الجرثومة أو الميكروب الحلزوني (الملوية البوابية) هي بكتريا لولبية الشكل تُسمى "هيليكوباكتر بيلوري H.pylori" تصيب المعدة وتتخفى في جدارها مسببة قرحة المعدة والقرحة المعوية. خلال معيشتها تقوم بإفراز مواد تُضعف الأغشية المخاطية للمعدة أو الأمعاء الدقيقة، مما يسهل تأثر تلك الأغشية بالحامض الذي تفرزه المعدة، فتؤدي إلى حدوث إلتهابات حادة بالمعدة، وفي بعض الحالات تسبب السرطان. الجرثومة الحلزونية تلك شائعة الإنتشار حيث تصل نسبة الإصابة بها في العالم إلى حوالي 80%، أكثرها في البلدان النامية، وهي تصيب كافة الأعمار، وبالأخص مرحلة الطفولة، وتنتقل البكتريا من شخص لآخر عن طريق الملامسة المباشرة، وكذلك من خلال القيء والطعام ومياه الشرب الملوثة.
يتم علاج بكتيريا هليكوباكتر بيلوري بصورة نموذجية عن طريق علاج ثلاثي triple therapy، عبارة عن نوعين من المضادات الحيوية والتي يصفهما الطبيب المختص، ومثبط ضخ البروتون proton pump inhibitor. ومن العلاجات الطبيعية التي تفيد وتساعد بشكل كبير في تخفيف وإزالة التأثيرات الجانبية للمضادات الحيوية وكذلك تأثير تناول الأسبرين بكثرة، وتحمي المعدة وتعمل على تقوية الجسم وتقيه من الإصابة بالميكروبات الأخرى، يُنصح بإستخدامها مع العلاج بالمضادات الحيوية التي يصفها الطبيب للمريض:
أولاً: عسل النحل، ويحتوي على مواد مضادة للميكروبات، لذا فهو يُستخدم كعلاج منذ أزمنة بعيدة، وأثبتت العديد من الدراسات الحديثة أن عسل النحل"مانوكا Manuka" مثبط قوي لبكتريا هليكوباكتر بيلوري الموجودة في الخلايا المبطنة للمعدة، ويساعد في علاجها، وقد ذكر ذلك في القرآن الكريم "فيه شفاء للناس" صدق الله العظيم.
ثانياً: الصبار Aloe vera ، ويستخدم نبات الصبار كعلاج من أمراض عديدة، منها الإمساك والتسمم ويساعد على الهضم السليم، وكذلك في علاج الجروح، وقد أوضحت إحدى الدراسات أن المادة الجيلاتينية في أوراق نبات الصبار هذا فعالة بشكل كبير في قتل بكتريا الجرثومة الحلزونية، وحتى تلك المقاومة للعلاج. وقد إقترحت تلك الدراسة أن يستخدم الصبار كعلاج مع العلاج بالمضادات الحيوية، حيث يزيد بنسبة كبيرة من فرصة الشفاء منها.
ثالثاً: براعم بروكلي broccoli sprout، تلك البراعم تحتوي على مركب يُسمى "سلفورافان sulforaphane " ومعروف عنه أنه قاتل لبكتريا هيليكوباكتر بيلوري، وكذلك يقلل من الإلتهابات التي بالمعدة جراء وجود البكتريا.
رابعاً: الحليب، يحتوي لبن الأم في الإنسان وكذلك لبن البقر على جليكوبروتين يسمى "لاكتوفيرين lactoferrin" ومعروف عنه أنه مضاد بكتيري قوي ومثبط لجرثومة المعدة، هذا وأثبتت دراسة حديثة أن علاج بكتريا هيليكوباكتر بإستخدام اللاكتوفيرين المأخوذ من اللبن البقري والمضادات الحيوية معاً، يؤدي إلى القضاء التام على جرثومة المعدة بنسبة 100%. هذا وأوضحت دراسة أخرى أن مركب "ميلانويدين melanoidin " والذي ينتج من التفاعل الكيميائي بين سكر اللاكتوز وبروتين الكازين الموجود في الحليب ومنتجاته، يثبط ميلانويدين نمو بكتريا هيليكوباكتر بيلوري ويقضي عليها.
خامساً: زيت حشيشة الليمون lemongrass oil، وهي من الزيوت الطيارة الأساسية، ويستخدم عن طريق الإستنشاق، حيث أكدت دراسات أن زيت حشيشة الليمون مثبط قوي لجرثومة المعدة.
سادساً: الشاي الأخضر، وهو شائع الإستخدام كعلاج لما يحتويه من مضادات أكسدة ومغذيات، وأيضاً أثبتت دراسات حديثة عن دوره الهام في علاج إلتهابات المعدة الناتجة من تأثير بكتريا هيليكوباكتر بيلوري.
سابعاً: البروبيوتك probiotics وهي عبارة عن كائنات حية دقيقة، تمنح من يستخدمها فوائد صحية عديدة،هذا وقد أوضحت العديد من الدراسات أهمية هذا العلاج الطبيعي لمقاومة جرثومة المعدة. يوجد العديد من البروبيوتك التي يتناولها الناس، منها "بيفيدوباكتيريوم Bifidobacterium" وتوجد في العديد من منتجات الألبان مثل الزبادي (اللبن الرائب)، وإضافة إلى أنها تحمي الأمعاء من العديد من الإصابات الميكروبية، فإن البكتريا الموجودة بها تنافس جرثومة المعدة -هيليكوباكتر-والموجودة في جدار المعدة على الغذاء وغيره من متطلبات الحياة الأخرى، الأمر الذي يثبطها ويقلل من عددها بل يمنع نموها.
ثامناً: العلاج الضوئي phototherapy، ومعروف أن الأشعة فوق البنفسجية تقلل بشكل كبير من أعداد جرثومة المعدة، لأن الأبحاث قد أكدت حساسية بكتريا هيليكوباكتر لتلك الأشعة الموجودة في الضوء، من أجل ذلك يعتبر هذا العلاج مفيد جداً للأشخاص الذين لا يستطيعون إستخدام المضادات الحيوية.
المراجع
البريد الالكتروني للكاتب: redataha962@gmail.com