جائزة نوبل في الفيزياء 2017 لمكتشفي موجات الجاذبية الثقالية
الكاتب : عبدالحكيم محمود
الكاتبين : أ.د. عبدالرؤوف علي المناعمة - روان حسن ريدة
الجامعة الإسلامية - غزة/ فلسطين
04:54 مساءً
01, ديسمبر 2016
يُقام اليوم العالمي للإيدز في الأول من ديسمبر من كل عام، ويمثل فرصة متجددة لتوحيد وتكثيف الجهود المبذولة لمكافحة مرض نقص المناعة البشري (الإيدز) وتجنيد الدعم المالي بغرض البحث العلمي الموجهة للتخلص من هذا المرض سواء بالعقاقير الطبية أو اللقاحات، وكذلك لدعم الملايين من البشر المصابين بفيروس نقص المناعة البشري (HIV) وقد أُقيم اليوم العالمي للإيدز للمرة الأولى عام 1988.
يُقدّر عدد الأشخاص المصابين بفيروس الإيدز حول العالم بنحو 37 مليون شخص، وعلى الرغم من أنه لم يتم التعرف على الفيروس إلا في عام 1984، إلا أن المرض قد تسبب في وفاة ما يزيد عن 35 مليون شخص، ولهذا فقد تم تصنيفه ضمن الأوبئة الأكثر فتكاً في التاريخ جنباً إلى جنب مع الطاعون والسل الرئوي والكوليرا وشلل الأطفال. وفي ظل التقدم العلمي والصحي والجهود الحثيثة التي يتم بذلها في سبيل محاربة فيروس الإيدز، استقرت معدلات الإصابة بالفيروس في مناطق مختلفة حول العالم وانحدرت في مناطق أخرى. بينما ما زالت المعدلات في تزايد مستمر في الوطن العربي، حيث يبلغ عدد الأشخاص الذين يعيشون مع فيروس الإيدز حوالي 230،000 شخص. يعتقد أن تفاقُم الوبائية في الوطن العربي هو بفعل العديد من العوامل، من بينها: الاضطرابات السياسية، النزاعات، الفقر، وانعدام الوعي بسبب المحظورات الاجتماعية.
وبالرغم من امتلاك الوطن العربي لأدنى معدل إصابة بالفيروس بالمقارنة مع الأقاليم المختلفة حول العالم، إلا إنه صاحب الوبائية الأسرع نمواً. وربما ما زال العديد من الأشخاص يجهلون الحقائق المتعلقة بكيفية حماية أنفسهم وحماية الآخرين من الإصابة بالفيروس. لهذا فإن إحياء اليوم العالمي للإيدز يُعد غاية في الأهمية، لأنه مناسبة تذكّر الجمهور والحكومات بأن مشكلة انتشار الفيروس مازالت قائمة، وأن هناك ضرورة مُلِّحة لدعم الأبحاث وتكثيف الجهود في مجال العلاج والوقاية، ورفع مستوى الوعي وتحسين التعليم.
التعريف بالمرض
يسبب مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) فيروس يُعرف باسم (فيروس نقص المناعة البشري). ويُعد هذا الفيروس واحداً من أصعب وأخطر التحديات التي تواجهها الصحة والتنمية. وتكمن خطورته في قدرته على الانتشار عبر سوائل الجسم، ومهاجمته للنظام المناعي، تحديداً كتلة التمايز 4 (CD4) أحد أنواع الخلايا التائية (T-Cells) وهي نوع من خلايا الدم البيضاء التي تحارب العدوى وتعتبر خلايا محورية في تنظيم عمل جهاز المناعة. تتحرك هذه الخلايا في جميع أنحاء الجسم فتساعد في تحديد وتدمير الجراثيم مثل البكتيريا والفيروسات.
