أمل لمرضى التهاب الأمعاء
الكاتبون : أ. د. عبدالرؤوف المناعمة - روان حسن ريدة
الكاتب : المحرر
منظمة المجتمع العلمي العربي
02:32 صباحًا
25, أكتوبر 2013
في سابقة أولى لطبيب عراقي، تم نقش اسم البروفسور العراقي الدكتور قيس كبة على جدار الشرف في الجمعية الطبية البريطانية، ليبقى الاسم شاهداً للأجيال القادمة اعترافاً بتفوق طبيب عالم من بلاد الرافدين. وبهذه المناسبة، أقيم احتفال في مقر الجمعية في لندن، حضره لفيف من الأطباء والعلماء من أنحاء العالم، بينهم من تم تكريمه مع البروفسور كبة.
ومنذ تأسيس الجمعية قبل أكثر من قرنين من الزمان، لم ينقش على هذا الجدار سوى 700 اسم لعالم أو طبيب، حتى اليوم. أما البروفسور قيس كبة العراقي الجنسية، فهو أول من يحصل على هذا التكريم دون أن يكون بريطانيا من أصول أخرى. و قد رشحته الجمعية الطبية الملكية لغزارة علمه وخدماته الجليلة لبلده و ليس لخدماته لبريطانيا.
كرّس قيس كبة حياته لخدمة بلده. و لم يغادر العراق إلا عام 2007 حينما بلغ من العمر 74 عاماً بعد أن قامت ثلّة من المجرمين باختطافه من عيادته في بغداد. بعد دفع الفدية وإطلاق سراحه قرر مغادرة البلد الذي لم يفكر يوماً بالهجرة منه رغم الفرص المهمة التي كانت متاحة له في العالم. وقد تتلمذت على يديه أجيال من الأطباء العراقيين والعرب، وخرجت مجلدات من الأبحاث العلمية، ورأى النور آلاف الأطفال العراقيين، وشهدت عيناه ابتسامات آلاف الأمهات اللواتي حرمن الأمومة لسنوات حتى خبرن لحظاتها الأولى على يديه. وقد كان تخصصه النادر في معالجة سرطان الرحم سبباً آخر يضاف إلى رسالته الجليلة.
ساهم الدكتور كبة في تأسيس الكثير من الجمعيات الطبية في العراق و تطويرها، و ترأس الكثير منها، مثل جمعية النسائية و التوليد، و جمعية مكافحة العقم، وجمعية مكافحة السرطان، وجمعية مكافحة السكري، بالإضافة إلى مساهماته في تأسيس كليات الطب في جامعتي الموصل و البصرة، وتطوير وبناء أقسام النسائية والتوليد في الكثير من المستشفيات العراقية، و في تأسيس المجلس العربي للاختصاصات الطبية، «البورد العربي»، والمجلس العلمي العربي للنسائيات والولادة، مؤسساً و رئيساً، وقد ترأس الكثير من الجمعيات والأقسام وأصبح عميداً لكلية الطب في الجامعة المستنصرية بين عامي 1979 -1980. ومثل أي عالم حقيقي، كرّس البروفسور كبة وقته و جهوده لرسالته العلمية الإنسانية، غير مبالٍ بجمع المال و لا بالترويج لنفسه، و عاش عمره متواضعاً معطاءً، يحظى بحب طلبته و مرضاه، و ما زال، منذ أن غادر العراق، يرنو إلى العودة إليه من جديد، و يزرع نخلة عراقية في كل شرفة يسكن إليها و حديقة لبيت جديد، حتى في قلب مدينة الضباب.
ومن الجدير بالذكر أن بريطانيا سبق لها وأن كرّمت هذا العالم العراقي الجليل عبر الكلية الملكية البريطانية للنسائية و التوليد عام 1987 و قد قدمت له الأميرة الراحلة الليدي ديانا سبنسر شهادة التكريم.
الكلمات المفتاحية