أعلن الباحثون عن اكتشاف أحد أقدم طيور الجواثم المعروفة منذ 52 مليون سنة. واكتشف العلماء أقرب أقرباء العصفوريات أو الجواثم، وهي حفرية عمرها 52 مليون سنة بمنقار سميك منحني لأكل البذور. وعلى الرغم من أن هذه الطيور تملأ الكرة الأرضية تغريدًا حاليًا، إلا أنها كانت نادرة في العصور القديمة.
ويقصد بالطيور الجاثمة أي أنها تتلبّد بالأرض، وتلزم مكانها، والجواثم هي الطيور الأكثر شيوعًا في العالم اليوم، وهي منتشرة في جميع أصقاع الأرض، وتشمل فيما تشمل عصافير الدوري، وأبو الحنا، والشُّرشُوريَّات والغربان، وغيرها من الطيور. الجواثم رتبة من الطيور ينتمي إليها أكثر من نصف طيور العالم، وتحتوي على أكثر من 6500 نوع من أصل عشرة آلاف نوع من الطيور على قيد الحياة اليوم.
تعرف أيضاً بطيور الحدائق، حيث تعيش أغلبها في المروج الخضراء، والغابات، ومنها ما تعيش في أراضٍ عشبيّة. ويسكن معظم أفراد رتبة العصفوريات الأشجار وخاصة في المناطق الاستوائية، وتوجد في أي مكان في اليابسة وتصل للقطب الشمالي ولكنها لا توجد في منطقة القطب الجنوبي.
نشر البحث في دورية "كارنت بيولوجي"، وقال الدكتور لانس غراندي، المؤلف المشارك للدراسة، أمين المتحف المتميز في متحف فيلد في مدينة نيغاوني في شيكاغو بولاية ميشيغان في بيان صحفي للمتحف: "هذه واحدة من أقدم الطيور الجاثمة المعروفة. إنها رائعة لأن العصفوريات أو الجواثم تشكل معظم أنواع الطيور اليوم، لكنها كانت نادرة للغاية في ذلك الوقت. هذه العينة بالذات رائعة". وأضاف: "إنه هيكل عظمي كامل به ريش لا يزال ملتصق به، وهو نادر للغاية في السجل الأحفوري للطيور."
تصف الورقة البحثية نوعين من الطيور الأحفورية، نوع من ألمانيا عاش قبل 47 مليون سنة، وآخر عاش قبل 52 مليون سنة فيما يعرف الآن بوايومنغ غرب الولايات المتحدة، وهي فترة تعرف باسم العصر الأيوسيني المبكر.
الطائر الذي عثر عليه أولا في وايومنغ يدعى Eofringillirostrum boudreauxi هو أقدم عينة معروفة لطائر بمنقار يشبه منقار العصافير، وهو قريب الشبه من عصافير الدوري وطيور الشُّرشُوريَّات اليوم. وينعكس هذا التراث في اسمه. تعني كلمة Eofringilllirostrum منقار عصفور الفجر في إشارة إليه كأقدم عينة معروفة من الطيور من هذا النوع (وفي الوقت نفسه، boudreauxi هو إشارة إلى تيري وغيل بودريكس، وهما داعمين للعلوم لفترة طويلة في متحف فيلد). ويقول المؤلف المشارك جيرالد ماير من معهد سينكينبيرج للأبحاث في فرانكفورت: "لقد تمكنا من إثبات وجود تنوع مماثل في أنواع المناقير التي تم تطورها بالفعل في العصر الأيوسيني في أسلاف قديمة للغاية من الجواثم".
تشير المناقير السميكة للطيور الأحفورية إلى نظامها الغذائي. ويقول دانييل كسيباكا، المؤلف الرئيسي للورقة البحثية وأمين متحف بروس في كونيتيكت:"هذه المناقير مناسبة بشكل خاص لاستهلاك البذور الصغيرة والصلبة". ويضيف كسيباكا: "تشير المسافة الكبيرة بين موقعي الحفريات إلى أن هذه الطيور كانت منتشرة على نطاق واسع خلال العصر الأيوسيني، في حين أن ندرة الحفريات المعروفة توحي بوجود عدد قليل من الأفراد".
يعرف أي شخص يربي طائر أن الكثير من الطيور مهووسة بأكل البذور، ولكن أكل البذور هو ظاهرة بيولوجية حديثة إلى حد ما. ويقول غراندي: "ربما كانت الطيور الأقدم تأكل الحشرات والأسماك، وقد يكون البعض منها يأكل السحالي الصغيرة على الأرجح ". ويضيف: "قبل هذا الاكتشاف، لم نكن نعرف الكثير عن بيئة الجواثم الأولى. تعطينا أحفورة "إي. بودروشي" نظرة مهمة على هذا. "
وقد تم العثور على الطيور المتحجرة بالقرب من بحيرة فوسيل، قرب نصب فوسيل التذكاري الوطني. وفي حين كانت الطيور الجاثمة نادرة قبل 52 مليون سنة، كان "إي بودروشي" سعيد الحظ ليعيش ويموت بالقرب من بحيرة فوسيل، لأنه موقع مشهور بظروف مثالية لتكوين المتحجرات. ويقول غراندي: "إن بحيرة فوسيل هي صورة حقيقية لمجتمع بأكمله محجوز في الحجر، فهي تحتوي على كل شيء من الأسماك والتماسيح إلى الحشرات وحبوب اللقاح والزواحف والطيور والثدييات المبكرة". "لقد أمضينا الكثير من الوقت في التنقيب في هذه المنطقة، ولدينا سجلًا بالأشياء النادرة جدًا".
لاحظ غراندي أن بحيرة فوسيل توفر نظرة فريدة للعالم القديم، وهي واحدة من أكثر صور الحياة تفصيلاً على الأرض بعد انقراض الديناصورات (ما عدا الطيور) قبل 65 مليون سنة. ويفسر غراندي هذا الأمر: "إن معرفة ما حدث في الماضي يمنحنا فهمًا أفضل للحاضر وقد يساعدنا في معرفة أين سنذهب للمستقبل".
يخطط غراندي لمواصلة استكشافه للموقع المحلي، ويقول: "كنت أذهب إلى بحيرة فوسيل كل عام طوال السنوات الـ 35 الماضية، وإيجاد هذا الطائر هو أحد الأسباب التي تجعلني أستمر في الذهاب إليها. إنها ثرية للغاية، ونحن مستمرون في العثور على أشياء لم يرها أحد من قبل".
المراجع:
البريد الإلكتروني للكاتب: tarekkapiel@hotmail.com | tkapiel@sci.cu.edu.eg