للبحث الدقيق يمكنك استخدام البحث المتقدم أدناه

يعتمد البحث السريع على الكلمات الموجودة داخل عنوان المادة فقط، أما البحث المتقدم فيكون في كافة الحقول المذكورة أعلاه

العلم والعمل الخيري

  • د. موزة بنت محمد الربان

    رئيسة منظمة المجتمع العلمي العربي

  • ما تقييمك؟

    • ( 3.5 / 5 )

  • الوقت

    05:35 م

  • تاريخ النشر

    09 أبريل 2023

الكلمات المفتاحية :

عنْ هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ " إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ: مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ

سأل الشيخ ابن باز (رحمه الله) عن شرح هذا الحديث الشريف من صحيح مسلم، فأجاب:

هذا الحديث من أوضح الواضحات لا يحتاج إلى شرح يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث)، يعني ينقطع عمله الذي يجري عليه بعد الموت إلا من هذه الثلاث: (صدقة جارية) قد وقف لها هو، وقف مسجد يصلى فيه، أو عمارة تؤجر، ويتصدق بأجرتها، أو أرضٍ زراعية يتصدق بما يحصل منها، أو ما أشبه ذلك. فهذه صدقة جارية يجري عليه أجرها بعد وفاته، ما دامت تنتفع بها الناس، (أو علم ينتفع به)، إما كتب ألفها، وانتفع بها الناس، أو اشتراها، ووقفها وانتفع بها الناس من الكتب الإسلامية النافعة، أو نشره بين الناس وانتفع به المسلمون وتعلموا منه، وتعلم بقية الناس من تلاميذه، فهذا علم ينفعه، فإن العلم الذي مع تلاميذه، ونشره بين الناس ينفعه الله به أيضاً كما ينفعهم أيضاً، وهكذا الولد الصالح الذي يدعو له تنفعه دعوة ولده الصالح، كما تنفع دعوة المسلمين أيضاً، وإذا دعا له إخوانه، أو تصدقوا عنه نفعه ذلك.

- كما ذكر من أنواع الصدقات الجارية، حفر بئر أو إجراء عين ماء يشرب منها الناس والبهائم، فماذا لو ساهمت في توفير آلاف الآبار وأجريت آلاف العيون ووفرت المياه النقية الصالحة لملايين البشر وعلى مدى مئات السنين؟

- ومنها، زراعة شجر أو وقف أرض زراعية، فماذا لو ساهمت في تطوير الزراعة واستصلاح الأراضي وتوفير مياه الري لإنتاج أنواع الثمار التي يستفيد منها ملايين البشر والطير والبهائم على مدى مئات السنين؟

- إطعام الطعام وإفشاء السلام، هما من أسباب دخول الجنة، فماذا لو ساهمت في توفير المأكل والمشرب والملبس والمسكن والعيش الكريم لملايين البشر وعلى مدى مئات السنين؟

- بناء عيادة أو علاج مريض، فماذا لو ساهمت في توفير الحياة الصحية والعلاج والطبيب المعالج والدواء لملايين البشر؟

- إغناء الفقير والمسكين، كيف لو وفرت فرص العمل ومصادر الرزق الطيب لملايين البشر؟


كيف تعمل منظمة المجتمع العلمي العربي لتحقيق ذلك؟

امتلاك المعرفة والقدرة على تحويلها إلى نواتج مفيدة يحقق الأمن بكل صوره وهو أمر ترتقي أهميته إلى أهمية الحياة أو الموت، هو أساس للبقاء والسيادة ورفض التبعية والخروج من الفقر والعيش بكرامة، كما أراد الله سبحانه لهذه الأمة العظيمة، خير أمة أخرجت للناس. والتي لا يمكن أن تتبوأ مكانها بدون امتلاكها لسيادتها والتي لابد لها من امتلاك المعرفة، وهذا ميدان عمل " منظمة المجتمع العلمي العربي"

ومن أجل تطور المعرفة وانتاجها ونشرها وتطبيقها، هناك الكثير من العوامل والمؤسسات والقوانين والخدمات تمثل منظومة معقدة عليها أن توفر بيئة تمكينية للباحث العلمي الذي هو مركز عملية التطور هذه.

من أجل تطور المعرفة لتكون مفيدة، يجب التعلم من الآخرين وتعلم انجازاتهم في حينها وامتلاك القدرة على فهمها واستخدامها.

من هنا فإن التشارك والتعاون بين العلميين هما في غاية الأهمية.

منظمة المجتمع العلمي العربي تعمل على:

- تقوية تلك المنظومة لتوفير البيئة التمكينية للباحث العلمي.

