الكليات غير المنظورة
د. موزة بنت محمد الربان
الكاتب : عبدالحكيم محمود
صحفي علمي يمني
04:15 صباحًا
05, أبريل 2011
البيئة هي الاطار الذي يعيش فيه الانسان ومنها يحصل على مقومات حياته من غذاء وكساء ودواء ومأوى وغيرها من متطلبات الحياة وتشكل الموارد الطبيعية ومنها أنواع الكائنات الحية المختلفة من تلك الموارد التي يحتاجها الانسان في تلبية احتياجاته، ولكن سعي الانسان الى تلبية تلك المتطلبات والاحتياجات وزيادة الانشطة البشرية وتنامي الانشطة الصناعية قد عمل على تدهور الانظمة البيئة وتلوتها واستنزافها ومنها تدهور واستنزاف انواع الكائنات الحية.
كما أدى ذلك الى فقدان كثير من مواطن التنوع الحيوي وأصبحت العديد منها مهددة بالانقراض أو في عداد الكائنات المنقرضة ومنها ما أصبح نادرا ومحدود العدد، لقد انعكس تدهور واستنزاف الأنظمة الطبيعية الى تاثيرات سلبية على التوازن البيئي ومستقبل الحياه على كوكب الارض الامر الذي دفع بالمجتمع الدولي بمختلف منظماته ومؤسساته الرسمية والشعبية الى اتخاد عدد من الاجراءات الهادفة الى صون الطبيعة والمحافظة على الموارد الطبيعية وكائناتها وتنوعها من خلال سن القوانين والتشريعات والاتفاقيات الدولية والاعلان عن بعض المناطق كمحميات ومواقع للتراث الطبيعي من اجل صيانه الكائنات الحية والحفاظ عليها داخل اوضاعها الطبيعية وخارجها وخاصة تلك المناطق الحاضنة لانواع متعددة من النباتات والحيوانات والطيور والاحياء المائية والبحرية وغيرها من الاحياء النادرة والمهددة بالانقراض.
وتعتبر جزيرة سقطرى وأرخبيلها هي واحدة من تلك المناطق التي لم تعد محمية طبيعية وطنية أو إقليمية فحسب، بل ضمن منظومة التراث العالمي والإنساني وواحدة من أهم المناطق التي تحتفظ بأنواع نباتية وحيوانية نادرة حتى أصبحت من المناطق المرشحة لأن تكون ضمن مجموعة عجائب الدنيا لقد أدرجت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ارخبيل سقطرى ضمن قائمة الترات العالمي باعتبارها موقع استثنائي من حيث التنوع الكبير في نباتاته وكذا حيوانته، كما أدرجت في قائمة الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي الذي تم إقراره من قبل برنامج الإنسان والمحيط و اعتبرت حينها أول محمية في منطقة الخليج العربي والجزيرة العربية ومن أهم أربع جزر في العالم من حيث التنوع الحيوي.
وقد حظيت سقطرى أيضا باهتمام برنامج الأمم المتحدة للبيئة عند انعقاد قمة الأرض في ريو جانيرو البرازيلية عام 1992 حيث جاء في مقرراتها ان أرخبيل سقطرى ضمن تسع مناطق في العالم لا تزال بكرا ولم تصبها أي تشويه أو استخدام جائر ومفرط، ويعتبر علماء الطبيعة والاحياء ان سقطرى ارض بكر تحتضن اكبر تجمع نباتي للنباتات المستوطنة والنادرة التي لاتنمو في أي مكان في الارض وتوصف ايضا باعتبارها احدى المخازن الطبيعية للاصول الوراثية لانواع النباتات النادرة ومن بين اهم مناطق العالم للارث الطبيعي للانسانية ومتحف طبيعي للكائنات وتزخر سقطرى الى جانب النباتات النادرة با انواع فريدة ومتميزة من انواع الاحياء البرية والمائية والبحرية.
