تُعاني كثيرٌ من الدول حُروباً ونِزاعاتٍ وصِراعاتٍ، مِمَّا نتجَ عن ذلك مَوجاتٍ كبيرة ومُتلاحقة مِن الهجرات والنزوح واللجوء إلى وِجهاتٍ آمنة، أو إلى أماكنَ أقلَّ خطراً. هذا الوضع المأساوي حَرَّكَ الضمائر الحية عبر العالم، والتي سَعَتْ بِدَوْرِها إلى تقديم العون وبذل قُصارى الجُهد والوقت والمال لإنشاء مراكزَ وصناديقَ للإغاثة والإنقاذ والدَّعم. الحمد لله، هذه الحروب والنزاعات والكوارث التي تشهدُها هذه الدول، قطْعاً لن تستمرَ إلى الأبد، ولا بد أن يأتيَ يومٌ وتنتهي. فماذا أعددنا لذلك؟
عندما تنتهي هذه الحروب وتَشْرَعُ المنظمات الدولية والمراكز العالمية بتنظيم وتسهيل عودة هؤلاء النازحين والفارين والمُهجَّرين إلى بلدانهم، فإنهم يجدون أوطانَهم ومُدُنَهم مدمرةً تماماً أو شبهَ مدمرة، بسبب الخراب الشامل الذي لَحِقَ المؤسسات والمرافق الأساسية والبُنـى التحتية. هذا الأمر، يَخلُقُ حالة جديدة من المعاناة والألم لهؤلاء الناس الذين يقضون سنوات طويلة في ظروف أقل ما يمكن أن يُقال عنها أنها ظروف لا إنسانية، وعندما يعودون يجدون واقعا أشدَّ سوءاً وأكثرَ قتامة.
مَن سَيَبْني البلدان التي دُمرتْ؟ مَن سَيَشُقُّ طرقاتِها ويُقِيمُ جسُورَها وسدُودَها؟ من سيُنشئ عُمرانَها ومرافِقَها الأساسية مِن مدارسَ وجامعاتٍ ومستشفيات؟ مَن سيُعالج المرضى والجرحى؟ مَن سيُعلِّم الأطفال ويُثقِّفُ الأجيال القادمة؟ مَن ومَن …؟ تبذلون أنتم اليوم قُصارى جُهدِكُم وكلَّ ما بِوُسعِكم في إغاثة هؤلاء المنكوبين والمُهجَّرين والفارين بأرواحِهم مِن نيران الحروب، وتقدمون ما تيسَّر مِن الدَّعم والعَوْنِ للنازحين الباحثين عن الأمن والمأوى والغذاء والدواء. هل زادَ العبء عليكم في توفير احتياجات لا تنقضي من الماء والغذاء والدواء والأغطية والخِيّام، للاجئين والمهجرين والنازحين؟ هل تطمحون إلى توفير حياة كريمة طبيعية ومستقرة لكل هؤلاء الذين يُعانون بسبب الصراعات والحروب والكوارث؟
كيف؟ وما هو الحل؟
الحل يَكمُن في استثمار وإعادة تأهيل الثروة البشرية العلمية لتكون قادرة على المساهمة في التنمية الشاملة والمستدامة في تلك البلدان التي تعرف أوضاعا وظروفا استثنائية صعبة ومعقَّدة. إنهم العلماء والباحثون والأكاديميون، الأطباء والمهندسون والخبراء، طلاب العِلم والمبدعون، هم سلاح الأمة وعقولُها، وهم بحول الله تعالى وقوَّتِه، من سيعيدُ بناءَ ما تهدم، وترميم ما تحطّم، ومعالجة المرضى والجرحى، وتعليمَ وتثقيف الأجيال الحالية والقادمة، وحفظِ الثقافة والهوية الوطنية لبلدانِهم وشعوبِهم.
- لقد صُرفت على تكوينهم مليارات الدولارات، وفقدهم في هذه المرحلة فقد لمقدرات الأمة وثرواتها ومستقبلها.
- إن توفير وظيفة مناسبة لأي منهم من شأنه أن يجعله يعيل أسرته وأهله ويخرج من دائرة الفقر والعوز إلى فئة الاستغناء والعطاء ويحفظ كرامته، ويقلل العبء على المانحين، وسوف ينفع الجهة التي يعمل لديها، وتزيد خبرته وعلمه ويُحفظ ليعود لبناء وطنه.
