الأميرة النائمة

الأميرة النائمة، حكاية قرأها الكثير منا في طفولته. حيث استغرقت الأميرة الجميلة في نوم عميق بعد أن وخزت أناملها الرقيقة بمغزل الساحرة. ولم تستيقظ إلا عندما حضر الأمير.

يذكّرنا بها جيانج لي و فرد يي من الصين في ورقة نشراها في يناير 2012، حيث يتسائلان ان كانت ظاهرة النوم والاستيقاظ “للأميرات”  يمكن أن تطبق على بعض الأوراق العلمية ذات الجودة العالية، والتي تنام بعد نشرها بفترة قصيرة ثم يُعاد الإهتمام بها من جديد بعد فترة قد تطول، وعلى يد من يكتشف أهميتها؟!

هذه الظاهرة مُلاحَظة في الأدبيات العلمية وذكرها العديد من الباحثين في أوراق لهم وأطلقوا عليها أسماء مختلفة مثل الاكتشافات التي سبق اكتشافها، أو الاكتشافات التي واجهت مقاومة، أو الاعترافات المتأخرة أو.. الجميلات النائمات. يعرّف أحدهم ظاهرة “الجميلة النائمة في العلم” بأنها ورقة منشورة لا يلتفت إليها أحد  لفترة طويلة “نائمة“، وفجأة تجتذب الكثير من الاهتمام ” أوقظت من قِبل الأمير“.

يستعرض الباحثان أربع أوراق علمية نُشرت في النصف الأول من القرن الماضي، ثم رجع الاهتمام بها من قبل الباحثين بعد فترة طويلة. هذه الأوراق ذكرت في كتاب “واحد وعشرون اكتشافاً غيرت العلم والعالم“. أي أنّ هذه الأوراق الأربع هي من النوعية الجيدة (أميرات جميلات )، وثلاثة من كاتبيها قد نالوا جائزة نوبل في الفيزياء.

والأوراق هي

• C. Davisson and L. H. Germer’s 1927 paper (The scattering of electrons by a single crystal of nickel. Nature, 119:558–560)

هذه الورقة والتي نال كاتباها جائزة نوبل في الفيزياء عام 1937، نامت بعد نشرها بسنة أو سنتين ولم تستيقظ إلا في أوائل القرن الحادي والعشرين.

• Lise Meitner & O. R. Frisch’s 1939 paper (Disintegration of uranium byneutrons: a new type of nuclear reaction. Nature, 143: 239–240)

أما هذه الورقة الثانية فقد نامت كذلك بعد نشرها في نهاية الثلاثينات ولم تستيقظ إلا في الثمانينيات من القرن الماضي. وكذلك الحال بالنسبة للورقة الثالثة:

• P. Rous’s 1911 paper (A sarcoma of the fowl transmissible by an agent from the tumor cells. Journal of Experimental Medicine, 13: 397–411).

الورقة التي لا يتم الاستشهاد والإشارة إليها كثيراً (نائمة) عند بداية نشرها، ثم وبعد فترة تطول أو تقصر يبدأ الاستشهاد بها بشكل متزايد (تستيقظ)، يُطلق عليها “الأميرة النائمة”. وذلك ربما يعود لأنها تسبق زمنها أو لم تتوفر الظروف الملائمة لها. وفي هذا إشارة إلى أن كثرة الاستشهاد بورقة ما ليست هي المحدد الوحيد لجودة وتميز العمل العلمي.

 مصادر:

– Jiang Li & Fred Y. Ye, 2012. “The phenomenon of all-elements-sleeping-beauties in scientific literature, ” Scientometrics, Springer;Akadémiai Kiadó, vol. 92 (3), pages 795-799, September. Burrell, Q. Are “Sleeping Beauties” to be expected?.

– Scientometrics 65, 381–389 (2005). https://doi.org/10.1007/s11192-005-0280-5

البريد الإلكتروني للكاتب: mmr@arsco.org