مجلة أجسر – مجلة عربية محكمة في مجال العلوم – زورو موقعنا

جينوم قطر

الكاتب

الكاتب : د. طارق قابيل

أستاذ التقنية الحيوية المساعد

الوقت

01:28 مساءً

تاريخ النشر

24, ديسمبر 2013

على ما يبدوا أن الخليج العربي كان على موعد في هذه الأيام الباردة مع أخبار علمية ساخنة، قد تضع هذه الدول على خارطة أهم البحوث العلمية المستقبلية، فقد أعلنت قطر عن بدء إطلاق مشروع «جينوم قطر». بعد أيام قليلة من إعلان المملكة العربية عن مشروعين مماثلين في مجال جينوم النخيل، والجينوم السعودي البشرى.

ومن المعلوم أنه قد حازت دولة قطر قصب السبق في مجال المورثات في العالم العربي، بعد نجاحها في عمل خريطة وراثية للنخيل، ثم تلاها فكّ الشفرة الوراثية للمها العربي في إنجاز غير مسبوق لحماية المها العربي من خطر الانقراض الذي يحيط به منذ عقود.

وتعود قطر لتضرب من جديد في هذا المجال العلمي المتميز بعد أن أعلنت الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بالأمس فقط عن إطلاق مشروع «جينوم قطر».

ومشروع مشروع «جينوم قطر» مشروع جديد طموح يستهدف تحويل المراكز الصحية إلى مراكز بحثية وأكاديمية تربط بين الخبرات العملية ونتائج البحث العلمي، لتحديد الجينات المسببة لبعض الأمراض المستوطنة والمزمنة باستخدام تقنيات ودراسات الجينوم البشري.

وجاء حديث الشيخة موزا بنت ناصر في افتتاح مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش)، أمس، في العاصمة القطرية الدوحة، بحضور قادة وكبار المسؤولين الحكوميين والأكاديميين وخبراء وبمشاركة قرابة 1000 من المبتكرين والمعنيين بمجال الرعاية الصحية، ونخبة من رواد الأعمال من أكثر من 67 دولة من حول العالم.

ويتوقع أن يحقق مشروع «جينوم قطر» نقلة كبيرة غير مسبوقة على صعيد تشخيص الأمراض وعلاجها والتنبؤ بما ستؤول إليه مما يؤكد اتجاه قطر في إرساء منظومة رعاية صحية بمعايير فائقة تضاهي أفضل المعايير الدولية.

بداية الطب الشخصي

يشير هذا المشروع إلى أن استراتيجية الرعاية الصحية في قطر تمتد من مرحلة بحوث المختبرات إلى مرحلة التطبيقات العلاجية، من أجل الوقاية من. وقالت الشيخة موزا إن دولة قطر قطعت شوطا كبيرا في تحقيق رسالة المؤتمر في التصدي لمختلف التحديات الصحية، وقالت: «سعينا إلى بناء ثقافة صحية من منظور شامل، عملنا من خلاله على تحويل مراكزنا الصحية إلى مراكز بحثية وأكاديمية تربط بين الخبرات العملية ونتائج البحث العلمي».

وأضافت: «وكنتيجة لهذا الربط بين البحث العلمي والواقع الإكلينيكي نعلن عن مشروع (جينوم قطر)، الذي يجسد خريطة طريق للعلاج في المستقبل بما يعرف بالطب الشخصي». وأكدت أن «الابتكار في جوهره يتجسد هنا في الكيفية التي نفكر فيها، والآلية التي نحل بها المشكلات، والطريقة التي نضع فيها السياسات والبرامج، علاوة على تطوير التقنيات بطبيعة الحال». وأضافت أن «الابتكار ليس مجرد بحث عن علاج أفضل، وإنما يكمن في الكيفيات التي تقود إلى تقليص الحاجة إلى العلاج، ولعل من بينها غرس الثقافة الصحية بين المواطنين وتشجيعهم على السلوك الصحي والنشاطات الصحية».

وأضافت: «إننا لنرى في هذا المؤتمر الفضاء الأرحب والأكثر تحفيزا على ابتكار الحلول المناسبة للسيطرة على تحديات صحية كثيرة، ستكون مواضيع للبحث في جلسات المؤتمر».

وعدت الشيخة موزا أن «مثل هذه التحديات، تدفعنا جميعا بروح الشراكة الأخلاقية والمعرفية والتنفيذية إلى توظيف الابتكار في صناعة الحلول. فكلما نجحنا في تحقيق تقدم ما على مستوى الرعاية الصحية، نكون بذلك قد وفقنا في الدفاع عن المستقبل وأجياله».

وأكد السيد "نيلز دولير" نائب وزير الصحة الأمريكي الأهمية الـبـالـغـة لمـشـروع "جـيـنـوم قـطـر" الــــذي أعـلـنـت عـنـه صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قــطــر لـلـتـربـيـة والـعـلـوم وتـنـمـيـة المــجـتــمــع، خــــلال الـجـلـسـة الافتتاحية لفعاليات الدورة الأولى للقمة العالمية في مجال الرعاية الصحية.

