مجلة أجسر – مجلة عربية محكمة في مجال العلوم – زورو موقعنا

تفسير إختلاف التقويم الفرعوني – القبطي عن الغريغوري – الغربي

الكاتب

الكاتب : أ. د. أشرف لطيف تادرس

المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقي - حلوان - مصر

الوقت

03:41 مساءً

تاريخ النشر

21, أبريل 2015

يعتبر التقويم القبطي / الفرعوني / المصري القديم هو اقدم التقاويم في العالم حيث بدأ عام 4241 ق م. وقد قام على اساس نجمي حيث يبدأ مع الشروق الاحتراقي لألمع نجم في السماء وهو "الشعري اليمانية" عندما يظهر في الأفق الشرقي قبيل شروق الشمس امام أنف أبو الهول متزامنا مع فيضان النيل الذي يصل إلي العاصمة "منف" في هذا التوقيت ، فحسبوا الفترة بين ظهورين له فوجدوها 365 يوم وربع ، وقسموها إلي 12 شهرًا ؛ كل شهر 30 يوما ، ثم أضافوا المدة الباقية وهي خمسة أيام وربع وجعلوها الشهر الثالث عشر وأسموه الشهر الصغير أو النسيئ علي أن يكون عدد أيامه خمسة أيام كل ثلاث سنوات (وهي سنوات بسيطة عددها 365 يومًا) ، وفي السنة الرابعة يكون عدد أيام شهر النسيئ ستة أيام (وتسمى بالسنة الكبيسة وعددها 366 يومًا).. وهذا التقسيم دقيق جدا بالنسبة للمواسم الزراعية في مصر ، ويتبعه الفلاح المصري الى الان.

واستمر المصريون في استخدام هذا التقويم الفرعوني حتى دخلت المسيحية مصر واستمر الاقباط في استخدام هذا التقويم ايضا حتى احتل الرومان مصر وحدثت أكبر مذبحة للأقباط على يد دقلديانوس الأمبراطور الروماني اذ عذب وقتل مئات الآلاف من الأقباط عام 284 م ، فحذفوا كل السنوات التي كانت قبل هذا التاريخ من التقويم الفرعوني وبدأوا التقويم الفرعوني/القبطي الجديد بالعام الاول للشهداء ، وسُمى هذا التقويم بعد ذلك بتقويم الشهداء وهو ما يُسمى الان بالتقويم القبطي.

ومن ناحية اخرى بدأ التقويم الغربي/الروماني عام 570 قبل الميلاد تزامنا مع بناء مدينة روما .. وعلى ذلك تم تحديد تاريخ ميلاد السيد المسيح تبعا لتاريخ الدولة الرومانية التي كانت تسيطر علي الأمة اليهودية في ذلك الوقت بانه عام 570 لتأسيس مدينة روما.

والسنة الرومانية هي سنة شمسية مقسمة إلي 12 شهرًا وعدد أيامها 365 يوما فقط وظلت هكذا إلي عهد الإمبراطور يوليوس قيصر الذي لاحظ اختلاف هذا التقويم عن التقويم المصري ، ففي عام 45 ق م أصدر أمره لعالم فلكي مصري يسمي سوسيجينس وأوكل له ضبط السنة الرومانية كالسنة المصرية تماما .. ففعل ذلك سوسيجينس ، وأضاف ربع يوم إلى طول السنة الرومانية ، ليصبح يوما كاملا  كل أربعة سنوات (السنة الكبيسة) لتصبح 366 يوماً ، وسمى هذا التقويم بالتقويم اليولياني .. فلما تولي أغسطس قيصر الحكم أستبدل الشهر الثامن الذي يلي يوليو باسم أغسطس تخليدا لذكراه جاعلا عدد أيامه31 يومًا مثل يوليوس وذلك بنقصان يوما أخر من شهر فبراير ليكون 28 يومًا في السنوات البسيطة و29 يومًا في السنوات الكبيسة.

