أحدث ماتوصل إليه العلم في مجال قياس كميات العناصر الخفيفة باستخدام تقنية LIBS
الكاتب : د. محمد خاطر
الكاتب : أ. د. عبدالرؤوف المناعمة
الجامعة الإسلامية – غزة / فلسطين
01:31 مساءً
24, مارس 2017
حقائق
مقدمة
يوم السل العالمي 24 مارس يوافق ذكرى يوم في عام 1882 عندما استمع الجمهور لمحاضرة استثنائية في برلين من الطبيب الشاب روبرت كوخ الذي وصف ميكروب يعرف باسم المُتَفَطِّرة السُلِّيّة أو عصية كوخ (Mycobacterium tuberculosis) وقدم بيانات تبين أن هذا الكائن يسبب مرض السل أو الموت الأبيض المسؤول عن قتل واحد من بين كل سبعه أشخاص في أوروبا في أواخر 1800. بعد مرور أكثر من قرن من الزمان على اكتشاف الميكروب المسبب، لايزال السل واحداً من أكثر الأخطار التي تهدد صحة الإنسان والتنمية ولهذا ومنذ عام 1997 تقوم منظمة الصحة العالمية بنشر تقرير سنوي حول مرض السل والهدف من ذلك هو تقديم تقييم شامل وجديد عن هذا الوباء وبيان التشخيص والعلاج لهذا المرض.
السل (Tuberculosis) هو مرض معد من قديم الزمان منذ 7000عام قبل الميلاد والعدوى بهذا المرض تسببها بكتيريا المُتَفَطِّرة السُلِّيّة أو عصية كوخ (Mycobacterium tuberculosis) وهي بكتيريا عصوية، هوائية، تشتهر بصعوبة صباغتها وبصعوبة إزالة اللون منها بعد الصباغة، تم اكتشافها لأول مره من قبل روبرت كوخ عام 1882. والشكل الأكثر شيوعا في السل هو السل الرئوي ولكن من الممكن ان يتأثر كل من الجهاز العصبي المركزي، العظام، المفاصل، والغدد الليمفاوية كذلك بهذا المرض. من اهم الأعراض العامة للسل آلام في الصدر، ضيق في التنفس، ارتفاع في الحرارة، تعرق ليلي وفي بعض المراحل المتقدمة للمرض يمكن ان يحدث تلف في الرئة. يعد الاتصال المباشر مع المريض النشط، سوء التغذية، الظروف المعيشية المزدحمة وأيضاً الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري (HIV)، اضافة الى التدخين وتناول الكحول، من اهم العوامل التي تزيد فرصة الإصابة بالمرض.
وفي هذا التاريخ من كل عام العام 24 مارس/آذار يحيي العالم الذكرى السنوية للوقاية من مرض السل والهدف هو بناء وعي عام للعمل ضد مرض السل باعتباره مرضاً قابلاً للشفاء على الرغم من كونه لايزال وباء مدمر في كثير من بلدان العالم. اليوم العالمي للسل هو فرصة للأشخاص المتضررين والمجتمعات التي يعيشون فيها وللحكومات، ومنظمات المجتمع المدني ومقدمي الرعاية الصحية والقطاع الخاص والشركات لضمان الوصول إلى خدمات التشخيص والعلاج. وهنالك حاجة ملحة للإسراع في خفض عدد حالات السل من خلال إشراك المجتمع المدني والقطاع الخاص والالتزام السياسي للتمويل العام من قبل الحكومات والمجتمع العالمي إلى أولئك الأشخاص الذين لم يتم تشخيصهم أو علاجهم.
يعد السل من الأعباء العالمية العالية، سواء بعدد حالات المرضى أو الوفيات حيث انه يصيب أكثر من 2 مليار شخص أي ما يعادل ثلث سكان العالم، ففي عام 2015، تم تسجيل 10.4 مليون حالة سل في جميع أنحاء العالم. 5.9 مليون من الرجال (56%)، 3.5 مليون (34%) من النساء، 1.0مليون (10%) من الأطفال و1.2مليون (11%) من الحالات الجديدة المصابة بالسل كانوا من مصابي فيروس نقص المناعة البشري (HIV). وشكلت ست دول 60% من الحالات الجديدة (الهند، إندونيسيا، الصين، نيجيريا، باكستان، وجنوب أفريقيا) حيث تمثل الصين ما يعادل 580,000 حالة من المجموع الكلي لعدد المصابين. كما وتم تسجيل ما يقدر ب 1.4 مليون حالة وفاه بالسل في نفس العام، إضافة إلى 0.4 مليون حالة وفاة ناجمة عن مرض السل المتعايش مع مرضى الإيدز. وتمثل جنوب أفريقيا أكبر حصة (45%) من الناس الذين يعيشون مع الإيدز في وجود السل.
