مجلة أجسر – مجلة عربية محكمة في مجال العلوم – زورو موقعنا

الأمين العام لاتحاد الكيميائيين العرب سابقاً

مقابلة خاصّة مع الدكتور أحمد الغامدي

الكاتب

الكاتب : المحرر

منظمة المجتمع العلمي العربي

الوقت

11:45 صباحًا

تاريخ النشر

13, مايو 2015

أحمد الغامدي، أستاذ الكيمياء التحليلية بقسم الكيمياء بجامعة الملك سعود بالرياض والحاصل على شهادة الدكتوراه عام 2000 من جامعة لفبرا البريطانية. وقد تولى سابقا مهام رئيس الجمعية الكيميائية السعودية ورئيس اتحاد الكيميائيين العرب وقد انتخب عام 2010 لتولي مهام منصب الأمين العام لاتحاد الكيميائيين العرب لمدة ثلاث سنوات كما تولى بعض المناصب الإدارية والاستشارية في جامعة الملك سعود.  

هل لكم أن توضحوا لنا دور الاتحاد في دعم الكيمياء وبحوثها في الوطن العربي؟
اتحاد الكيميائيين العرب هو منظمة عربية مستقلة وغير ربحية ويتألف هذا الاتحاد من الجمعيات والنقابات الكيميائية التي تضم الكيميائيين في الأقطار العربية. ومن أبرز أهداف الاتحاد، تطوير علم ومهنة الكيمياء في الوطن العربي حيث يندرج ذلك في الاهتمام بنشر الأبحاث العلمية في مجال الكيمياء وذلك من خلال قنوات متعددة من ضمنها قيام الاتحاد بإصدار مجلة علمية محكمة تدعى المجلة العربية للكيمياء (Arabian Journal of Chemistry) وهي مجلة علمية مرموقة تعتبر من ضمن قائمة ISI الدولية للمجلات العلمية ذات الجودة في النشر العلمي. كما يقوم اتحاد الكيميائيين العرب وبصورة دورية بعقد مؤتمر الكيمياء العربي (الذي من المتوقع عقد مؤتمره السادس عشر العام القادم في دولة الكويت) وهذا المؤتمر العربي قناة هامة للنشر العلمي وتوثيق عرى الأخوة والتعاون وتبادل الخبرات بين الكيميائيين العرب وغيرهم من الباحثين من جميع أنحاء العالم. ومن جانب آخر وبسبب ارتفاع كلفة الأبحاث العلمية في مجال الكيمياء وقلة الموارد المالية للاتحاد وكثرة عدد الباحثين العرب من جنسيات مختلفة في الوطن العربي لا يستطيع الاتحاد حاليا توفير الدعم المالي المباشر لتمويل الأبحاث الكيميائية المتقدمة وغير النمطية التقليدية في العالم العربي.

توجد 23 جمعية ونقابة في عضوية الاتحاد، ما هي أوجه التعاون بينها؟ وهل يتم تعاون بحثي بين الكيميائيين العرب وتبادل للخبرات والإمكانيات من خلال الاتحاد؟
اتحاد الكيميائيين العرب ربما يعتبر حاليا واحد من أكبر الاتحادات العلمية العربية حيث يحتوي حاليا على عضوية 23 جمعية ونقابة كيميائية عربية ويتلقى سنويا عدد إضافي من الطلبات الجديدة للانضمام تحت مظلة الاتحاد. وأوجه التعاون بين هذه الجمعيات والنقابات الكيميائية العربية متعددة وإن لم تصل لدرجة عالية من التنسيق والتعاون التي يطمح لها. على كل حال يتم تنفيذ أغلب أنشطة الاتحاد بشكل دوري ومتوالي بين الجمعيات والنقابات الكيميائية العربية حيث يتم تنظيم واستضافة مؤتمر الكيمياء العربي بواسطة إحدى الجمعيات الكيمائية العربية كل سنتين بيمنا تقوم جمعيات كيميائية أخرى باستضافة وتنظيم فعاليات أولمبياد الكيمياء العربي (وهي مسابقة علمية للنخبة من طلاب المرحلة الثانوية في جميع الدول العربية) كل سنة وكذلك تقوم جمعيات أخرى وبالتناوب باستضافة وتنظيم عقد اجتماعات المجلس الأعلى لاتحاد الكيميائيين العرب في إحدى العواصم العربية بشكل دوري وسنوي. ومن جهة أخرى، تقوم بعض الجمعيات الكيميائية العربية (ونذكر بالخصوص هنا الجمعية الكيميائية السعودية) بتنفيذ برامج ومشاريع نوعية مثل تمويل والإشراف على الإصدارات العلمية والثقافية للاتحاد مثل المجلة العلمية المحكمة والمجلة الإخبارية والثقافية للاتحاد (مجلة الكيميائي العربي) ومتابعة مشروع ترجمة بعض المراجع العلمية المهمة (مثل معجم أكسفورد للمصطلحات الكيميائية) وكذلك للجمعية السعودية دور مشكور في تبني الجائزة العربية في الكيمياء التي تهدف لتكريم أبرز الباحثين العرب في مجال الكيمياء. وكما سبقت الإشارة إليه، فإن قيام الاتحاد بعمل دور الوسيط في نشر الأبحاث العلمية من خلال تنظيم المؤتمرات العلمية وإصدار المجلات العلمية المحكمة يسهم ولاشك في توثيق أواصر التعارف والتعاون وتبادل الخبرات بين شريحة الكيميائيين العرب.

