المياه والتغير المناخي في المنطقة العربية
الكاتب : عبد الحكيم محمود
الكاتب : د. طارق قابيل
أستاذ التقنية الحيوية المساعد
12:37 مساءً
09, يناير 2017
اكتشف فريق من العلماء والباحثين الإيرلنديين عضوًا بشرياً جديدًا متخفيًا في الجهاز الهضمي لجسم الإنسان، ومن شأنه أن يُعيد النظر في كل ما كنا نظن أننا نعرفه عن أعضائنا الداخلية. وأعتبر العلماء أن هذا العضو الجديد هو العضو رقم 79 ليضاف إلى الأعضاء الـ 78 المعروفة، والتي تشكل جسم الإنسان. العضو المُكتشف اسمه "مساريق"، وهو كناية عن أغشية تغلف الأمعاء، كان يعتقد في الماضي أنّها تتكون من أجزاء منفصلة التكوين، لكن الباحثين وجدوا أنها عضو متصل. المساريق (ومفردها مسراق) (Mesentery)، وهي طية مزدوجة من الصفاق (Peritoneum) التي تربط المعدة، والأمعاء الدقيقة، والبنكرياس، والطحال وأعضاء أخرى في البطن إلى الجدار الخلفي للبطن. وهي تحتوي على الأوعية الدموية، والأوعية اللمفاوية والأعصاب. ويستعمل مصطلح المسراق أحيانا لوصف الأمعاء الدقيقة، بينما يستعمل وصف العضو المساريقي لأجزاء أخرى من المساريق تدخل في مسراق القولون (Mesocolon) ومسراق الزائدة (Mesoappendix) ومسراق المستقيم (Mesorectum)، والمسراق السيني (Mesosigmoid).
تشريحياً، يُمثل العضو المُكتشف طبقة مُزدوجة من غشاء الصفاق الواقع على جدار التجويف الحوضي البطني والذي يعمل على تعليق الصائم (الجزء الأوسط من الأمعاء الدقيقة والواقع بين الاثني عشر واللفائفي) وحمل الأمعاء. واللفائفي (الجزء الطرفي من الأمعاء الدقيقة المسؤول عن امتصاص فيتامين "ب 12 " وغيره من الاملاح التي لم يتم امتصاصها في الصائم) من الجدار الخلفي للبطن، مما يعني قدرة هذه الطبقة على ربط الأعضاء المختلفة في البطن. ويمر بين الطبقتين الأعصاب والأوعية الدموية واللمفية. ولم يعترف به علماء التشريح كعضو من قبل، لأنه مؤلف من عدة قطاعات مختلفة، بدلا من كونه بنية واحدة. لأنه يجب أن تكون أعضاء الجسم مستمرة، فضلا عن توفيرها لبعض الوظائف الحيوية التشريحية. وعلى الرغم من أنّ وظيفة هذا العضو الجديد لم تُعرف بعد؛ حيث كانت أبحاث سابقة قد ذكرت أن "المساريق" عبارة عن خليط من تفتت البنى، لكن الدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة "ذي لانسيت" البريطانية الطبية المتخصصة في الجهاز الهضمي والكبد، التي تُعد أشهر المجلات الطبية في العالم، أكدت أنّه جهاز منفصل ووظيفته غير واضحة، وما يزال غير معروف.
عصر العلم المساريقي
ويُعتبر هذا الاكتشاف الذي تم نشره يوم الثلاثاء 3 يناير 2017م، الخطوة الأولى والأكثر أهمية، لدراسة أكثر عمقا لمعرفة دور هذا العضو الجديد في الـتأثير على كامل الجسم ومكافحة أمراض الجهاز الهضمي. وقالت مجلة "التايم" الأمريكية، إن الباحثين في وقتٍ سابق؛ كانوا يعتقدون أن "المساريق" تتألف من بنى مجزأة، وأنها جزءٌ من بطانة التجويف البطني، وليس لها أيّ فائدة أو استخدام يُذكر بجسد الإنسان. وتكشف الدراسة الجديدة أن المساريق هو في الواقع فرقة واحدة من الأنسجة، تبدأ من البنكرياس وتواصل المسيرة من خلال الأمعاء الدقيقة والقولون، وتلتف حول هذه الأجهزة الحيوية لتحملها وتساعدها في الحفاظ على بنيتها. وهي مصنوعة من شريط من الغشاء البريتوني مطويا أكثر من مرة، وهو نوع من الأنسجة الذي ما يوجد عادة في بطانة التجويف البطني.
ووجد العلماء أن هذا العضو يتكون من طبقة مزدوجة معقدة التركيب تمتد على التجويف الداخلي للبطن، وبما أنه موحد متكامل ويؤدي وظيفة محددة منفصلة، يمكن اعتباره بمثابة عضو مستقل في جسم الإنسان. وبهذا الشكل يصبح هذا العضو رقم 79 في الجسم البشري. وقال "جي كافلن كوفي"؛ الباحث في مستشفى جامعة لايمريك في إيرلندا، وجراح القولون والمستقيم، الذي نُسب له الاكتشاف الجديد في الورقة البحثية التي جرت مراجعتها وتقييمها علميًا: "نتحدث عن عضوٍ في الجسم لم يكن معروفًا حتى اليوم". وتابع قائلاً: "لا توجد حالات مبلغ عنها في الإنسان تعيش دون مساريق." … و"تمكنا في ورقتنا البحثية التي نشرناها في مجلة "لانسيت" للجهاز الهضمي والكبد، من إثبات أن المساريق عضو بشري جديد في جسد الإنسان، ونحن الآن بصدد اختبار وظائفه ومهامه التي يقوم بها". وأضاف: "في حالة اكتشاف وظيفة محدّدة للمساريق؛ سيؤدي هذا إلى اكتشافات كبيرة قريباً؛ سيكون لها تأثير كبير في مستقبل أمراض البطن والجهاز الهضمي".
وبينما لم يعرف بعد وظيفة هذه العضو الجديد، فإن هذا الاكتشاف قد يؤدي إلى اكتشافات أخرى بشأن تأثير ذلك على أمراض الجهاز الهضمي، ولكن من اليوم سوف تُحدّث الكتب الطبية لتشمل المعلومات الجديدة بشأن الاكتشاف الجديد. ووفقا لصحيفة "ذى إندبندنت" الريطانية، فإنه قد تم إبلاغ مؤلفي كتاب تشريح "جراي" (Gray's Anatomy)، المرجع الطبي الشهير في علوم التشريح، وهو كتاب باللغة الإنجليزية عن تشريح جسم الإنسان، ألفه "هنري جراي" في عام 2015م تحت عنوان "التشريح: الوصفي والجراحي"، بهذا الاكتشاف، ليشمل تعريفا جديدا للمساريق. وبهذا فقد اتخذ عصر العلم المساريقي منعطفًا جديداً.
بريد الكاتب الالكتروني: tkapiel@sci.cu.edu.eg
الكلمات المفتاحية