التين الشوكي بديل فعال للشعير في علف الجمل العربي
الصغير محمد الغربي
الكاتب: أ.د عودة الجيوسي
نائب رئيس الجمعية العلمية الملكية للعلوم والبحث
03:04 صباحًا
17, يوليو 2012
أول ما يتناهى للمرء عندما يسمع كلمة الإصلاح يظن بأن الإصلاح يقتصر فقط على البعد السياسي نظراً لتصدر هذا الموضوع في الخطاب الإعلامي والفضاء العام، ولكن القصور في هذه النظرة له تداعيات وعواقب سلبية على منظومة الإصلاح الشامل بكل أبعاده التي تشمل منظومة العلم والتعليم والإبداع والبعد الإجتماعي والإقتصادي و البيئي.
وهذا الفهم يمكن تفسيره كنتاج استعارة دول العالم الثالث لفلسفة التعليم الغربي التي قامت على تفكيك العلوم المختلفة، و ذلك لرفد سوق العمل الذي يحتاج لمهارات محددة و متخصصة. وهذا التفكيك في منظومة التعليم إنعكس سلباً على نظرتنا في فهم الإصلاح على أنه عناصر مفككة لا إرتباط بين البعد السياسي والإجتماعي والإقتصادي والبيئي والأهم إرتباطه بالتعليم والعلم والإبداع. بالإضافة إلى أن هذا النسق من التفكير أثّر على بنية العقل ورؤية العالم التي ترى وجود أولويات ضمن المكونات المشكّلة للإصلاح، فقد يرى البعض بأن البعد السياسي هو الأهم في الإصلاح وباقي الجوانب هي لاحقة وهامشية إن لم تكن ترفاً فكرياً.
سأركز في هذا المقال على دور العلم و التعليم في رفد عملية الإصلاح الشامل، و فيما يلي بعض الملاحظات التي توضح ما أرمي إليه:
إن الإصلاح يبدأ عندما يعزز التعليم فلسفة نقد المجتمع والسياسات العامة وتقديم الحلول المحلية المبدعة التي تشجع العمل التطوعي والريادة والخدمة العامة و تغليب المصلحة العامة على الخاصة و الإحساس العميق بالمسؤولية و تجاوز ثنائية الديمقراطية والأمن والحكومة والمجتمع المدني. التعليم الناقد والإبداعي يمثل فرصتنا الكامنة لإمتلاك ناصية المستقبل. وهذا يتطلب البيئة التعليمية الممكنة للتعلم التفاعلي والتجريبي ويتطلب المعلم المؤهل والإعلام المستنير وسياسات التعليم و العلوم التي تحفز الإبداع وتولد براءات الإختراع و الصناعات المحلية الصغيرة والمتوسطة.
خلاصة القول، إن الإصلاح المستدام هو الذي يولد ثقافة جديدة للعلم وينير العقل و الفكر لإعتماد المنهج العلمي في المناظرة وتوفير الدليل والتحليل الموضوعي للوصول إلى مجتمع المعرفة، وهذا المجتمع هو الذي يمتلك بوصلة المستقبل ويستبصر خيارات المستقبل عبر تطوير مجتمع مدني قادر على تطوير خطاب جديد للعلم و التعليم و الإبداع.
البريد الإلكتروني للكاتب: odjayousi@gmail.com
الكلمات المفتاحية