تواجه الجمهورية اليمنية نقصاً حاداً في المصادر العلفية والتي تلعب دوراً هاماً في تطوير الثروة الحيوانية ومنتجاتها وترجع قلة الموارد العلفية إلى انخفاض الانتاج والإنتاجية في وحدة المساحة للأعلاف التقليدية والتي أصبحت لا تفي بالاحتياجات الغذائية للثروة الحيوانية إضافة إلى التدهور الحاصل في المراعي الطبيعية والتي تعتبر المصدر الرئيسي والرخيص لتغذية الثروة الحيوانية نتيجة الرعي الجائر، والمستمر وعملية التحطيب نتيجة عدم استقرار أسعار الغاز المنزلي وعدم توفره في الأسواق الريفية.
تمتلك الجمهورية اليمنية كميات هائلة من المصادر العلفية غير التقليدية والتي يمثلها المخلفات الزراعية ومخلفات الثروة السمكية وتلك المخلفات غير مستغلة بالشكل المطلوب حيث يتم استخدام جزء منها في تغذية الثروة الحيوانية بشكل مخلفات منخفضة في قيمتها الغذائية بينما الجزء الأكبر منها تعتبر ثروة مهدورة غير مستغلة. وحرصاً على المحافظة على الثروة الحيوانية ومنتجاتها لابد من سد احتياجات تلك الثروة وتطويرها لذلك جاءت فكرة إعداد دراسة تهدف إلى وضع الحلول المناسبة لما حل بالثروة الحيوانية من تدهور نتيجة نقص الموارد العلفية وإمكانية استخدام الأعلاف غير التقليدية في حل مشكلة الفجوة العلفية في الجمهورية اليمنية. تشير هذه الدراسة إلى امكانية استخدام المخلفات الزراعية النباتية والحيوانية في صناعة الأعلاف الحيوانية وكذلك استخدام تلك المخلفات في تغذية الثروة الحيوانية.
تعتبر المخلفات الزراعية من الموارد المهدورة داخل القطر اليمني بالرغم من وجودها بكميات هائلة يمكن عن طريقها إقامة مصانع مختلفة لتدوير تلك المخلفات الزراعية. توضح المعلومات التي تم الحصول عليها من خلال هذه الدراسة أن المصادر العلفية في الجمهورية اليمنية تشمل المراعي الطبيعية والأعلاف الخضراء والخشنة والمركزة إلا أن تلك المصادر لا تفي بالاحتياجات الغذائية للثروة الحيوانية حيث تشير الإحصائيات بأن مساحة الأعلاف الخضراء وصلت إلى 158387 هكتاراً لعام 2013 م، وهذه تشكل نسبة قدرها 10.56% من إجمالي المساحة المزروعة بشكل فعلي لجميع المحاصيل وأعطت تلك المساحة إنتاجاً قدره 1,933,474 طناً من الأعلاف حيث يشكل الإنتاج نسبة قدرها 39,18 % من اجمالي الانتاج لجميع المحاصيل خلال عام 2013 م وتشمل هذه الأعلاف (أعلاف الذرة الرفيعة ــ حشائش ــ برسيم حجازي).
وحسب إحصائيات وزارة الزراعة والري لوحظ أن أعداد الضأن والماعز والأبقار وصلت إلى9,551,311 و 9,255,373 , و 1,721,906 رأساً على التوالي عام 2013م وبزيادة قدرها 5% و 4% و9% بالمقارنة مع عام 2009م. حيث لوحظ أن تلك الزيادة لم يصاحبها زيادة في إنتاج الأعلاف لتغطية احتياجات الثروة الحيوانية. تؤكد هذه الدراسات أن الموارد العلفية في القطر اليمني أصبحت عاجزة وبشكل فعلي عن تغطية احتياجات الثروة الحيوانية من الأعلاف. تشير هذه الدراسة بأن هناك كميات كبيرة من الأعلاف غير التقليدية والتي تشمل المخلفات الزراعية يمكن أن تلعب دوراً هاماً في سد النقص الحاصل في احتياجات الثروة الحيوانية.
وحسب إحصائيات وزارة الزراعة والري بلغ متوسط المساحة والإنتاج خلال الخمس سنوات 2009-2013 م من الأعلاف المركزة 820315.2 هكتاراً 855531.6 طناً و160243.4 هكتاراً، 2030887.8 طناً من الأعلاف الخضراء. وكذلك متوسط إنتاج كل من محصولي القطن والسمسم قدره بحوالي 22093.8 و 24585.2 طناً على التوالي. وفيما يتعلق بكمية المخلفات الزراعية النباتية يمكن الإشارة بأن متوسط مخلفات الذرة الرفيعة والذرة الشامية والدُّخُن وكذلك محصولي القمح والشعير وصلت إلى 1703541.6 ، 219971.4 ،281760.2، 312766.22، 42005.34 طناً على التوالي من متوسط اجمالي الانتاج لمحاصيل الحبوب خلال الأعوام 2009-2013 م.
وفيما يخص المخلفات الزراعية النباتية للمحاصيل الزيت يلاحظ أن تلك المحاصيل أعطت متوسطاً من المخلفات قدرت بحوالي 88375.2 و44253.36 طن لكل من محصولي القطن والسمسم على التوالي من متوسط اجمالي إنتاج لمحاصيل الزيت خلال الخمس السنوات 2009- 2013م.
تشير هذه الدراسة بأن متوسط إنتاج المخلفات الزراعية للمحاصيل البقولية وكذلك محاصيل الخضر والفواكه بلغت 369516.8 و 271052.75 و401383.92 طناً على التوالي من متوسط إجمالي الإنتاج بالأعوام 2009-2013 م. وتوضح هذه الدراسة بأن اليمن تمتلك ثروة حيوانية تقدر بحوالي 20,983,000 رأس والتي تشمل: الأغنام، الماعز، الأبقار، وكذلك الجمال للعام 2013 م. وفيما يتعلق بصناعة الدواجن فقد وصل إنتاج قطاع الدواجن لكل من اللحوم البيضاء والبيض حوالي طن166131 و 1296 مليون (بيضة). على التوالي لعام 2013 م .
في حين وصلت نسبة مخلفات الدواجن إلى 4% و9%و4%و54%و8% لكل من الدم والرئتين والرأس إضافة إلى الأقدام والأمعاء على التوالي. وبحسب إحصائيات وزارة الثروة السمكية لعام 2013م بلغ إجمالي إنتاج الأسماك والأحياء البحرية الأخرى 217896 طن تمثل المخلفات 80% من هذا الإنتاج.
- الدراسة كاملة في ملف الـ PDF أعلى الصفحة
البريد الإلكتروني للكاتب: ab.fakirah@yahoo.com