للبحث الدقيق يمكنك استخدام البحث المتقدم أدناه

يعتمد البحث السريع على الكلمات الموجودة داخل عنوان المادة فقط، أما البحث المتقدم فيكون في كافة الحقول المذكورة أعلاه

الجمعية الطبية العراقية العالمية ‏تدق ناقوس الخطر لأزمة طب التخدير في العراق

  • الكاتب : د. مؤيد أسماعيل عزيز

    رئيس الجمعية الطبية العراقية العالمية

  • ما تقييمك؟

    • ( 3.5 / 5 )

  • الوقت

    10:12 ص

  • تاريخ النشر

    24 يوليو 2012

تُعبّر الجمعية الطبية العراقية العالمية عن قلقها البالغ من النقص الشديد و المتعاظم في الأطباء المختصين و المتمرسين في اختصاص التخدير في العراق، مما أدّى إلى غلق صالات العمليات في بعض المحافظات و تأجيل العمليات الجراحية للمرضى في تلك المحافظات. و مما يزيد من مخاوفنا  و قلقنا هو عدم وجود بوادر للحل و كذلك الإحباط الذي بدأ يصيب هذه النخبة العالية التخصص و النادرة في جميع دول العالم بما فيها الدول المتقدمة.

يعتبر الإختصاص في طب التخدير من أصعب التخصصات الطبية، حيث يقضي طبيب التخدير فترة تتراوح من سبع إلى عشر سنوات في التدريب المتخصص بعد التخرج من كلية الطب ليصبح بعدها مختصاً في التخدير. و بالرغم من كل ذلك إلّا أنَّ الطبيب العراقي المختص بالتخدير لا زال يعاني من الإهمال و النظرة الدونية من الإدارات الصحية المتعاقبة، و كذلك التجاهل الغريب و المؤلم من قبل المواطنين بل حتى من بعض الزملاء لدَوْر هذه النخبة في المؤسسات الطبية و أهميتهم في ديمومة العمل الطبي و الصحي، حيث يوصف طبيب التخدير في بريطانيا مثلاً " بالداينمو " و المحرك لكل المستشفيات و بجميع تخصصاتها. و ما إغلاق صالات العمليات في بعض المحافظات إلّا دليل واضح على الأهمية و المكانة الحساسة لهذه النخبة الطبية المضحية.

و ممّا يؤسفنا حقاً، غياب الأصوات التي من المفترض أن تكون راعية للطبيب من كل الاختصاصات، كنقابة الأطباء و الجمعيات الطبية الفاعلة في الوسط الطبي في العراق، إذ اكتفى دورها على المشاركة السطحية و بدون تقديم الحلول و المقترحات لحلّ هذه الأزمة.

إن الأزمات و الصعوبات التي يعاني منها أطباء التخدير ليست بالحديثة بل إن النقص الحاد بأطباء هذا الإختصاص يعود إلى فترات طويلة. و لم تحاول الأنظمة المتعاقبة على إيجاد الحلول الناجعة و الطويلة الأمد، بل تركزت على الحلول الوقتية الآنية. و سبب ذلك يعود إلى عدم جدّية الإدارات الصحية المتعاقبة على دراسة واقع التخدير بصورة منهجية و أساليب علمية، و عدم الأخذ بوجهات نظر و آراء أطباء التخدير أنفسهم، بالإضافة إلى عدم الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال.

إن عزوف الأطباء الخريجين الجدد عن التقديم لهذا الاختصاص الممتع و الحيوي و المعروف بمهاراته الخاصة و النادرة، إنمّا يدلّ على قصور واضح و صريح في التعليم الطبي الأولي و عدم التقديم لهذا الإختصاص بصورة جدّية. و من هنا يجب أن تبدأ الحلول الطويلة الأمد.

أن الجمعية الطبية العراقية العالمية تنظر بمنظار علمي و منهجي لعلاج هذه الأزمة المزمنة و ترى أن هناك حاجة ماسّة لخطة طويلة الأمد لعلاج هذه الأزمة بالإضافة إلى خطوات سريعة لمعالجة الأزمة الحالية. و ترى الجمعية أيضاً أن من واجب وزارة الصحة و نقابة الأطباء و كذلك  اللجنة الصحية في البرلمان، الإستماع لمطالب أطباء التخدير و العمل الجدي لتلبيتها .
وتقترح الجمعية الطبية العراقية العالمية الخطوات التالية للمساهمة في الحلّ الوقتي لهذه الأزمة و تتمثل:

  1. رفع المستوى المعيشي لأطباء التخدير و زيادة رواتبهم بما يتناسب و المستوى المعيشي للأطباء، و كون مهنة التخدير لا يصاحبها دخول إضافية من العيادات الخاصة و قلّة المستشفيات الخاصّة في المحافظات .
  2. حماية أطباء التخدير من ظاهرة الفصل العشائري الشاذة و الغريبة على المجتمع الطبي العراقي. و يجب أن تكون هذه الحماية فاعلة في ملاحقة و معاقبة ممارسي هذه الظواهر .
  3. إسناد المسؤوليات الإدارية لأطباء التخدير و العمل على رفع معنوياتهم من خلال الإشادة بدورهم في الإنجازات الطبية في المحافظات.
  4. الكفّ عن أساليب التهديد و الوعيد في التعامل مع أطباء التخدير، و الكفّ عن الضغوط النفسية ضدهم من قـبل مديريات الصحة، و ذلك بالترويج لخطط الوزارة باستقدام أطباء هنود. إنّ هذه الأساليب تؤدي إلى نتائج عكسية و تزيد من عزوف الأطباء  بل و ترك الأطباء المخدرين لمهنهم و السفر خارج العراق.
  5. إن على الوزارة أن تنظر إلى حلول من داخل العراق قبل التوجه إلى الخارج.
  6. دعوة المراجع الدينية للإشادة بدور أطباء التخدير و جهادهم من أجل تغطية النقص الشديد في أطباء التخدير.
  7. الإستفادة من الكم الهائل من الأطباء العراقيين المختصين بالتخدير و العناية المركزة و المنتشرين في جميع الدول الأوروبية و أمريكا و الدول العربية و محاولة إشراكهم في إيجاد الحلول الطويلة الأمد للأزمة.