يتوقع أن عدد كبير من مرضى السل لم يتلقوا العلاج المناسب الذي تقدمه برامج مكافحة السل في السنة التي تم تشخيصهم فيها علاوة على ذلك فان معدل نجاح علاج السل المقاوم لعديد الأدوية منخفض بنسبه 48% على مستوى العالم حتى بعد استخدام الخط الثاني من العلاج. شهد عام 2013 تسجيل 13 مليون حالة سل منها تسعه ملايين حالة جديدة. لكن 3 ملايين حالة لم يتم تشخيصها أو علاجها وحوالي 3.3 مليون شخص (أي ما يعادل مصاب مقابل 3 مصابين) لم يتم تسجيلهم ضمن الأرقام الصادرة عن المنظمة الصحية لعام 2013. على الرغم من انه بين عام 2014-2015 ظل معدل انخفاض حالات السل ثابت بمقدار 1.5% إلا انه يبقى من ضمن أكثر الأمراض التي أدت للوفاة عام 2015 وهذا يحتاج إلى تسريع بمعدل 4-5% بحلول 2020 حتى نحقق هدف استراتيجية مكافحة إنهاء السل. تهدد مقاومة مضادات الميكروبات الصحة العامة في العالم بشكل متزايد ويستوجب اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها على مستوى جميع القطاعات الحكومية والمجتمع. تفوق تكاليف الرعاية الصحية المقدمة إلى المرضى المصابين بحالات عدوى مقاومة تكاليف رعاية المرضى المصابين بحالات عدوى غير مقاومة، وذلك بسبب استغراق المرض لمدة أطول وإجراء اختبارات إضافية واستخدام أدوية أكثر كلفة. يصاب حوالي 480,000 شخص بالسل المقاوم للأدوية المتعددة (MRR-TB) كل سنة، و في عام 2015، كان هناك ما يقارب 10,000 حالة من السل المقاوم للريفمبيسين (RR-TB) وهؤلاء الأشخاص كانوا أيضا مؤهلين للحصول على السل المقاوم لعديد المضادات الحيوية. حيث بلغت عدد حالات الوفاة التي سببها المقاومة لعديد المضادات الحيوية 250,000.
السل المقاوم للمضادات الحيوية
ممكن أن تنشأ سلالات السل المقاوم للأدوية عندما يساء استخدام الأدوية المطروحة لعلاج السل، أو من خلال الإدارة السيئة لحالات السل. ومن الأمثلة على ذلك عدم إكمال دورة العلاج أو الإهمال والتفريط في تناول بعض الجرعات. أهم طريقة لمنع انتشار السل المقاوم للأدوية هي الالتزام بتناول أدوية السل تماما كما هو مقرر من قبل الطبيب. ولا ينبغي إهمال أية جرعة، وينبغي عدم توقف العلاج في وقت مبكر. ويمكن لمقدمي الرعاية الصحية المساعدة في منع مرض السل المقاوم للأدوية من خلال سرعة التشخيص واتباع استراتيجيات العلاج الموص بها من منظمة الصحة العالمية، ومراقبة استجابة المرضى للعلاج، والتأكد من إكمال العلاج.وهناك طريقة أخرى لمنع الحصول على السل المقاوم للأدوية، وهي تجنب تعرض المرضى بالسل المقاوم للأماكن المغلقة أو المزدحمة مثل المستشفيات والسجون، أو مآوي المشردين.
يزداد متوسط تكاليف علاج مرضى السل بازدياد السل المقاوم للعديد الأدوية حيث بلغت التكاليف في عام 2015 حوالي 18,000$ للمرضى المصابين بالسل غير المقاوم للأدوية و 494,000$ للمرضى المصابين بالسل المقاوم لعديد الأدوية. إضافة للخسائر الاقتصادية التي تلحق بالمريض أثناء العلاج.
أنواع السل المقاوم لعديد المضادات الحيوية
التشخيص المخبري
علاج السل
تمتاز بكتيريا المُتَفَطِّرة السُلِّيّة (Mycobacterium tuberculosis) أثناء العدوى بتكيفها حسب الظروف المحيطة بها، مثال ذلك أنها تتضاعف بشكل كبير إذا ما توفر لها الغذاء والأكسجين، بينما تبطئ نموها في البيئة الحمضية وفي هذه الحالة تشكل ما يسمى بالصوامد (Persisters) ولهذا السبب يجب أن يكون العلاج فعالاً وقادراً على قتل البكتيريا في كل حالاتها.
الخط الأول للعلاج:
العلاج الذي أوصت به منظمه الصحة العالمية يتضمن مرحلتين، في المرحلة الأولى يتم اخذ الجرعات اليومية للعلاج لمدة شهرين وهو مكون من أربع مركبات وهي (Rifampicin Isoniazid Pyrazinamide and Ethambutol) والمرحلة الثانية تستغرق أربعه أشهر تتضمن الريفامبيسين والأيزونيازيد (Rifampicin and Isoniazid) فقط. وبذلك تكون فترة العلاج الكلية ستة أشهر.
الخط الثاني للعلاج:
قبل اللجوء لهذا الخط يجب عمل فحص حساسيه للمضادات الحيوية للسلالة البكتيريا المعزولة لأنه يتضمن فقط السلالات المقاومة للمضادات الحيوية (Drug-resistant tuberculosis) الخاص بالريفامبيسين والأيزونيازيد. وعلاج هذه السلالات يستغرق 20 شهرا عباره عن خمس أنواع من الأدوية. 13 حبة دواء يوميا وبالتالي يتناول المريض 14600 حبة مع نهاية دورة العلاج. الجديد في علاج السل لم يتوقف البحث عن عقاقير جديدة لمعالجة بكتيريا السل الرئوي وقد حقق العلماء بعض النجاحات وسنستعرض أهم المركبات أو الأدوية الجديدة التي تستخدم او مخطط لاستخدامها في علاج السل.
البريد الإلكتروني للكاتب: elmanama_144@yahoo.com
الكلمات المفتاحية