مجلة أجسر – مجلة عربية محكمة في مجال العلوم – زورو موقعنا

NULL

المؤتمرات تعني مشاركة العقول

الكاتب

أ.د.احمد بن علي الخماش

عميد كلية العلوم التطبيقية - جامعة أم القرى / السعودية

الوقت

11:30 صباحًا

تاريخ النشر

21, فبراير 2012

ينسب إلى الإمام علي رضي الله عنه أنه قال "من شاور الناس شاركهم عقولَهم"، ولا خلاف حول أن أفضل الفرص التي تُكتَسب فيها الاستشارة العلمية هي حينما  تناقش عالماً مبرِّزاً أو تحاور متخصّصاً متعمقاً أو تستمع إلى محاضرٍ بارعٍ ، ويتوفر ذلك من خلال المؤتمرات العلمية التي يعتبرها الكثيرون البوتقة التي تنصهر فيها تجارب العلماء وتتبلور في ردهاتها أفكارهم العلمية  لتفضي إما إلى فتحٍ علمي أو منتجٍ صناعي.

وتنظم جامعة أم القرى ممثلة في كلية العلوم التطبيقية المؤتمر السعودي الخامس للعلوم "رؤية جديدة لدور العلوم الأساسية في التنمية في الفترة 24-26 /5/1433ﮬ برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، وقد شرعت اللجان المعنية بتنظيم المؤتمر وفي مقدمتها اللجنة العلمية في مهامها منذ تمت الموافقة على تنظيم المؤتمر فحُدِّدت أهدافه ومحاوره واستُكتِب عددٌ من المتحدثين الرئيسيين يزيد عن الثلاثين في كافة فروع العلوم الأساسية  وتلقت اللجنة العلمية كماً كبيرا من الأوراق البحثية بلغت حوالي 3000 ورقة بحثية تم تحكيمها وإجازة ما يقارب 800 ورقة بحثية منها لمتحدثين وملصقات بحثية  للعرض في المؤتمر  من واحد وثلاثين دولة من دول العالم.

يعقد المؤتمر في وقت يواجه فيه كوكبنا الصغير عدداً من المشكلات وتعترض مسيرة التنمية في بلدانه؛ سيما النامية منها، الكثير من التحديات بدءاً بالحفاظ على البيئة في هذا الكوكب مما يستوجب تنويع مصادر الطاقة والبحث عن مصادر أكثر استدامة واقل إضراراً بالبيئة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وانتهاءً بترميز المعلومات وتعميتها وأمنها، وغيرها من الهواجس العلمية التي تشغل الباحثين، أضف إلى ذلك التحديات الاجتماعية كالفقر والجهل وازدحام المدن وشح المياه مع عدم جاهزية وتأهيل المرافق التنموية والبني التحتية في كثير من الدول النامية، وكذلك العمل على تضييق الفجوة الرقمية بين الفقراء والأغنياء في العالم الأمر الذي يضع الباحثين في العلوم الأساسية أمام مسئولياتهم  لتكثيف جهودهم العلمية وتسخير طاقاتهم البحثية للبحث عن حلول لتلك المشكلات أو الحد من استفحالها على أقل تقدير.

ومما يعيق الباحثين في العلوم الأساسية ويحد من فاعليتهم  ودورهم في معالجة قضايا التنمية نظرة القطاعات المجتمعية إلى دور العلوم الأساسية وضعف التقدير لإسهام البحوث العلمية في حل مشاكل التنمية، والوسط العلمي في المملكة من خلال هذا المؤتمر يطمح إلى خلق قدرٍ من الثقة المتبادلة بين قطاعات المجتمع والباحثين يوفق الطرفان من خلالها إلى وضع ميثاق جديد بين المؤسسات العلمية من جهة ومؤسسات المجتمع المدني من جهة أخرى يلتزم من خلاله الباحثون في المؤسسات العلمية بتسخير كل إمكاناتهم الفكرية والمخبرية للإسهام في وضع الحلول العلمية لما يعترض المجتمع من مشكلات وتطوير التقنيات للقطاع الصناعي والاقتصادي من أجل عائد مالي أفضل.