- تمكين الباحث العلمي والمؤسسات العلمية العربية من المساهمة في حل مشاكل الحياة في المجتمعات العربية، مثل: المياه والزراعة والثروة الحيوانية والسمكية والصناعات الغذائية والحياة الصحية والبيئة وكل شيء.. على أسس علمية وتنمية مستدامة تقتبس من نور الإسلام ونور العلم.

- رسم خطط استراتيجية وحلول مستدامة مبنية على فهم المشكلة والأساليب العلمية والتكنولوجية.


وسنضرب مثالاً يوضح ذلك وهو توفير المياه الصالحة:

شح المياه، أو نقص المياه الصالحة للشرب يمكن النظر إليه من جهتين: الأولى المحافظة على الموجود، والثانية توفير المفقود.

أما ما يتعلق بالمحافظة على الموجود، فيدخل ضمنه تقليل الهدر بكافة أنواعه:

- الهدر الناشئ عن التسريب في شبكات توزيع المياه والخزانات ونقل المياه، فيقدر هذا النوع من الهدر في بعض الدول العربية بحوالي 57% من المياه النقية.

- الهدر الناشئ عن استخدام المياه العذبة الصالحة للشرب في استعمالات يمكن الاكتفاء فيها بمياه أقل جودة، مثل تلك التي يعاد تدويرها، من هذه الاستعمالات: الزراعة والصناعة وتنظيف البنايات والسيارات والشوارع غيرها..

- الهدر الناشئ من استنزاف المياه الجوفية في ري المزارع بالطرق التقليدية، وعدم استعمال طرق الري بالتنقيط وتحت الصوب أو الزراعة بدون تربة في شبكات مغلقة، مثلاً. فمن المعلوم أن أكبر استخدام للمياه هو للزراعة وعليه فإن الاقتصاد في مياه الري يعني توفير كمية كبيرة من المياه المهدورة.

الهدر الناشئ عن عدم الاستفادة من مياه الأمطار وتركها ليضيع معظمها بين البحر والتبخر.

- الهدر الناشئ عن اسراف المستخدمين في الاستخدام الشخصي.

ومعالجة هذا الهدر سوف يوفر الكثير من المياه والأموال المهدرة، ويحسن نوعية الحياة في الكثير من مجتمعاتنا العربية.


أما ما يتعلق بتوفير المفقود، فتدخل فيه:

- تحلية مياه البحر
- حصاد مياه الأمطار والرطوبة الجوية
- تجميع مياه السيول وبناء الخزانات الأرضية والسطحية.  
- وتنقية المياه الملوثة، إعادة استخدام المياه المستعملة،
-  إعادة شحن الخزانات الأرضية من المياه الجوفية.


وهذا وذاك يتطلب التعاون والتكامل ويوفر الهدر في امكانياتنا البشرية من المهندسين والباحثين والعاملين في كل هذه القطاعات.

المنظمة تسعى للتشبيك بين كل هؤلاء وتطوير معرفتهم والاستفادة من جميع الإمكانيات المتوفرة واقتراح الحلول الناجحة. ونسعى لنشر المعرفة وتسليط الضوء على النشاط العربي في كل تخصص

تجري دراسات لرصد انتاج الباحثين والمتميزين منهم في كل اختصاص، وتوفر لهم معلومات عن بعضهم وعن المؤتمرات التي تنظم في كل اختصاص، وبناء قواعد بيانات لكل ما يتعلق بالتخصص. تحاول التشبيك بينهم من خلال عقد الاجتماعات وورش العمل ومن خلال المشاركة في وضع حلول لمشكلة معينة واقعية في إحدى المناطق العربية. تسعى لتأسيس جمعيات علمية وشبكات في كل اختصاص.

وكمثال لهذه المشروعات، إعادة شحن الخزانات الأرضية لرفع مستوى المياه فيها لتوفير آبار مياه صالحة ومستدامة.

هذا يتطلب رسم خرائط هيدروجيولوجية تستمد بياناتها من معلومات جيولوجية وجغرافية، أرضية وجوية. ويشترك فيها عدد كبير من المختصين والشركات الهندسية والعلماء الجيولوجيين والفيزيائيين والكيميائيين. كل هذا لتوفير المعلومات لبناء مشاريع للسدود والخزانات وحفر الشقوق التي تسمح بتغذية الخزانات الأرضية في الأماكن الأنسب والكميات الأنسب. ولتحديد أماكن حفر الآبار و صيانتها و ضبط كميات و سرعة السحب منها .. وهكذا.