يستهدف فيروس الإيدز خلايا CD4 من خلال ارتباطه على سطح الخلايا ومن ثم دخوله هذه الخلايا بحيث يصبح جزءاً منها، ويتضاعف داخلها ويتسبب في موت هذه الخلايا مسبباً انخفاض تدريجي في عدد خلايا CD4، يُعطي عدد خلايا CD4 مؤشراً على صحة الجهاز المناعي للإنسان، ويتم عدها من خلال قياس عدد خلايا الدم في المليمتر المكعب من الدم. إن ارتفاع عدد هذه الخلايا يُعد مؤشراً على جهازٍ مناعة قوي. ويتراوح عدد خلايا CD4 للشخص الذي لا يملك فيروس الإيدز يكون ما بين 500 و 1500. ويعتبر الأشخاص الذين يعيشون مع فيروس الإيدز و لديهم عدد CD4 أكثر من 500 ,غالباً لديهم صحة جيدة . بينما الأشخاص الذين يعيشون مع فيروس الإيدز ولديهم عدد خلايا CD4 أقل من 200, مهددون أكثر من غيرهم بالإصابة بالأمراض الخطيرة.
يعتقد العلماء بأن أحد أنواع الشمبانزي والمتواجدة في وسط أفريقيا، بأنها مصدر لنشوء العدوى بفيروس الإيدز. ويعتقد العلماء أن النسخة من هذا الفيروس في الشمبانزي تدعى ب (فيروس نقص المناعة القرديSimian immunodeficiency viruses)، ومن المرجح أن يكون قد انتقل للبشر عند قيامهم باصطياد قرود الشمبانزي واتصالهم بالدم المصاب وتحول ليصبح فيروس نقص المناعة البشري. تشير الدراسات إلى أن فيروس الإيدز قد تخطى حاجز القردة إلى البشر في أواخر القرن التاسع عشر. وعلى مدى عقود، أخذ هذا الفيروس بالانتشار ببطء عبر أفريقيا وانتقل في وقت آخر الى دول مختلفة عبر العالم.
كيف ينتقل فيروس نقص المناعة البشرية بين البشر؟
يعيش فيروس نقص المناعة البشرية في سوائل الجسم للشخص المصاب مثل الدم، السائل المنوي، سوائل المستقيم / المخاط الشرجي، السوائل المهبلية، وحليب الثدي. ولكي يصبح شخص ما مصاباً، فإن هذه السوائل الجسدية تحتاج للوصول لدم الشخص السليم عبر غشاء مخاطي (مثل بطانة المهبل والمستقيم، فتحة القضيب، الفم)، الجروح المفتوحة في الجلد، وأو عبر الحَقن مباشرة في مجرى الدم.
ومن بعض الطرق التي تساهم في حدوث هذا الانتقال:
ولابد من التنويه أن الحالات التالية لا تشكل خطراً على الأشخاص الأصحاء:
ومن الجدير بالذكر أن فيروس الإيدز لا ينتقل عبر البول، البراز أو القيء. ويتواجد بكميات قليلة في الدموع واللعاب في عدد قليل جداً من الناس. وكذلك لا ينتقل هذا الفيروس عبر الهواء.
الأعراض
تختلف أعراض الإصابة اعتمادًا على مرحلة العدوى.
على الرغم من أن الأعراض في هذه المرحلة تكون خفيفة وربما غير ملحوظة، إلا أن كمية الفيروس تكون مرتفعة جداً، ونتيجة لذلك، ينتشر فيروس الإيدز بكفاءة أكبر خلال العدوى الأولية مقارنة مع المراحل الأخرى.
يحدث خلال هذه المرحلة تورم مستمر في الغدد الليمفاوية لدى بعض الأشخاص ولكن الغالبية العظمى لا يظهر لديهم أي أعراض أو علامات معينة، وتستمر العدوى الكامنة السريرية عادة حوالي 10 سنوات.