وضع التنوع الحيوي في العالم
يقصد بالتنوع الحيوي تباين الكائنات العضوية الحية المستمدة من كافة المصادر بما فيها النظم الايكولوجيا الارضية والبحرية والاحياء المائية ويقد رالباحثون عدد الانواع الحية الموجودة على الارض بين 5 ملايين و80 مليون ولايعرف حتى الان العدد على وجة الدقة كما لم يعرف حتى الان اوصاف وخصائص كائنات الارض الحيوية الا قرابة 1,4 مليون من هذه الانواع بينها 25000 نوع من النباتات و750000 حشرة و41000من الفقاريات ويتكون الباقي من مجموعة اللافقاريات والفطريات والطحالب وغيرها من الكائنات الحية الدقيقة.
لقد اشار معظم الباحثين الى ان ربع مجموع التنوع الحيوي على الارض مهدد بالانقراض خلال الاعوام العشرين او الثلاثين المقبلة وسيؤدي ذلك الى خسارة محتملة تتراوح بين 15000 و50000 نوع في السنة أي بين 40 و140 نوع في اليوم وفي الوقت الحالي يوجد حوالي 3956 نوع مهدد بالخطر و3647 نوعاً معرضا للخطر و7240 نوعاً نادراً اضافة الى ذلك فقد اشارت العديد من الدراسات والتقارير الدولية الخاصة با اوضاع التنوع الحيوي في العالم إلى:
وتعيد اتفاقية الامم المتحدة للبيئة اسباب خسارة الانواع النباتية الى عدة عوامل ابرزها التلوث والاستنزاف وادخال عينات غريبة وفقدان الموائل وبالمثل بالنسبة للانظمة الايولوجية الاخرى وعناصرها الحيوية التي يغلب على اسباب تدهورها الاستنزاف والتلوث والصيد الجائر وتدعو الامم المتحدة الى حماية التنوع الحيوي من الانقراض والتدهور الى تبني اعلان مناطق المحميات الطبيعية.
المحميات الطبيعية ومواقع التراث الطبيعي
المحمية الطبيعية هي عبارة عن مساحة من الارض والمياه الداخلية والساحلية تتمتع بحماية خاصة لصون بيئاتها لحماية انواع من النباتات والحيوانات والطيور والاحياء المائية من الانقراض بما في ذلك المواقع الاثرية وكلا من المواقع الطبيعية والاثرية ايضا تدخلان ضمن مفهوم التراث الثقافي العالمي والانساني. إن المحميات الطبيعية هي إحدى الوسائل التي تعمل على حفظ التنوع الحيوي والحفاظ على ماتبقى من النظم الطبيعية ومواردها الحيوية من هنا تكتسب مناطق المحميات الطبيعية أهميتها با عتبارها إحدى الوسائل الهامة لاعادة تاهيل تلك المناطق واستعادة تواجد تلك الكائنات المهددة بالانقراض والنادرة، للمحميات الطبيعية تاريخ طويل في حياة البشرية على الارض يعود الى العام 252 ق م عندما اصدر إمبراطور الهند اوساكا قانون حماية الحيوانات والأسماك و الاحراج.
وقد أقيمت اول حديقة في التاريخ في الولايات المتحدة الامريكية عام 1872 وهي حديقة الصخرة الصفراء وفي الوطن العربي فقد تم الحفاظ على هذه الثروة الطبيعية قديما باعتمادهم على الانظمة التقليدية واهمها نظام المحاجرفي جنوب الجزيرة العربية ونظام الحمى التقليدية في بلاد الشام ونظام المراهق في اليمن واعراف حماية الحياة البرية والحيوانية وذلك عبر تحديد مواعيد الصيد وقنص الحيوانات البرية وانواعها واعراف اخرى لاستخدام الاراضي والمياه وجمع الاحطاب من الاشجار الميتة في العام 1969 اقر الاتحاد الدولي لصون الطبيعة IUCN انواع المحميات الطبيعية واهدافها كما حددت اليونسكو انواع اخرى من المحميات ونجملها في الانواع التالية:
وتعتمد المنظمات الدولية ذات الاهتمام في الحفظ على التنوع الحيوي ودعم المحميات الطبيعية والانظمة البيئية ومنها الاتحاد الدولي لصون الطبيعة على عدة معايير لاختيار المناطق كمجميات طبيعية ابرزها:
البريد الإلكتروني للكاتب: abualihakim@gmail.com
الكلمات المفتاحية