تحرير الجينات يمنع إنتقال فيروس كورونا في الخلايا البشرية
د. طارق قابيل
الكاتب : الدكتور الهادي بن منصور
أستاذ محاضر للتعليم العالي - علم السموميات
09:14 صباحًا
25, نوفمبر 2014
على مدى عقوداً طويلة اعتبرت المضادات الحيوية الدواء الصحي الناجع والفعال لعلاج مجموعة متنوعة من الالتهابات البكتيرية لدى الانسان والحيوان والتي إذا تركت بدون علاج من الممكن أن تكون مميتة. يستخدم البنسلين وهو أول مضاد حيوي تم اكتشافه لمعالجة مرض السل، لعلاج الالتهابات البكتيرية ومنع الوفيات الناجمة عن الأمراض المعدية منذ سنة 1940 وهو واحد من بين عديد المضادات الحيوية التي تستخدم لعلاج الالتهابات البكتيرية والتي كان لها دور كبير في ازدياد متوسط العمر لدى الكنديين مثلاً بحوالي عشر سنوات في حين تعد فرنسا أكثر دولة أوروبية تستهلك المضادات الحيوية بمقدار 150 مليون جرعة في السنة.
لكن تسبب الاستعمال المفرط و خاصة سوء استخدام هذه المضادات بظهور بكتيريا مقاومة للعلاج وأصبحت المضادات الحيوية تمثل مشكلاً صحياً وبيئياً على المستوى العالمي، حيث أن هذه المشكلة لا تقتصر على البلدان النامية بل هي أكثر وضوح في البلدان المتقدمة الأكثر استخدام لهذه الأدوية حيث أصبحت أغلب الالتهابات البكتيرية مقاومة للعلاج بالمضادات الأكثر شيوعاً. فعند اساءة استعمال المضادات الحيوية فإن ذلك يساعد على خلق كائنات دقيقة تتسبب في التهابات يصعب علاجها.ب
تستهلك المستشفيات ما يعادل 190 مليون جرعة من المضادات الحيوية يومياً كما يصف الأطباء للمرضى من خارج المستشفيات أكثر من 133 مليون جرعة في حين يصعب تقدير كمية الجرعات التي تستهلك بدون وصفات طبية. تشير التقديرات أن 50% من الوصفات الطبية في الفترة الأخيرة ليست ضرورية حيث أنها توصف لعلاج نزلات البرد والسعال والالتهابات الفروسية علاوة على ذلك غالب ما يتغاضى المريض على إستعمال كامل دواءه ولا يتقيد بتناول كامل الجرعات مما يؤدي إلى مشاكل أخرى أيضاً. أضحى كان المريض يأخذ مضاداً حيوياً لبضعة أيام بدلاً من أخذه للجرعة الكاملة فإنه يخلص الجسم من بعض أنواع البكتيريا ولكن ليس كلها فتصبح هذه الأخيرة أكثر مقاومة ويمكن أن تنتقل إلى أشخاص آخرين عندما تصبح مقاومة للعلاج الأول فإن خطورة حدوث مضاعفات تصبح أكثر احتمال.
الإنسان الذي لا يستهلك المضادات الحيوية أو لا يسئ استخدامها ليس في مأمن من مضارها، فأغلب المنتوجات الحيوانية تحتوي على هذه المضادات. لا يخفى اليوم على أحد استعمال المضادات الحيوية بكميات كبيرة في تربية الأسماك والدجاج والأبقار وغيرها مما يعرض صحة الانسان للخطر عند استهلاكه لهذه المنتجات أو ما تتنجه من مواد كالحليب والبيض، حيث أثبتت العديد من الدراسات على وجود كميات من المضادات الحيوية تتجاوز الأرقام المسموح بها في المواد الغذائية و ارتباطها بظهور بكتريا مقاومة للعلاج مثل Vibrio cholerae and Vibrio parahaemolyticus.strains التي غالباً ما تصيب الأسماك التي تربى في الاقفاص العائمة. في حين أكدت دراسات أخرى على استعمال مواد محرمة دولياً ك Diflubenzuron في تربية الأسماك بالنرويج، وهو نوع من المبيدات التي تتسب في مرض السرطان لدى الانسان. وتبقى المعلومات شحيحة في الوطن العربي في ما يخص ترشيد استهلاك المضادات الحيوية لدى المرضى، و خاصة غياب المراقبة اللصيقة للمنتوجات الغذائية لمنع استعمال المضادات المحرمة دولياً لضمان صحة شعوبها.
البريد الإلكتروني للكاتب: hdbenmansour@gmail.com
الكلمات المفتاحية