أكثر من بليون شخص من 190 بلد في العالم يحتفلون سنويا باليوم العالمي لامنا الأرض تلبية لقرار الأمم المتحدة باعتبار يوم 22 ابريل يوما للأرض يستهدف نشر الوعي والاهتمام ببيئة كوكب الأرض، كما أنه اعتراف أيضا بالمسئولية الجماعية، التي دعا إليها إعلان ريو لعام 1992، لتعزيز الانسجام مع الطبيعة والأرض لتحقيق توازن عادل بين الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية للأجيال البشرية الحاضرة والمقبلة.
ويرجع تاريخ الاحتفال بذلك اليوم إلى عام 2009، حيث ناقشت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 64، قضايا البيئة والتنمية المستدامة والتنوع البيولوجى، وهي الدورة التي قدمت خلالها بوليفيا مقترحًا لتحديد يوم عالمي للاحتفال بالأرض الأم
وتعتبر عبارة "أٌمنا الأرض" شائعة في عدد من البلدان والمناطق ويراد بها كوكب الأرض، وتجسد الترابط القائم بين البشر وغيرهم من الكائنات الحية، والكوكب الذي نسكنه جميعا، فالبوليفيون على سبيل المثال، يطلقون على أمنا الأرض اسم "باتشاماما"، والنيكاراجويون يشيرون إليها باسم "تونانتزين".. كما أن مصطلح "الأرض الأم" يعكس العلاقة بين الكوكب ونظمه البيئية والإنسان.
يوم الأرض الأول
وبدأت مناسبة الاحتفال بذكرى "يوم الأرض" عندما ازدهرت الصناعة في الولايات المتحدة الأمريكية وأخذت المصانع تبث النفايات الصناعية الملوثة التي بدأت نتائجها وتأثيراتها تظهر على الإنسان والأنظمة الطبيعية والتي أدت أيضا إلى بروز الوعي بالبيئة ومشكلاتها وكان كتاب ريتشيل كارسون "الربيع الصامت" أول ناقوس إنذار للاخطارالتي تنتظر البيئة حيث أشارت في كتابها إلى أن المستقبل لا وجود للطيور فيه, وكانت المفاجأة أن الكتاب لقي رواجا منقطع النظير عام 1962.
وفي عام 1969 قام "السيناتور نلسون" بزيارة سانتا باربارا بولاية كاليفورنيا ، شاهد كميات كبيرة من النفط تلوث مياه المحيط الهادي بالقرب من السواحل الأمريكية لمسافة عدة أميال، وكان لهذا التلوث تأثير خطير على البيئة ويجعل حياة الأسماك والطيور والأحياء المائية مستحيلة.
وكانت تلك مقدمات نشوء فكرة "يوم الأرض" بين مختلف شرائح المجتمع فنجح, وقام بتمرير قانون يخصص يوم 22 أبريل من كل عام كعيد قومي للاحتفال بكوكب الأرض، وشارك في هذا اليوم حوالي 20 مليون شخص في تظاهرة سلمية في جميع أنحاء البلد، كما شاركت عشرة ألف مدرسة ابتدائية وثانوية وألفا جامعة وألف مجتمع سكاني محلي.. وكان ذلك هو الحدث الملفت الذي أصبح "يوم الأرض".
وقد ساعد يوم الأرض الأول في عام 1970م على تنبيه الناس لمخاطر التلوث، وحثهم على تبني حركة بيئية جديدة.. ففي نفس العام، استحدث الكونجرس الأمريكي وكالة الحماية البيئية لوضع وتطبيق المعايير المتعلقة بالتلوث.. كما أجاز الكونجرس أيضًا قانون الهواء النظيف لعام 1970م، الذي يحد من معدلات التلوث الهوائي الناتج من استخدام السيارات والمرافق العامة والصناعات.. وتلا ذلك بوقت قصير، صدور قوانين وتشريعات بيئية جديدة أخرى.. ونشأت وكالات لحماية البيئة من تخريب الإنسان لها, كما تأسست منظمات ذات طابع سلمي مثل غرين بيس عام 1971 في كندا.
ويمثل يوم 22 أبريل فصل الربيع في نصف الكرة الأرضية الشمالي وفصل الخريف في نصف الكرة الأرضية الجنوبي.. ولا يزال اليوم العالمي للبيئة، الذي يتم الاحتفال به في 5 يونيو من كل عام هو المناسبة البيئية الرئيسية للأمم المتحدة.
المدن الخضراء
اتخذت الأمم المتحدة وشبكة يوم الأرض موضوع يوم المدن الخضراء للاحتفال بيوم الأرض 2014 وسيركز هذا الموضوع على عدة قضايا بيئية ومنها قضية الهجرة من الريف إلى المدينة وقضية التغير المناخي والاحترار العالمي التي أصبحت اليوم بارتفاعها تشكل حقيقة كئيبة وكذا موضوع الحاجة إلى تكوين مجتمعات التنمية المستدامة وتعزيز التعاون العالمي في هذا الإطار بما يخدم إنشاء المدن الخضراء التي يجب آن تعتمد على الاستثمارات الذكية والتكنولوجيا المستدامة وإتباع سياسة الإدارة البيئية المستدامة والتوعية المستدامة ومن خلال هذه الاتجاهات والسياسات يمكن للمجتمعات الانتقال إلى المدن الخضراء لخدمة بلايين البشر على الأرض.
- هذا وقد وضعت شبكة يوم الأرض مجموعة أدوات وموارد وأفكار تمكن المجتمعات من المشاركة في الاحتفالات بيوم الأرض وفيها أيضا المزيد من المعلومات جول يوم الأرض تجدونها على الرابط التالي :
- http://www.earthday.org/greencities/earth-day-2014/