أعراض الإصابة المبكرة بفيروس نقص المناعة البشرية:
الأعراض المصاحبة لتفاقم العدوى:
عندما لا يتلقى المصاب بفيروس الإيدز أي علاجات، تتفاقم العدوى ويطوّر المصاب ما يعرف بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) وخلال هذا التفاقم للمشكلة، يكون جهاز المناعة قد تضرر بشكل كبير ويصبح الجسم معرّض للعدوى الانتهازية والتي من بعض أعراضها:
التشخيص
الطريقة الأكثر شيوعاً لتشخيص فيروس الإيدز هي اختبار الدم واللعاب بحثاً عن الأجسام المضادة للفيروس. الجسم يستغرق مدة طويلة لتطوير هذه الأجسام تصل إلى 12 أسبوع. هناك اختبار يستهدف مستضد الفيروس (antigen) وهو بروتين ينتجه الفيروس بعد العدوى مباشرة وبذلك يؤكد هذا الاختبار تشخيص الإصابة بالعدوى في وقت قصير. يتوفر ومنذ فترة اختبار منزلي، بحيث يتم فيه اخذ مسحة من سوائل اللثة العليا والسفلى، وإذا كانت نتيجة الاختبار إيجابية، فإن المريض بحاجة لمراجعة الطبيب لتأكيد التشخيص ومناقشة خيارات العلاج المتاحة. أما إذا كانت النتيجة سلبية، فإن الشخص بحاجة لإعادة الإختبار بعد ثلاث شهور لتأكيد النتيجة.
المضاعفات
إن الإصابة بفيروس نقص الإيدز تُضعف الجهاز المناعي بصورة كبيرة جداً وتجعل الجسم أكثر عرضة للعدوى الانتهازية وأنواع محددة من السرطانات، ومن حالات العدوى الانتهازية:
من السرطانات الشائعة لدى مصابي فيروس الإيدز:
الوقاية
من الطرق المتّبعة لتجنب انتقال الفيروس:
إحصائيات متعلقة ب بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز
وفقا لأحدث التقديرات من برنامج الأمم المتحدة المشترك (UNAIDS) لعام 2015
ولتسليط الضوء على منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا
بلغ عدد الاشخاص الذين يعيشون مع فيروس الإيدز 230،000 شخص وعدد الإصابات الجديدة 21000 اصابة وعدد الوفيات المتعلقة بمرض الايدز 12،000 حالة وفاة. وقد ارتفعت الاصابات الجديدة بالفيروس منذ عام 2001 بنسبة 35%. وبين عامي 2005 و 2013 ارتفعت حالات الوفاة المرتبطة بالإيدز بنسبة 66% مع انخفاض في جميع انحاء العالم بنسبة 35% ويعود السبب في ذلك الى حقيقة أن منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا لديها ادنى تغطية للعلاج بإستخدام مضادات الفيروسات القهقرية.
أما عن طرق انتقال العدوى، فإنها تختلف بين البلدان، فعلى سبيل المثال يُعد تعاطي المخدرات السبب الأول للانتقال في كل من ايران وليبيا وأفغانستان وباكستان وسلطنة عمان والبحرين والمغرب. بينما يتسبب العمل في مجال الجنس في نقل العدوى في كل من جيبوتي وجنوب السودان وأجزاء من الصومال. أما عن دور ممارسة الجنس بين الرجال في نقل العدوى، فإن بعض الدول لديها نسبة انتشار أعلى من غيرها، فعلى سبيل المثال، تبلغ نسبة انتشار الفيروس بين الشواذ 10% في كل من مصر والمغرب وباكستان والسودان واليمن، أما في تونس فتبلغ النسبة 5% وتم الابلاغ عن نسبة انتشار للفيروس بهذه الطريقة في الأردن ولبنان وسوريا. وعن عن عاملات الجنس في الشرق الأوسط، هناك في المغرب ما يقدر ب 60،000 من عاملات الجنس مع شبكات الجنس التجاري وقد ساهمن بما يقرب من 50٪ من جميع حالات العدوى الجديدة، وتوصلت دراسة في طرابلس-ليبيا الى أن نسبة انتشار فيروس الإيدز بين عاملات الجنس فيها قد بلغت 15.7%.
