الأرض والمريخ على استقامة واحدة

تمكّن الفلكي خالد عبدالله الجمعان مدير متحف الفلك الكويتي من التقاط صورة عالية الدقـة للمريخ يظهر فيها أحد أقطاب الكوكب المتجمدة باللون الأبيض وهو في الطريق لأقرب نقطة له من الأرض في ظاهرة مهمة لدى الفلكين الذين يعكفون على دراسة هذا الكوكب ومراقبته.

وأشار الجمعان إلى أن اصطفاف كوكب المريخ وكوكب الأرض سيكون عند منتصف الليل يوم السبت الموافق 3 مارس الجاري وفق توقيت مدينة الكويت، في ظاهرة تعرف فلكياً باسم "التقابل" Opposition والتي سيكون فيها كوكب المريخ على استقامة واحدة مع  الأرض وفي أقرب نقطة لها كذلك هذا العام بمسافة تقدر بـ 6737 وحدة فلكية "100.78 مليون كم" مؤكداً أن قصر المسافة بين المريخ والأرض تتيح للفلكين فرصة أكبر للتعرف على هذا الكوكب عن قرب من الأرض. وقال الجمعان أن كوكب المريخ سيظهر كنجم أحمر اللون أكثر لمعاناً عما كان عليه في السابق خلال هذا العام في طور التقابل مساء يوم السبت المقبل، وهذه الفترة ستكون أفضل ايام السنة لرصد وتصوير كوكب المريخ، ووفقاً للحسابات الفلكية سيكون خامس ألمع جسم  سماوي في سماء الكويت  بعد كل من "القمر – الزهرة – المشتري – نجم الشعرى اليمانية" بلمعان قدرة 1.23 يمكن رؤيته بعد غروب الشمس مباشرة في اتجاه الشرق، وحتى الفجر وهو يشق طريقة  في طريقة  باتجاه الغرب.

وذكر الجمعان أن كوكب المريخ وكوكب الأرض يقتربان نسبياً من بعضهما بشكل سنوي، وهو أمر طبيعي لا تأثير له على الأرض، ونظراً الى أن مدار كل من الكوكبين اهليجي فإن المسافة تكون متغيرة من تقابل إلى آخر استناداً إلى موقع الكوكبين في مداريهما في توقيت التقابل، والجدير بالذكر أن كوكب المريخ  لقب بالكوكب الأحمر بسبب توافر كميات كبير من أكسيد الحديد في تركيبة صخوره، ويعد ثاني أصغر كوكب في المجموعة الشمسية بعد كوكب عطارد والكوكب الرابع من حيث الترتيب في المجموعة الشمسية وتقدر مساحته بربع مساحة الأرض، وله قمران "ديموس وفوبس" و تبلغ مدة دوران المريخ حول الشمس 687 يوم، ومدة اليوم 24 ساعة و37 دقيقة، أي أن مدة النهار والليل فيه قريبة من ما هي عليه في الأرض، ويوجد في المريخ أكبر بركان في المجموعــة الشمسية "بركان جبل  أولمبوس" والذي تمتد قاعدته لمسافة 600 كيلو متر، كما يوجد به أقطاب متجمدة.

علماً بأن الرحلات الغير مأهولة لاستكشاف الكوكب الأحمر لا تزال مستمرة منذ أن بدأت  في عام 1964 وحتى الآن، وأن آخر رحلة  أنطلقت في نوفمبر من العام الماضي 2011 من قبل وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" والتي ومن المتوقع أن تصل الى سطح الكوكب في أغسطس المقبل 2012 في مهمة تستغرق عامين قدرت تكلفتها ب 2.2 مليار دولاراً، وقد حددت وكالة الفضاء الأمريكية عام 2025  موعداً نهائياً للرحلات المؤهلة التي تحمل على متنها رواد فضاء لدارسة أكثر تعمق بعد أن أشارت الدراسات الأولية لسطح الكوكب الى وجود الماء فيه.

البريد الإلكتروني للكاتب: K.aljamaan@ascckw.com
حساب الفلكي خالد الجمعان على إنستجرام: https://www.instagram.com/khaled_aljamaan/