وتلتزم مؤسسات المجتمع المدني بكافة قطاعاته من خلال هذا الميثاق بتقديم الدعم المالي والمعنوي للمجتمع العلمي لحفزه لمزيد من البحث والإبداع في دورة مستمرة تفضي إلى النهوض بكافة مؤسسات الدولة. انه بالقدر الذي نحن فيه بحاجة إلى علماء باحثين جادين منفتحين على مؤسسات المجتمع، فنحن بالقدر نفسه بحاجة إلى رأسمالٍ جريءٍ في استثمار نتائج البحوث العلمية صبورٍ في انتظار نتائجها موقناً بايجابيتها حتماً ولو بعد حين. المؤتمر السعودي الخامس للعلوم الذي تستضيفه جامعة أم القرى ممثلة في كلية العلوم التطبيقية يأتي في سياق تعزيز هذا الميثاق وقد تجلى ذلك من خلال البرنامج العلمي للمؤتمر فإلى جانب الجلسات العلمية التخصصية (28 جلسة علمية) تُناقَش فيها مستجدات الأبحاث العلمية بنتائجها وتوصياتها المختلفة وما تقترحه من حلول علمية لمشاكل التنمية المختلفة.

هناك عددٌ من المحاضرات العامة التي تتناول موضوعات حيوية كالطاقة الذرية والمتجددة ، وتعليم العلوم في المرحلة الجامعية، كما تضمن البرنامج العلمي حلقتي نقاش أحدهما عن جَسر الفجوة بين التعليم العالي وكل من التعليم الفني والعام، والأخرى عن تفعيل الشراكات بين القطاع العام وكليات العلوم. أن الجفوة التي تكتنف العلاقة بين الباحثين في العلوم الأساسية والمجتمع الصناعي قد يكون مردها إلى عدم قناعة الطرف الثاني من وجود جدوى مباشرة لأبحاث العلوم الأساسية في المجال الصناعي وهي لاشك قناعة خاطئة إذا ما نظرنا إلى التطبيقات المباشرة للعلوم الأساسية في العلوم التطبيقية الأخرى والدور المحوري الذي يؤديه الباحثون في العلوم الأساسية ضمن الفرق البحثية المختلفة، فالحدود بين النظرية والتطبيق ضبابية وما يُظَن انه نظريٌ اليوم قد يكون تطبيقي غداً بامتياز، بل أن تلك الحدود من الضبابية بحيث تلتبس حتى على المتخصصين؛

يقول العالم الرياضي الانجليزي هاردي G. H. Hardy (1877-1947)  الذي عرف بإسهاماته في مجال نظرية الأعداد Number Theory، وهو أحد فروع الرياضيات البحتة Pure Mathematics في مقدمه لأحد أعماله ما مضمونه انه لا تطبيق يرجى مستقبلاً لنظرية الأعداد Number Theory، واليوم إلى جانب التطبيقات الفيزيائية لنظرية الأعداد تشهد تقنية المعلومات Information Technology والاتصالات Communications أبهى صور تطبيقات نظرية الأعداد في ترميز Coding  وتخزين ونقل المعلومات حيث أن الكثير من الخوارزميات ALGORITHMS   التي  تستخدم لتعمية (تشفير) Ciphering المعلومات تستمد حصانتها من النتائج الأولية لنظرية الأعداد؛ فماذا عسى هاردي أن يقول لو قدر له أن يطلع اليوم على تلك التطبيقات.

المراجع

الكلمات المفتاحية

الزوار الكرام: يسعدنا مشاركتكم وتواصلكم حول هذا المقال

الكلمات المفتاحية

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

license
0 التعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
guest

شبكاتنا الاجتماعية

  • facebok
  • twitter
  • Instagram
  • Telegram
  • Youtube
  • Sound Cloud

يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة

icons
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x