وظل استعمال هذا التقويم ساريا حتى مجمع نيقية سنة 325 حيث كان مسيحيو العالم يحتفلون بعيد الميلاد المجيد يوم 29 كيهك حسب التقويم القبطي/الفرعوني/المصري القديم/الشرقي، الموافق 25 ديسمبر حسب التقويم الروماني/الميلادي/اليولياني/الغربي.

وظل العالم الغربي في استعمال التقويم اليولياني المتوافق تماما حينذاك مع التقويم المصري حتى جاء البابا غريغوريوس الثالث عشر بابا روما سنة 1582 فلاحظ ان الاعتدال الربيعي بعد أن كان يقع في 25 برمهات الموافق 21 مارس في أيام مجمع نيقية سنة 325 م أصبح يقع في يوم 11 مارس في سنة 1582م .. وكان هذا نتيجة خطأ في حساب طول السنة، اذ  كانت السنة في التقويم اليولياني تحسب على أنها 365 يومًا و 6 ساعات. ولكنها في الحقيقة حسب الحسابات الفلكية التي قام بها الفلكيان ليليوس وكلفيوس حينذاك هي 365 يومًا و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية أي أقل من طول السنة اليوليانية بفارق 11 دقيقة و14 ثانية، وتراكم هذا الفرق منذ مجمع نيقية عام 325م حتى عام 1582 صنع حوالي عشرة أيام تراكمية على التاريخ، اي يتجمع هذا الفرق مكونًا يومًا واحدًا كل 128 سنة .. فأمر البابا جريجوري بحذف عشرة أيام من التقويم الميلادي (اليولياني) حتى يقع 25 ديسمبر في موقعه كما كان منذ مجمع نيقية ، وسمى هذا التعديل بالتقويم الغريغوري فنام الناس يوم الخميس 5 أكتوبر 1582 وأصبحوا يوم الجمعة 15 أكتوبر في جميع أنحاء إيطاليا.

وقد تقرر عدم احتساب السنوات القرنية "التي تحتوي علي الصفرين" كسنوات كبيسة طالما لم تقبل القسمة علي 400 بدون باقي، وعلي ذلك كانت سنة 1600، 2000 كبيستان في كلا التقويمان اليولياني والغريغوري، أما السنوات 1700-1800-1900 فكانت كبيسة في التقويم اليولياني فقط (والقبطي ايضا) وكانت بسيطة في التقويم الغريغوري .. ومعنى ذلك أن يكون الفرق بين التقويم اليولياني والتقويم الغريغوري ثلاثة أيام كل 400 سنة يتم استقطاعها من التقويم الغريغوري لضمان رجوع الاعتدال الربيعي وكذلك الأعياد الكبرى الثابتة إلي ما كانت عليه أيام مجمع نيقية .. وعلى ذلك فقد وضع البابا غريغوريوس قاعدة تضمن وقوع عيد الميلاد (25 ديسمبر) في موقعه الفلكي وذلك بحذف ثلاثة أيام كل 400 سنة ، وهو ما عُرف فيما بعد بالتقويم الغريغوري الذي عمل به الغرب إلي يومنا هذا.. وفى تلك السنة أصبح 29 كيهك (عيد الميلاد المجيد) يوافق 7 يناير (بدلا من 25 ديسمبر) لأن هذا الفرق قد أصبح 13 يوما الان.

 

 

الكلمات المفتاحية

الزوار الكرام: يسعدنا مشاركتكم وتواصلكم حول هذا المقال

الكلمات المفتاحية

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

license
0 التعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Anonymous
Anonymous
06/09/2019 5:20 مساءً
عنوان التعليق
إنه ليس تعديلا بل تزويرا
guest

شبكاتنا الاجتماعية

  • facebok
  • twitter
  • Instagram
  • Telegram
  • Youtube
  • Sound Cloud

يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة

icons
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x