للبحث الدقيق يمكنك استخدام البحث المتقدم أدناه

يعتمد البحث السريع على الكلمات الموجودة داخل عنوان المادة فقط، أما البحث المتقدم فيكون في كافة الحقول المذكورة أعلاه

رفقاً بمخزون المياه الجوفية

  • د. موزة بنت محمد الربان

    رئيسة منظمة المجتمع العلمي العربي

  • ما تقييمك؟

    • ( 5 / 5 )

  • الوقت

    09:57 ص

  • تاريخ النشر

    06 مايو 2014

عُرفت بالهلال الخصيب، حيث تتدفق مياه دجلة والفرات لتسقي شامنا وعراقنا. في هذه المنطقة حيث اكتشف الانسان الزراعة لأول مرة وحيث قامت عليها أول الحضارات الإنسانية. وأخرى عُرفت باليمن السعيد، حيث تتوفر مياه الأمطار ومجاريها وبحيرات السدود والخزانات، وتغذي المناهل والينابيع والآبار. واليوم، يشكو الهلال الخصيب من الجدب واليمن السعيد من شح المياه والشقاء. إنها المياه التي جعل الله سبحانه منها كل شئ حي، والتي بها وحولها تنشأ الحياة والاستقرار والحضارة والعيش الرغيد. إنها أهم ما يلزم الاهتمام به.. لأنه الحياة.

في منتصف فبراير الجاري 2013، نُشرت دراسة استخدمت بيانات من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا كشفت فيها أن 144 كيلومتر مكعب من المياه وخلال سبع سنوات فقط، في الفترة بين 2003 - 2010، فقدتها خزانات المياه الجوفية في المنطقة التي تضم أجزاء من جنوب تركيا مع سوريا والعراق وأجزاء من غرب إيران وهي المنطقة التي يمر فيها نهري دجلة والفرات. هذه الكمية من المياه تعادل حجم البحر الميت تقريباً. وذكرت الدراسة التي استخدمت فيها تحليلات الصور الفضائية لصعوبة الدراسة الميدانية في ظل الأوضاع الغير آمنة في المنطقة، أن الفقد حدث بشكل كبير بعد موجة الجفاف التي ضربت المنطقة سنة 2007، وأن 60 % منه كان نتيجة السحب الكبير من مخزون المياه الجوفية.

إن شح المياه في هذه المنطقة بالإضافة إلى الأزمات السياسية فيها يجعل إدارة الموارد المائية فيها أمراً صعباً. فمن المعلوم أن منابع كلاً من دجلة و الفرات تقع ضمن الأراضي التركية، والتي قامت بمشاريع السدود و الادارة المائية لها في جنوب الأناضول مما سبب نقص في حصة كلاً من سوريا و العراق من مياه النهرين، تأثير هذا النقص بدا واضحاً في عام القحط في 2007، مما أدى إلى التوسع في حفر الآبار واستنزاف المياه الجوفية للتعويض عن نقص مياه النهرين لري المزارع و الاستعمال البشري.

المخزون المائي في الطبقات الجوفية يتناقص بشكل كبير ومقلق تزامناً مع النقص المتوقع في كميات هطول الأمطار نتيجة تغير المناخ، في منطقة تشكو في الأساس من شح المياه، لأمر بالغ الخطورة وإذا أضفنا إليه التوترات وعدم الاستقرار في المنطقة مما يعيق المشروعات التنموية في هذه البلاد. هذه الأوضاع ليست خاصة بمنطقة الشام والعراق بل إن معظم أجزاء الوطن العربي تعاني من شح المياه وانخفاض منسوب المياه الجوفية مع زيادة الطلب على تلك المياه بفعل زيادة عدد السكان والتوسع العمراني وتغير المناخ، والذي يتوقع أن تكون هذه المنطقة من أشد مناطق العالم تأثراً به.

فما العمل أيها العلماء ؟

المراجع

  1. Katalyn A. Voss, James S. Famiglietti, MinHui Lo, Caroline de Linage, Matthew Rodell, Sean C. Swenson. Groundwater depletion in the middle east from GRACE with implications for transboundary water management in the tigris-euphrates-western iran regionWater Resources Research, 2013; DOI: 10.1002/wrcr.20078

 


البريد الالكتروني للكاتب: mmr@arsco.org

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

مواضيع ذات علاقة

0 التعليقات

أضف تعليقك

/* Whatsapp Share - 26-6-2023 */