للبحث الدقيق يمكنك استخدام البحث المتقدم أدناه

يعتمد البحث السريع على الكلمات الموجودة داخل عنوان المادة فقط، أما البحث المتقدم فيكون في كافة الحقول المذكورة أعلاه

جامعة الموصل .. الأولى عالمياً

  • الكاتب : محمد عارف

    مستشار في العلوم والتكنولوجيا

  • ما تقييمك؟

    • ( 3 / 5 )

  • الوقت

    02:35 م

  • تاريخ النشر

    09 ديسمبر 2016

"الحسابُ لا يحسِبُ" حسب عالم الفيزياء أينشتاين. ولو أن النقاط التي حققتها «جامعة الموصل» احتُسبَت لنالت الأولوية في تصنيف الجامعات العالمية، فهي تواصلُ منذ احتلال «داعش» الموصل عام 2014 التعليم في «دهوك»، على مسافة 75 كيلومتراً شمال الموصل، ومختبراتها في «جامعة كركوك»، التي تبعُدُ 150 كيلومتراً، ودروس طلبة الطب في «مستشفى زاخو التعليمي» المحاذي للحدود التركية، و«جامعة الموصل قد تنير الطريق إلى إعادة الإعمار»، حسب «توماس هيل» و«كاترينا سيرا»، وكلاهما من «جامعة نيويورك» في الولايات المتحدة. ويحذر الأكاديميان الأميركيان من "أخطر فكرة سائدة لدى المسؤولين في الولايات المتحدة، والقوى الإقليمية، والعراقيين خارج الموصل، وهي أن مستقبل المدينة يُقَرَّرُ خارجها".

و يؤكد الباحثان اللذان قضّيا فترة في «جامعة دهوك»، على «وجود قوة قادرة متموضعة بشكل استثنائي لقيادة إعادة البناء السياسية والاجتماعية والاقتصادية للموصل، وهي قوة (المصالوة)، كما يُسمى أهل الموصل، فكثير منهم شُّرِّدوا لكنهم لم يتخلوا عن مدينتهم». ومع أن تنظيم «داعش» استولى على الحرم الجامعي فإن لُبّ إدارة الجامعة، بما في ذلك رئيس الجامعة «أُبَي الديوجي»، ونائبه للشؤون العلمية «نزار قبع»، انتقلوا إلى مدينة «دهوك»، وهناك قادوا جامعة في المنفى تضم خمسة آلاف طالب في العلوم الإنسانية، إضافة إلى عشرة آلاف طالب في الطب والعلوم. وبعض الطلاب والأساتذة يقومون برحلات أسبوعية تستغرق ست ساعات ما بين «دهوك» و«كركوك»، يعانون خلالها نقاط التفتيش المزدحمة، واستجوابات قوات الأمن الكردية.

ومقر رئيس الجامعة «الديوجي» غرفة في الطابق الثاني من بناية فندق، ومع أنه يدرك أن الموصل لا يمكن أن تُستعاد من «داعش» دون دعم دولي، فإنه عاش تجربة الغزو الأميركي للعراق عام 2003، ورأى «كيف يمكن أن تسوء جميع الأمور عندما يضع عسكريون وخبراء أجانب خطط إعادة البناء لمكان لا يفهمونه بتاتاً». ويعتبرُ «الديوَجي» نفسه محظوظاً لفشل محاولة اغتياله بطلق ناري في رقبته عام 2011، بالمقارنة مع أكثر من 500 أكاديمي عراقي اغتيلوا بعد الغزو، إلا أن تضحياته وتضحيات زملائه للحفاظ على الجامعة لم تلقَ الاعتبار من الحكومة ووزارة التعليم العالي في بغداد، والتي تفرقُ في التعامل بين «جامعة الموصل» و«جامعة بغداد» والجامعات الأخرى، وتُخصِصُ لهم ميزانيات شحيحة، ويحاولون الإيحاء بأنهم رحَّبوا بـ«داعش»، مع أنهم تركوا منازلهم، وأموالهم، ومصوغات عوائلهم، وغادروا الموصل دون أي شيء، متصورين أنهم عائدين إليها بعد ثلاثة أيام.

وتعزز تجربة «جامعة الموصل» قاعدة «الميدان غير المتساوي» في التصنيف العالمي للجامعات، التي يذكرها دليل «تصنيف جامعات دول البريك والاقتصادات الصاعدة لعام 2017»، والتي تأخذ بالاعتبار الخلفية المعقدة والإشكالية للجامعات في التصنيف العالمي. ومن يُضاهي «جامعة الموصل» في إشكالية خلفيتها وتعقيدها. فللمرة الثانية، منذ غزو العراق عام 2003، تعيد الجامعة بناء نفسها بنفسها. وكنتُ الشاهد على ذلك في المؤتمر الدولي للجامعات العراقية في لندن في فبراير 2004. وكتبتُ هنا كيف سأل الأكاديميون البريطانيون رؤساء سبع جامعات عراقية عمّا يحتاجونه لإعادة بناء جامعاتهم، فقالوا: "نحتاج كل شيء". وفي ذلك اليوم أدركتُ أن وطنية وعقلانية «المصالوة» غَرْسُ موقعهم على التخوم القصوى للعراق والأمة العربية. فعندما تَكَلَم بلغة إنجليزية رفيعة «نزار قبع»، عميد «كلية الطب»، والقائم بأعمال رئيس «جامعة الموصل» آنذاك، قال إنهم لا يحتاجون أيّ شيء. "أَعَدنا بناء جامعتنا بعد شهرين من توقف العمليات الحربية، وكل ما نريده منكم استئناف اتفاقات التعاون وتبادل الزيارات مع الجامعات البريطانية المتوقفة منذ زيارة 25 أستاذاً في الطب والهندسة والكومبيوتر إلى بريطانيا عام 1989، وقد تحمّلت نفقاتها جامعة الموصل".

كلمة منظمة المجتمع العلمي العربي

تحية اجلال وإكبار لجامعة الموصل ولجميع الجامعات والمؤسسات العلمية العربية التي تعاني من ظلم الواقع وظلم ذوي القربى.
لقد سعت منظمة المجتمع العلمي العربي بمبادرة " دعم الثروة البشرية العلمية العربية تحت الظروف الاستثنائية"، ونظمت بالتعاون مع الصناديق الإنسانية لمنظمة التعاون الإسلامي مؤتمرا للإعلان عن تأسيس صندوق لهذه المبادرة، وكان الأستاذ الدكتور أبيّ الديوه جي رئيس جامعة الموصل مدعوا في هذا المؤتمر ليعرض تجربة وواقع الجامعة، ولكن حالت ظروف ما يسمى بمعركة تحرير الموصل دون حضوره. نأمل أن تجد هذه المبادرة النبيلة لدعم المجتمع العلمي العربي أفرادا ومؤسسات ضمائر حية و همم عالية من أبناء هذه الأمة المباركة و ليس من أعدائها والذين هم من أسباب معاناتها، ونرتقي جميعا إلى الأهداف العليا و نترك السفاسف،  فالأمر جلل..
 
إلى الله وحده المشتكى، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

 

بريد الكاتب الالكتروني: maref21@yahoo.co.uk

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

مواضيع ذات علاقة

0 التعليقات

أضف تعليقك

/* Whatsapp Share - 26-6-2023 */