 

أمّا بالنسبة للحلول الجذرية فإنّ ذلك يتطلب دراسة مستفيضة لواقع التخدير في العراق، و يتطلب تظافر الجهود لجميع الجهات التي تتعامل مع الواقع الطبي العراقي كمجلس النواب و وزارة الصحة و وزارة التعليم العالي و نقابة الأطباء و الجمعيات المهنية الطبية.

إن للجمعية الطبية العراقية العالمية خارطة طريق و خطة طويلة الأمد لإنهاء هذه الأزمة المستديمة . و تتلخص هذه الخطة بما يلي:

  1. إجراء دراسة منهجية لمعرفة احتياجات العراق المستقبلية للأطباء المختصين بالتخدير.
  2. إعادة تأهيل و تأسيس جمعية التخدير العراقية و إعادة تكوينها من ممثلين لجميع محافظات العراق، لكي تكون الممثل لتطلعات أطباء التخدير العراقيين و يجب أن تكون هذه الجمعية بمعزل عن الهيئات الأكاديمية لكي تمثّل آراء و وجهات نظر الأطباء في المحافظات و الأقضية.
  3. التأسيس للعيادات الإستشارية لأطباء التخدير في جميع المستشفيات العراقية. إن هذا من شأنه أن يرفع من مستوى طب التخدير إلى مصاف الدول الأوربية، و كذلك من شأنه أن يعرّف المواطنين بأطباء التخدير مما يكون له إنعكاس طيب لدى الأطباء و رفع لمعنوياتهم .
  4. التأسيس لردهات العناية المركزة و إلحاقها بقسم التخدير في جميع المستشفيات، و ليس المستشفيات الجامعية فقط و ذلك تماشياً مع التطور الحاصل في جميع أنحاء العالم. و كذلك إرسال البعثات و الإيفادات للتخصص في هذا العلم الحديث و الذي من شأنه إنقاذ حياة الآلاف من المرضى، و كذلك جذب الأطباء الجدد لهذا الفرع المتجدد أبداً.
  5. التأسيس للعيادات الإستشارية المتخصصة بعلاج الآلام المزمنة و تحت إشراف أطباء التخدير كما هو معمول به في شتى أنحاء العالم. و بهذا نكون قد أنجزنا خطوة على طريق المساواة مع الأطباء الإختصاصيين من الفروع الأخرى للطب مثل الباطنية و الجراحة و الكسور.
  6. تغيير مناهج الاختصاص العالي في الجراحة و الباطنية كالبورد العراقي و العربي ليشمل التدريب لمدة سنة كاملة في التخدير و العناية المركزة. إن هذه الخطوة تضمن لنا سيل من المتدربين يسدّ النقص في المحافظات و كذلك يرسخ من أهمية طب التخدير لدى الزملاء الجراحين و أطباء الباطنية .
  7. إعادة النظر في المناهج الدراسية لكليات الطب و إدخال هذا الاختصاص في لبّ الدراسة و التطبيق العملي لما له من دور في رفع مستوى المهارات الأساسية لطبيب المستقبل. و لعلّ في تجربة الكليات الطبية البريطانية في الاستفادة من أقسام التخدير في المستشفيات لتدريب الطلبة لهو خير دليل على ما يمكن أن يقدّم طبيب التخدير من إضافة هامة و حيوية للتعليم الطبي.

 

إن مثل هذه الخطوة من شأنها زيادة أعداد المتقدمين للتدريب على طب التخدير لدى طلاب كليات الطب العراقية. إن حجم المشكلة يتطلب إرادة سياسية و تظافراً لجميع الجهود، كما و يتطلب التفاني و العمل الصادق و النبيل لخدمة للعراق و الشعب العراقي. إن الجمعية الطبية العراقية العالمية تضع جميع إمكانياتها في خدمة هذا الهدف النبيل ألا و هو الإرتقاء بطب التخدير إلى مستويات عالمية.

 

بريد الكاتب الإلكتروني : moayedaziz@hotmail.com

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

مواضيع ذات علاقة

1 التعليقات

  • حسين علي05 فبراير, 202212:47 ص

    مقترح

    تكدرون تفتحون دراسة التخدير ٤ سنوات لخريجي تقنيات التخدير وهذه غالبا راح يسد النقص بس لازم يكون بتقديم امتحان و متطلبات عالية حتي ينقبل تقني تخدير لدراسة طب التخدير و اقترح يصير سنه تحضيرية مركزه قبل امتحان الكفاءة لاني اتوقع اذا قبل هل الاقراح يتقدم على الاقل ١٠٠٠٠ تقني تخدير بل السنه الاولى هذه توقعي المبدئي

    رد على التعليق

    إرسال الغاء

أضف تعليقك

/* Whatsapp Share - 26-6-2023 */