ما هي اتجاهات الكيمياء في الدول العربية؟ وهل هناك توجه عام أو خطط يتم الاتفاق عليها من خلال الاتحاد؟
يعتبر علم الكيمياء كما هو معروف من أحد أهم العلوم الأساسية Basic Science والتي تختلف قليلا عن العلوم التطبيقية. إن طبيعة الأبحاث العلمية فيها لا تختلف كثيرا باختلاف البيئة أو الوسط الجغرافي الذي تقع فيه. ولهذا بصورة عامة لا تختلف اتجاهات الأبحاث في مجال علم الكيمياء في الوطن العربي عن تلك الموجودة في بقية دول العالم وإن كان لبعض الأبحاث اهتمام أكبر في بعض الدول العربية. فعلى سبيل المثال يوجد اهتمام متزايد بإجراء الأبحاث المتعلقة بالصناعات البتروكيميائية وإنتاج المواد الكيميائية التي تعتبر عصب الصناعات البلاستيكية والبوليمرات. كما يوجد اهتمام متزايد بإجراء الأبحاث المتعلقة باستخلاص المركبات الكيميائية من النباتات والأعشاب الطبية التي تنمو في الوطن العربي بهدف استخدمها كأدوية صيدلانية جديدة. وبسبب أهمية قطاع الصناعات الكيميائية أصبح العديد من الباحثين العرب يهتمون كذلك بمجال أبحاث الحفازات الكيميائية ذات الدور المحوري في العمليات الكيميائية الصناعية. وكذلك لا ننسى الأبحاث الهامة والمتواصلة والمتعلقة بتقييم المخاطر البيئية والتلوث الصناعي على المدن والأرياف القريبة من المصانع والمناجم ومحطات التكرير ومعالجة المخالفات الصناعية. وفي العقود الأخيرة أصبح العديد من العلماء العرب يهتمون أكثر بمتابعة وإجراء الأبحاث الكيميائية المتطورة في مجال تقنية النانو والتقنية الحيوية والجينية وكيمياء الجزيئات الكبيرة وما شابه ذلك.

ما هي المشاكل التي تواجه الاتحاد في تحقيق أهدافه؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟
بحكم أن المال هو عصب الحياة وشريان النمو المتدفق فإن من ابرز العقبات التي تواجه اتحاد الكيميائيين العرب في تحقيق أهدافه هو شح توفر الدعم المالي للاتحاد سواء من القطاع الصناعي (حيث توجد في الخليج على سبيل المثال بعض كبريات شركات البترول والشركات الكيميائية الدولية) أو من القطاعات الحكومية الرسمية. ومن الصعوبات كذلك ضعف التواصل والتنسيق فضلا عن التعاون بين شرائح متعددة من الكيميائيين العرب فعلى سبيل المثال لا يوجد تواصل أو تنسيق بين أقسام الكيمياء في الجامعات العربية ولذلك أحيانا ما يتم عقد مؤتمرات وندوات كيميائية متخصصة ومهمة في أكثر من بلد عربي في نفس الوقت تقريبا. ويضاف لهذه المشاكل العربية في مجال الكيمياء الأثر البالغ للمشاكل السياسية بين بعض الدول العربية فربما كان من الصعب على بعض الكيميائيين العرب الحصول على فيزا الدخول لدولة عربية أخرى للمشاركة في مؤتمر علمي وذلك بسبب الإشكالات السياسية بين تلك البلدان. بل الغريب في الأمر كذلك أن فتح حساب بنكي مخصص لاتحاد الكيميائيين العرب أحيانا يكون أمر بالغ الصعوبة ومفروش طريقه بعدد كبير من الطلبات والاشتراطات والضمانات. أما فيما يتعلق بكيفية المحاولة في تخطي تلك العقبات المادية والبيروقراطية والتواصلية التنسيقية فهو ما يحاوله وبشكل متواصل الإخوة الكرام أعضاء مكتب الأمانة العامة وكذلك الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الأعلى لاتحاد الكيميائيين العرب حيث يقوم كلا منهم مشكور وفي بلده بمحاولة تذليل هذه العقبات وتسهيل تسيير شؤون وأنشطة وبرامج اتحاد الكيميائيين العرب والتي سوف تنفذ في ذلك البلد العربي.

