ولدت فكرة جمعية الشرق الأوسط للبحوث السرطانية في أيلول من عام 2009 في مدينة مونتريال حيث أقيم وأعمل كباحث في علم السرطان في جامعة مكغيل منذ أكثر من عشرين سنة.
لقد كانت فكرة إنشاء مثل هذه الجمعية بمثابة حلم لي، و أعتقد أنها كانت حلماً للكثير من الباحثين في الشرق الأوسط في مجال السرطان، و خاصة أولئك اللذين يعملون في أمريكا و أوروبا من أصول شرق أوسطية، حيث يوجد مثل هذه الجمعيات منذ عشرات السنين و يتمتع الباحثون بمزايا تلك الجمعيات التي توفر لهم فرصة للتعارف و التعاون العلمي في المجال الواحد و تسمح لهم للتعرف على أنواع المشاريع العلمية التي يقومون بها.
بعد ولادة الفكرة تم عرضها و مناقشتها مع عدد من الزملاء في عدة بلدان من الوطن العربي والشرق الأوسط. تبلورت نتيجة هذه النقاشات عن ضرورة إنشاء مثل هذه الجمعية في الوطن العربي و الشرق الأوسط كجمعية غير ربحية تعمل على تأمين شبكة التواصل العلمي في مجال بحوث السرطان. و كانت الخطوة الأولى لإنشاء الجمعية على أرض الواقع هي تسجيلها بشكل رسمي في مونتريال كندا، كجمعية غير ربحية للأبحاث السرطانية تحت عنوان جمعية الشرق الأوسط للبحوث السرطانية، و بدأت مسيرة الألف خطوة لمحاربة السرطان في منطقتنا بالنسبة لنا كباحثين.
الهدف الرئيسي من وراء تأسيس الجمعية هو تشجيع التعاون العلمي بين الأطباء المعالجين والباحثين وطلبة الدراسات العليا بالإضافة إلى العاملين مع مرضى السرطان في الشرق الأوسط.
لتحقيق هذا الهدف، تقوم الجمعية بتنظيم مؤتمر سنوي لها في إحدى بلدان الشرق الأوسط، بالتعاون مع إحدى الجامعات في المدينة التي سيقام بها المؤتمر، على أن يكون في بلد مختلف كل عام مما يزيد من فرص التعاون العلمي ما بين الأطباء والباحثين و طلاب البلد المضيف مع بقية الباحثين الوافدين من الدول الأخرى.
ومن ناحية أخرى، و لتعميق هدف الجمعية في تشجيع تبادل البحوث العلمية والتعاون العلمي بين بلدان الشرق الأوسط. قمنا بتأسيس مجلة علمية عالمية للبحوث السرطانية تابعة للجمعية هي مجلة البحوث السرطانية السريرية: Clinical Cancer Investigation Journal
وقد تم اختيار كوكبة من علماء الشرق الأوسط و العالم لتشكيل هيئة التحرير لهذه المجلة التي تستقبل المقالات العلمية من كافة العالم و تقوم بنشرها بعد التحكيم العلمي على المستوى العالمي، وهي أيضاً مجلة علمية غير ربحية.
وتم التعاقد مع شركة ميدنو للنشر و الطباعة في كانون الأول من عام 2011، حيث تم إنشاء موقع المجلة و من ثمّ طباعتها بحيث نقوم بنشر أربع أعداد في السنة الأولى والثانية، على أن يتم زيادة الأعداد تدريجياً لتصبح بمثابة مجلة شهرية خلال فترة لا تتجاوز الأربع سنوات. و بالفعل استكملنا نشر الأعداد الأربعة الأولى من المجلة لعام 2012، و نعمل حالياً على أعداد عام 2013 محققين بذلك ما خططنا له خلال السنتين الأولى و الثانية. يمكن قراءة المجلة على الانترنت بشكل مجاني على موقعها الرسمي.
كما تساهم الجمعية بالتطور العملي و التقني في مجال الأبحاث السرطانية من خلال تنظيم ورشات عمل خلال المؤتمرات ليضطلع الباحثين و الطلاب على آخر التقنيات العلمية في هذا المجال. هذا بالإضافة إلى إنشاء صندوق تبرعات من أجل البحوث العلمية في بلدان الشرق الأوسط على غرار ما هو متعارف عليه في البلدان المتقدمة، حيث أن نسبة كبيرة من نفقات البحوث العلمية و خاصة السرطانية تأتي كتبرعات من أشخاص أو مؤسسات عامة أو خاصة.
منذ تسجيل الجمعية في كانون الأول من عام 2009، قمنا بعقد المؤتمر التأسيسي للجمعية في جامعة حلب في سورية في أيار 2010 و حضر هذا المؤتمر ما يقارب 30 عالماً وعالمة من عدة بلدان في الشرق الأوسط بما فيها البلد المضيف سورية، الأردن، تركيا، السعودية، ليبيا، المغرب، باكستان، إيران و مصر. و تم في هذا المؤتمر التصديق على أهداف الجمعية و نشاطاتها و قانونها الداخلي فيما يتعلق بالأعضاء و الإدارة.
وتم اتخاذ قراراً بإنشاء موقعها الالكتروني الرسمي، و عقد المؤتمر العلمي الأول لها في مصر. و تم بالفعل عقد المؤتمر الأول في طنطا، مصر بالتعاون مع جامعة طنطا في كانون الأول من عام 2011، و حضر المؤتمر أكثر من مئة باحث و باحثة من بلدان الشرق الأوسط و الولايات المتحدة وفرنسا وكندا. ثم عقد المؤتمر العلمي الثاني في مدينة صفاقص في تونس بالتعاون مع مركز البيوتكنولوجيا و جامعة صفاقص في تشرين الثاني 2012 والذي استقطب العديد من الباحثين الشباب. و حالياً يتم التحضير لعقد المؤتمر السنوي الثالث في مدينة الرباط في المغرب بالتعاون مع جامعة محمد الخامس.
بناءً على الوضع العلمي الدولي و خاصة في البلدان المتطورة في مجال بحوث السرطان و بإسم جميعة الشرق الأوسط للبحوث السرطانية أوجه دعوة ودية لكل الباحثين و طلاب الدراسات العليا و العاملين بشكل يومي مع مرضى السرطان للإنضمام إلى هذه الجمعية و المشاركة في فعالياتنا المختلفة لتشجيع التبادل المعرفي و العلمي بالمنطقة و الذي يمكن أن يحرز نتائج هامة لتخفيف آثار هذا المرض في منطقتنا. يمكن الانضمام لهذه الجمعية عن طريق ملئ الاستمارة الموجودة على موقعنا، و دفع الرسم السنوي للانتساب و هو مبلغ رمزي يهدف لدعم نشاطات الجمعية.
وأخيراً، وباسم كل عزيز فقدناه أوعزيزة فقدناها بسبب السرطان، أوجه نداء لكل الأشخاص و المؤسسات العامة و الخاصة في الشرق الأوسط والوطن العربي بدعم البحوث العلمية و خاصة البحوث السرطانية و التي هي الطريق الوحيد لمكافحة هذا المرض القاتل و الأهم من ذلك للمساهمة في رفع مستوى الشرق الأوسط علمياً و ضمه للحركة العلمية العالمية.
المراجع