وبين نائب وزير الصحة الأمريكي، في تصريحات صحفية أمـس، ان هـذا المـشـروع يـعـتـبـر مـن المـشـاريـع المـهـمـة جـدا ويتضمن أعلى درجة من التكنولوجيا الحديثة، والولايات المتحدة من جانبها حريصة على التعاون مع دولة قطر في مجال التكنولوجيا بشأن هذا المشروع.

وشدد على أن دولة قطر لا تحتاج بالتأكيد إلى أي نوع من المساعدات المالية حول هذا المشروع لأنها دولة غنية وتمتلك كما هائلا من الموارد، لكن الولايات المتحدة يمكنها أن تساهم في النواحي التقنية لخدمة هذا المشروع. ومـن ناحية ثانية، أبـدى المسئول الأمريكي إعجابه الشديد بـمـؤسـسـة قـطـر، وقـال إنـه رأى أشـيـاء مـذهـلـة فـي المـؤسـسـة ونـحـن فـي الـولايـات المـتـحـدة نتطلع إلـى مـزيـد مـن التعاون معها من أجل دعم الرعاية الصحية حول العالم.

ويعد مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية «ويش» إحدى المبادرات الكبرى التي تهدف إلى توفير السبل وتشجيع روح الابتكار في تقديم خدمات الرعاية الصحية في مختلف أنحاء العالم. وفي تصريح له، تحدث المهندس سعد إبراهيم المهندي رئيس مؤسسة قطر عن مشاريع المؤسسة الرامية إلى تعزيز الابتكار في الرعاية الصحية داخل قطر وخارجها، التي أصبحت ركيزة رئيسة في السعي نحو تحول دولة قطر لتصبح مركزا عالميا للتميز في الممارسات الطبية والتعليم والبحوث.

وأضاف: «على مدار السنوات القليلة الماضية، أنشأت مؤسسة قطر قطاعا عالميا نشطا ومتنوعا للبحوث يتألف من شبكة من المعاهد والمراكز البحثية تضم الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، وكلية طب (وايل كورنيل) في قطر، ومعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، ومركز قطر لبحوث القلب والأوعية الدموية، والجمعية القطرية للسكري»، مشيرا إلى أن مركز السدرة للطب والبحوث سيصبح، عندما تكتمل مراحل تشغيله في عام 2015، أحد أكثر المستشفيات تقدما في العالم.

ومن ناحيتها قالت الدكتورة حنان الكواري المديرة العامة لمؤسسة حمد الطبية إن رؤية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع تسهم بشكل كبير في تحسين وإثراء مشاريع الاستراتيجية الوطنية للصحة. وأضافت حنان الكواري، في مؤتمر صحفي عقد على هامش فعاليات اليوم الأول من مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش)، أن مشروع جينوم قطر عبارة عن رسم خريطة جينية متكاملة للشعب القطري بهدف إدخال تقنيات الطب الشخصي الذي سيحدد برامج العلاج لكل حالة مرضية على حدة وفقا للمعطيات الجينية الخاصة بالمريض.

وأوضحت أن المشروع سيسعى إلى إيجاد حلول علاجية للأمراض المنتشرة في المجتمع القطري مثل السكري والسمنة والسرطان والضغط لتتلاءم مع الطبيعة الجينية للمريض، لافتة إلى أن هذا المشروع الطموح من المشاريع طويلة الأمد التي تسعى قطر من خلالها إلى المضي قدما في تنفيذها خلال السنوات المقبلة.

ولفتت إلى وجود عدة مشاريع تنبثق عن المشروع تم البدء في تنفيذها مثل بحوث الجينات التي تتبناها المراكز البحثية في مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة قطر، مشيرة إلى سعي الجهات الصحية لزيادة عدد العينات التي سيتم سحبها من المواطنين بهدف خدمة المشروع.

من جانبه، قال المهندس سعد المهندي رئيس مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع إن إطلاق مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش) يأتي في سياق تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 والتي تعمل على الرقي بالرعاية الصحية وهو ما تحقق عبر تطوير المراكز الصحية والمستشفيات القطرية لتصبح مراكز طبية بحثية.

وأكد أن مؤسسة قطر داعم رئيسي لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 للرقي بالخدمات الصحية عبر التعليم المستمر والبحث العلمي وتنمية المجتمع للمساهمة في تحقيق رؤية قطر الوطنية. وأشار إلى أن إنشاء مؤسسة قطر لكلية طب (وايل كورنيل) ومركز البحوث الحيوية والسدرة يأتي في سياق استمرارية البحث العلمي وتقديم نماذج راقية من الخدمات الصحية تصبح نموذجا في المنطقة.

الزوار الكرام: يسعدنا مشاركتكم وتواصلكم حول هذا المقال

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

license
0 التعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
guest

شبكاتنا الاجتماعية

  • facebok
  • twitter
  • Instagram
  • Telegram
  • Youtube
  • Sound Cloud

يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة

icons
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x