هذه السنة هي السنة الدولية للكيمياء، ماذا يعني هذا بالنسبة للكيميائيين العرب؟ أي ما هي الأنشطة التي في أجندة الاتحاد لهذه المناسبة؟
وفق القرار الصادر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة UN وبإشراف مباشر من قبل منظمة اليونسكو الدولية وكذلك الاتحاد الدولي للكيمياء البحتة والتطبيقية (IUPAC) فقد تم اعتماد سنة 2011 لكي تصبح سنة دولية كاملة للكيمياء (IYC2011) وذلك للاحتفال والاحتفاء بانجازات علم الكيمياء وإسهاماتها في حاضر ومستقبل الحضارة البشرية. وقد قام اتحاد الكيميائيين العرب من خلال الجمعيات والنقابات الكيميائية العربية التي تنضوي تحت مظلته بالتخطيط لتنفيذ العديد من الفعاليات التعريفية لعلم الكيمياء من مثل تنظيم المحاضرات العلمية الثقافية العامة لأهمية وتاريخ الكيمياء. وقد قامت بعض الجمعيات الكيميائية العربية بتنفيذ المعارض الكيميائية وتقديم عروض الكيمياء الشيقة أو ما تسمى بعروض الكيمياء الساحرة لعامة الناس في الأسواق والمتنزهات لتشويقهم بعلم الكيمياء. ويوجد تنسيق عام مع وزارات التربية والتعليم في أغلب الدول العربية لتقديم المسابقات الكيميائية المتنوعة لطلبة المدارس وتنظيم الزيارات الميدانية لهم للمصانع الكيميائية والمناجم ومراكز الأبحاث والمتاحف العلمية. وطبعا يضاف إلى ذلك تنظيم المؤتمرات العلمية المتخصصة حيث قام عدد كبير من الجمعيات الكيميائية وأقسام الكيمياء في الجامعات العربية بتنظيم مؤتمرات وندوات وحلقات نقاش في علم الكيمياء خلال هذه السنة وذلك برغبة في الإسهام في الاحتفال بالسنة الدولية للكيمياء.

ماذا تحب أن تقول للعلماء والباحثين والكيميائيين العرب؟
في الواقع أحب أن أقول لجميع أخوتي وأخواتي الكرام من العلماء والباحثين والعاملين في المهن ذات الصبغة الكيميائية في الوطن العربي أن لهم دور وإسهام حقيقي في رفعة وتقدم وتطور الأمة العربية والإسلامية كما كان لسلفهم الصالح من علماء الحضارة الإسلامية الأول. فكما حصل في العالم العربي من حركة نهوض وثورات سياسية ووعي حضاري كبير بإطلاق عصر الحرية والكرامة والعدل فعلينا جميعا معاشر العلماء من الإسهام الدؤوب في إطلاق ثورة علمية مصاحبة ومرادفه لهذه الثورات السياسية. ففي أمثلة كثيرة من تاريخ الثورات السياسية الكبرى مثل الثورة الأمريكية والثورة الفرنسية والثورة الروسية نجدها تكون ملحوقة بنهوض علمي كبير وغير مسبوق في تلك البلدان. فلعلنا جميعا نحظى بهذا الشرف الكبير في محاولة رفع مستوى الأبحاث والاكتشافات العلمية في الوطن العربي. ولا يقل عن ذلك الاهتمام بمحاولة ضمان الحد الأدنى من المساواة والكرامة للعاملين والمشتغلين في المهن الكيميائية في الوطن العربي ومحاولة ضمان حقوقهم المهنية وتوفير بيئة العمل المناسبة لهم، ومع التأكيد على واجب ودور المهنيين العرب في مجال الكيمياء بالتفاني والإخلاص في العمل والجدية في الإنتاج والمحافظة على مقدرات وممتلكات الأمة العربية.

 

البريد الإلكتروني للكاتب: ahalgamdy@gmail.com

الكلمات المفتاحية

الزوار الكرام: يسعدنا مشاركتكم وتواصلكم حول هذا المقال

الكلمات المفتاحية

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

license
0 التعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
guest

شبكاتنا الاجتماعية

  • facebok
  • twitter
  • Instagram
  • Telegram
  • Youtube
  • Sound Cloud

يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة

icons
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x