ما نسعى إليه ونقوم به هو تصميم مشاريع استراتيجية قائمة على معلومات وعلم وتوطين المعرفة في وطننا العربي، لأنه لا يمكن أن تتحقق تنمية حقيقية بدون ذلك. ونرحب بالمؤسسات المهتمة للتواصل والتعاون معنا.

 

البريد الإلكتروني للكاتب: mmr@arsco.org

 


يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة

      

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

مواضيع ذات علاقة

2 التعليقات

  • محمد شكري16 أبريل, 202311:20 ص

    أو علم ينتفع به

    معالي موزة بنت محمد الربان شكراً على هكذا مقال راقي خلاب في كل تفاصيله

    رد على التعليق

    إرسال الغاء
  • شنة قويدر11 أبريل, 202303:33 م

    إقتراح إضافة الى مظمة المجتمع العلمي العربي

    مقال في منتهى الروعة و هو ينطبق على تعليقي تماما سيدتي الفاضلة الدكتورة موزة الربان تقول المستشرقة الألمانية زغريد هونكة في كتابها شمس العرب تسطع عل الغرب "صممت على كتابة هذا المؤلف، وأردت أن أكرم العبقرية العربية وأتيح لمواطنيّ فرصة العودة إلى تكريمها، كما أردت أن أقدم للعرب الشكر على فضلهم، الذي حرمهم من سماعه طويلا تعصب ديني أعمى وجهل أحمق.'' نعم سيديتي الفاضلة لقد أرسلت إليكي عدة رسائل عبر البريدك الخاص غير أن منظمتكم الموقرة لم ترد على إستفساراتي المتككرة التي مفادها طلب إقتراح تسويق الى منظمتكم كتاب شمس العرب تسطع على الغرب في نسخته باللغة العربية ، لأنني متأكد أنه سيكون إضافة جديدة لأبحاثكم الناجحة و الرائدة ، وكذلك هم قلة قليلة من العلماء اللذين يعرفون قيمة هذا الكتاب لما لديه من ثغرات علمية تكون كمرجع لأي عالم يريد أن يرتقي الى مصاف التكنولوجيا العلمية أخذا أبحاث العرب كنبراس ينير له دروبه ،وتؤكد "زيغريد هونكه" أنه في مراكز العلم الأوروبية لم يكن هناك عالِمٌ واحد من بين العلماء إلا ومد يديه للكنوز العربية يغرف منها ما شاء الله له أن يغرف، وينهل منها كما ينهل الظمآن من الماء العذب رغبة منه في سد الثغرات التي لديه والارتقاء لمستوى عصره العلمي. سيدتي الفاضلة الدكتورة موزة الربان : إن هذا الكتاب قد غفل عنه الكثيرون مما أفسحوا المجال والطريق أمام أعداء العرب ليزوروا التاريخ ويمحوا فضل العرب على الحضارات الأخرى والغربية بالتحديد، حيث غيبت حقائق كانت أولى أن تعرف لتنصفنا نحن والحضارة العربية، فإذا كنا نضئ التاريخ فإنه يصبح بالإمكان رؤية الحقائق إحقاق الحق والعدل، ومن خلال هذا الكتاب يمكن أن يتحقق ذلك، لكن بعدم تغييبه عن الساحة أو نسيانه ولابد لنا من أن نقوم بتحليله ودراسته الدراسة الوافية والكافية ليتم ذلك، وأن لا نتناسى هكذا كتب ولهكذا مؤلفين أمثال الدكتورة المستشرقة زيغريد هونكة. أعتقد أن وجود مثل هذا الكتاب في منظمة المجتمع العلمي العربي الرائدة ، الذي يتحدث بلغة القرن الحادي والعشرين وينظر إلى العرب أنهم أصحاب حضارة ورواد علوم أمرا في غاية الأهمية.. وهو من الأهمية وجوده باعتبار (وشهد شاهد من أهلها) إنه في حين يفاخر الغرب اليوم بالاختراعات والانجازات العلمية والانسانية التي يحققها علماؤهم كل يوم مازال العرب يقفون على الأطلال ويفاخرون بإنجازات الأجداد التي ظلت حبيسة الأوراق ولم ينفض عنها الغبار منذ عقود. و أخيرا أمنيتي الوحيدة سيدتي الفاضلة الدكتورة موزة الربان أن تقبلي مني شراء هذا الكتاب ، ليكون رافدا إضافيا في منظمتكم ، و لكم مني أطيب التحيات. صورة من نسخة الكتاب المعروض للبيع

    رد على التعليق

    إرسال الغاء

أضف تعليقك

/* Whatsapp Share - 26-6-2023 */