة مجتمع منذ عدة قرون مضت.
ساهمت عدة عوامل في إحداث تحولات هيكلية مست التنظيم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للنسيج العتيق، ولعل أهمها : النمو الديمغرافي، ضعف الدخل، تراجع اقتصاديات الصناعة التقليدية، بالإضافة إلى الإهمال والتدهور بسبب قلة الصيانة واللامبالاة من قبل القاطنين الذين ما فتئوا يمارسون سلوكات لا تلائم المجالات الحضرية العتيقة. وتعتبر ظاهرة الفقر من الظواهر الأكثر انتشارا والتي اتخذت عدة أشكال و تجليات بالأنسجة العتيقة.
عرفت المدن العتيقة تحولا بنيويا منذ تسرب نمط اقتصادي جديد، مما أدى إلى تغيير الأنماط والقيم الحضرية، وتعمق ذلك مع النمو الديمغرافي الناتج عن الهجرة منها وإليها.
لاشك أن تفاقم ظاهرة الفقر أصبح واقعا يفرض نفسه داخل النسيج الحضري العتيق، وفي هذا الإطار يمكن طرح الإشكالية التالية:
يعتبر الفقر ظاهرة اجتماعية، فهو ليس فقط نقص على مستوى الدخل أو قلة فرص العمل، بل يدخل في إطار تهميش لشريحة معينة في المجتمع، ولعل السبب في تدني هذه الوضعية يتجلى في :
يلاحظ أن مقاييس الفقر القائمة على مستوى المعيشة موضوعية وتصف بدقة فقر الدخل، لكن هذه المقاييس تسقط عوامل الفقر الأخرى غير الدخل والإنفاق .
إن هذا المؤشر يعتبر أيضا من المؤشرات الدقيقة لقياس الفقر. بيد أنه يقيس فقط الفقر المدقع بافتراض أن الفقر هو سوء التغذية، وهناك أسلوبين اعتمدنا عليهما لتقييم الفقر في النسيج العتيق وهما: تكلفة الوجبة الغذائية ومكونات الوجبة الغذائية.
مبيان رقم 2 : توزيع حيازة السكن بالنسيج العتيق (نموذج مقاطعة فاس المدينة).
و ترجع الأسباب التي دفعت الأسر إلى الاستقرار بالنسيج العتيق إلى:
خريطة: نسبة السكان التي تعيش في درجة بؤس كبيرة بمجال الدراسة(مقاطعة فاس المدينة).
يتسم النسيج العتيق بالكثافة السكانية المرتفعة وتدني مستوى الدخل والمستوى المعيشي وتراجع المستوى التعليمي هكذا أصبح الفقر جزءا من حزام البؤس و الحرمان والإقصاء الاجتماعي، وبالتالي الفقر كظاهرة اجتماعية سيظل كمحصلة لمجمل الأوضاع والتناقضات في البناء الاجتماعي.
و أمام تطلعات ساكنة النسيج العتيق لفاس على أمل تحسين ظروفها المعيشية كان هناك تدخل لبعض الفاعلين لإنقاذ الفئات المعوزة لهذا النسيج، وبالتالي إنقاذ التراث المعماري الذي كان ولازال مجالا للصناعة التقليدية ومكانا للعيش ووجهة سياحية وذلك عن طريق ترسيخ خطط التنمية السياحية وتحسين مؤشرات التنمية البشرية وكذا مجموعة من مشاريع التثمين والترميم ورد الاعتبار للمدينة القديمة و كذا الحد من النزيف الديمغرافي، إلى جانب محاربة الهشاشة.
وفي هذا الصدد تعتبر اتفاقية (2018.2022) في إطار التثمين ومحاربة الإقصاء الاجتماعي إحدى المشاريع التي رسخت رؤية شمولية لإنقاذ التراث المعماري العتيق وذلك بهدف التنمية المستدامة لهذا النسيج، ولعل أهم ما جاء فيها:
يعتبر تثمين الموروث الثقافي للمدينة العتيقة لفاس ضرورة ملحة للنهوض بالرأسمال اللامادي والروحي والثقافي، لهذا يجب وضع خطة تنموية على المستوى العمراني والاقتصادي والاجتماعي والسياحي لتأهيل النسيج العتيق، وذلك بتعبئة جميع المتدخلين والفاعلين في التراث في إطار مقاربة مندمجة ومتعددة القطاعات لتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية والتنمية المستدامة للموروث الثقافي.
المراجع
البريد الالكتروني للكاتب: anasroukia@gmail.com
الكلمات المفتاحية