اختبارات فحص وجود الفيروس والمشورات المتعلقة بالمرض في الشرق الأوسط
تعتبر الفحوصات والمشورات جزءاً لا يتجزأ من برامج الوقاية من فيروس الإيدز كما ويضمن لمن ثبُتت إصابتهم تلقي العلاج والرعاية والدعم. ولكن مازال الوصول للفحوصات والمشورات في دول الشرق الأوسط محدوداً، ففي بعض الدول مثلاً شخص واحد فقط من بين كل خمسة أشخاص مصابين، يكون مدركاً لحالته. دولة المغرب، أحرزت تقدماً ملحوظاً في دمج الفحوصات والمشورات في خدمات الصحة العامة وقد زاد عدد الأشخاص الذين يحصلون على خدمات الاختبار من 46,000 في عام 2010 إلى 222,620 شخص في عام 2012.
العلاج باستخدام مضادات الفيروسات القهقرية Antiretrovial drugs في دول الشرق الأوسط
واحد من بين كل ثمانية أشخاص يكون مؤهلاً للحصول على العلاج في كل من جيبوتي، مصر، إيران والصومال والسودان واليمن بشرط أن يكون عدد CD4 أقل من 350, وتسمح الجزائر للأشخاص الذين لديهم عدد CD4 أقل من 500 بالحصول على العلاج. وقد زادت الوفيات المرتبطة بالإيدز بنسبة 17٪ بين عامي 2011 و 2012 , لذلك هناك حاجة ماسة لضرورة تسليط الضوء على زيادة فرص الحصول على العلاج بإستخدام مضادات الفيروسات القهقرية.
العلاجات والأدوية
ليس هناك علاج واحد فعال تماما للقضاء على فيروس الإيدز ولكن يمكن الاستفادة من عدد من الأدوية واستخدامها على شكل مزيج للسيطرة على الفيروس. وكل صنف من العقاقير المضادة للفيروس تعيق تكاثره بطريقة مختلفة. وتجنباً لخلق سلالات من الفيروس مقاومة لهذه العقاقير، يُنصح ألا يقل عدد العقاقير المستخدمة عن ثلاث انواع تندرج ضمن صنفين مختلفين.
مقاومة الفيروس للعقاقير
إن سبب نشوء مقاومة الفيروس للعلاج، هو حدوث طفرات في تركيبته الجينية، هذه الطفرات شائعة بشكل كبير في فيروس الإيدز وذلك بسبب تضاعفه بمعدل سريع جداً ولإفتقاره للبروتينات اللازمة لتصحيح الأخطاء التي تحدث خلال النسخ. تحدث هذه الطفرات بشكل عشوائي، ولكن الكثير منها غير مؤذٍ، في الواقع إن هذه الطفرات تشكل خطراً على الفيروس نفسه’ كأن تقلل كفاءته وقدرته على مهاجمه خلايا CD4، ولكن بعض الطفرات قد تعطي الفيروس ميزة النجاة عند استخدام مضادات الفيروس بحيث تعيق وصولها لإنزيمات الفيروس التي من المفترض أن تقوم بإستهدافها. يعتمد فيروس الإيدز على عدد من الانزيمات ليتضاعف داخل الخلايا، كما ويعتمد على عدد من البروتينات مثل البروتين السكري 41 (gp41) ليثبت نفسه على خلايا CD4 ويهاجمها. يمكن للطفرات أن تحدث في أي جزء من الأجزاء التالية للفيروس مسببة مقاومة للعلاج:
يمكن أن تحدث طفرات المقاومة في فيروس الإيدز قبل وأثناء العلاج على حد سواء. وإليك كيف تحدث:
اللقاحات
عند اكتشاف الفيروس المسبب لمرض الإيدز في ثمانينيات القرن الماضي، كان الاعتقاد السائد بين العلماء بأن تطوير لقاح ضد هذا الفيروس هو مسألة وقت فقط ولكن لحد هذه اللحظة التي نكتب فيها هذه السطور لم ير أي من اللقاحات النور. إلا أن هناك بارقة أمل جديدة ظهرت بوادرها من خلال ما عرض في المؤتمر الدولي الحادي والعشرين للإيدز. ولكن تبقى هذه الآمال مرهونة بالتقدم بإثباتات قطعية بنجاعة هذه اللقاحات.
البريد الإلكتروني للكاتبين: elmanama_144@yahoo.com | rawaaan10001@gmail.com
الكلمات المفتاحية