إنكم بلا شك تتفقون معنا على أهمية المحافظة عليهم، وتطويرهم وإعدادهم لتحمل مسؤولية بناء بلدانهم ومعالجة مواطنيهم وتعليم أجيالهم والنهوض بهذا العبء الثقيل وأداء هذه الأمانة على أكمل وجه وتدبيرِ هذه المسؤولية أحسن تدبير.
ندعوكم للمساهمة في:
“صندوق إنقاذ ودعم الثروة البشرية العلمية تحت الظروف الاستثنائية”
ونرحب بكم جميعاً في مملكة البحرين مساءَ يوم الأحد 28 محرّم 1438هـ / الموافق لـ 30 أكتوبر 2016م.
الغاية:
إنقاذ ودعم وتعزيز المجتمع العلمي، أفراده ومؤسساته تحت الظروف الاستثنائية التي تمر بها أمتنا. إعادة تأهيل المؤسسات العلمية والمحافظة على الكفاءات العلمية العربية من أكاديميين وباحثين وأطباء ومهندسين، الواقعين في ظروفٍ صعبة واستثنائية وتهيئة ظروف تشجعهم على البقاء في الوطن، ورفع المستوى العلمي والمهني لهم باعتبارهم ثروة بشرية وطنية وقومية ضرورية لإعادة البناء في أوطانهم.
أهداف المبادرة:
- المحافظة على ورعاية الثروة البشرية العلمية في عالمنا العربي والاسلامي، وإعادة تأهيلها من أجل مستقبل أفضل لهذه الأمة.
- توفير فرص حياة أفضل لهذه الشريحة، من خلال المساعدة في إيجاد فرص عمل وتعليم مناسبة.
- الاستفادة من العقول والخبرات العربية وتبنيها للحد من هجرتها إلى الخارج.
- رفع المستوى العلمي والتقني لهم وإعدادهم لإعادة بناء مستقبل بلدانِهم وخدمتها.
- استقطاب الكفاءات المتميزة ورعايتها.
- رفع المستوى العلمي والأكاديمي والعملي للمؤسسات العلمية والجامعات.
بعض الخدمات المقترح توفيرُها للشريحة المستهدفة:
- فرص عمل في المؤسسات البحثية والأكاديمية وفي المشاريع التنموية التي تطبق في البلدان العربية والاسلامية حسب تخصصاتهم وامكانياتهم.
- توفير وظائف مؤقتة كأستاذ زائر أو باحث مشارك متدرب ولبحوث ما بعد الدكتوراه.
- منح بحثية لاستضافة حملة الدكتوراه لقضاء فترة بحوث ما بعد الدكتوراه في جامعات ومؤسسات بحثية.
- منح دراسية لاستكمال دراسة طلاب الماجستير والدكتوراه في جامعات ومؤسسات بحثية.
- رفع المستوى العلمي لهم وإعادة تأهيلهم من خلال:
– تنظيم مقررات عالية المستوى ومكثفة يقوم عليها أساتذة عرب مغتربين ومتميزين في مجال تخصصهم في بعض الجامعات العربية، يحضرها ذوي الاختصاص منهم وكذلك أساتذة الجامعة المستضيفة (مدارس صيفية).
– تقديم الدعم لتسهيل حضور المؤتمرات والندوات وورش العمل المتخصصة.
– إعادة تأهيل الخريجين الجدد -وغيرهم حسب الحاجة- من الذين حصلوا على درجاتهم العلمية خلال فترات الأزمات والاحتلال (Fast-Track Education and Training)، و ذلك من أجل رفع مستواهم العلمي و التقني لاستيفاء وتحقيق متطلبات جهات العمل في الدول المستضِيفة لهم، وكذا لتمكينهم من إعادة إعمار بلدانهم فيما بعد.
- تشجيع ربط العلماء المقيمين خارج البلدان العربية بمشاريعَ في داخل العالم العربي، من أجل ضمان استمرار الصلة مع بلدانهم ومع العالم العربي، تمهيداً لعودتِهم.
- إكسابُهم مهارات جديدة ملائمة لفرص عمل أو لأعمال خاصة توفر لهم فرص العيش الكريم، مثل إجراء الدراسات و البحوث، الترجمة، الصحافة العلمية وغيرها.
- تسويق خبرات الشريحة المستهدفة لدى القطاع الخاص من شركات ومصانع وغيرها.
- الاهتمام برفع المستوى العلمي للمؤسسات العلمية والجامعات في الدول تحت الظروف الاستثنائية، ودعمها علمياً ومادياً.